أعطني فنًّا أعطيك شعبًا
حسن عبادي/ طمرة-حيفا
تاريخ النشر: 17/06/23 | 10:03(معرض فني “داخل المكان”)
على هامش مشاركتي في الأمسية الأدبية التي أقامها منتدى الكلمة مساء الثلاثاء 13.06.2023 لذكرى الكاتب حيدر حيدر، دعاني الصديق الفنان أحمد كنعان لزيارة معرض فني تحت عنوان “داخل المكان” للفنانة علا زرعيني؛ لبّيت الدعوة ووصلت صالة “العنقود” وكان بانتظاري الأصدقاء الفنان إبراهيم حجازي وأحمد كنعان (منظّم المعرض وكانزه، معرض أقامته جمعية تل كيسان بالشراكة مع مركز العلوم، التكنلوجيا والفنون في مدينة طمرة).
زرت معارض فنيّة في البلاد وخارجها، لكن وجدته معرضاً مغايراً ومختلفاً، أخذني للنكبة وتداعياتها والبقاء في الوطن، وحين جاءني هذا الانطباع الأوّلي تساءلت في آذان أحمد وإبراهيم، لماذا لم يُطلق عليه عنوان “نكبتنا مستمرّة”؟
الفنانة علا زرعيني من سكان بلدة طرعان الجليليّة، شاركت في معارض فرديّة (الوطن الأخير، داخل المكان) ومعارض جماعية (المرأة في عيون ذاتها، انعكاسات، وجود، فلسطين ماضينا ومستقبلنا وغيرها).
جاءت موضوعات اللوحات مختلفة ومتنوّعة؛ ولكنها تصبّ في النكبة والذاكرة والوطن…والأمل.
تصوّر علا النكبة المستمرّة؛ وشاهدها الأكبر هو مخيّمات اللجوء، عبر لوحات: “مخيم فلسطيني”، و”مخيم عين الحلوة”، و”عائلة في رمضان” و”أحلام وذكريات”، و”الحقائب الناجية”، و”متاهات في مخيّم”.
للمدينة الفلسطينية حضور عبر لوحات: “القدس”، و”المدينة الأخيرة” وغيتو غزة المحاصرة البائسة التي خصّتها بأربع لوحات معبّرة: “غزة”، و”سيّدة من غزة تخبز”، و”ولد من غزة” و”صيادو غزة”.
تصوّر الفنانة بريشتها الملتزمة سيرورة وصيرورة الوجع الفلسطيني من ألم ووجع ودمار في درب الحرية والعودة القادمة لا محالة؛ عبر لوحلت وكأنّي بها مسلسل متدحرج ولوحة فسيفساء متكاملة؛ “الزلزال”، “حرق”، “الفجر الغاضب”، “بناء وهدم”، “إنقاذ”، “الحلم”، “الخلاص”، “تحقيق أمنية”، “حرية”، و”العودة”.
ويبقى الوطن هو المبتدأ والخبر، رسمته بريشتها وصوّرته بانورامياً في سلسلة لوحات جميلة معبّرة وكأنّي بها تحكي الحكاية من بداياتها وأطلقت عليها جمعاء عنوان: “الوطن الأخير”، وجاءت لتسيطر على حيّز المعرض وتكون مرساته.
ملاحظات لا بد منها؛
لفت انتباهي غياب كتالوج مهنيّ أو مطويّة تتناول اللوحات المعروضة وكذلك تشمل أعمال الفنّانة في مجال الفنّ التشكيليّ.
تم عرض 8 لوحات تحمل عنوان “الوطن الأخير” وكان من المفضّل ترقيمها وأن تحمل كلّ لوحة عنوان مختلف يميّزها عن أخواتها.
وجدت في لوحاتها رسالة تحدّ وانتماء والتزام بقضيّة لا تموت بالتقادم.
قيل: “أعطني مسرحًا أعطيك شعبًا”؛ وأنا أقول: “أعطني فنًّا أعطيك شعبًا”!!