أدب الأطفال والفتيان المحلّيّ يعاني أزمة جودة!
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 21/06/23 | 17:26قبل بضعة عقود واجه أدب الأطفال والفتيان باللغة العربيّة “أزمة وجود”
حيث أن عدد الكتب التي كانت تصدر لم يكن كبيرًا ولم يستجب لحاجات
ورغبات أطفالنا وفتياننا، ومكانة أديب الأطفال كانت متدنيّة!
ولكن، في السنوات الأخيرة، نلاحظ أنّ أدب الأطفال والفتيان باللغة العربيّة
يواجه “أزمة جودة”: فرغم تزايد الإصدارات الموجّهة للأطفال، ورغم التحسّن
في مكانة أدباء الأطفال، ورغم زيادة الوعي بأهميّة أدب الأطفال ودوره في إمتاع
القرّاء وإشباع حاجاتهم، وصقل شخصيّاتهم، رغم كلّ هذا التطوّر والتغيير، إلّا أنّ
أدب الأطفال لم يتحرّر من “عباءة التربية والوعظ والتعليم”، ونجد الكثير من الكتب الموجّهة للأطفال جاءت بأسلوب تقريريّ مباشر، وتفتقد المعايير الفنيّة الجماليّة، وتشتمل على ألفاظ وتعابير بعيدة عن معجم الأطفال وثروتهم اللغويّة.
أضف إلى ذلك، ما زال أدب الأطفال لا يخاطب شريحة الفتيان المراهقين بصورة
كافية، كذلك نادرًا ما نجد إصدارات نثريّة كافية تنتمي لما يُعرف بالخيال العلميّ،
أو للفن الروائيّ أو المسرحيّ!
من الجدير بالذكر أنّ المعهد الأكاديميّ العربيّ للتربية في بيت بيرل قام في السنوات الأخيرة بإصدار مجلّة “المرايا” حول أدب الأطفال والفتيان، وقد صدر حتّى الآن سبعة أعداد أشرف على تحريرها: د. محمود أبو فنه والأستاذ أحمد عازم، وفي كلّ عدد نجد الأقسام/الأبواب التالية:
– الدراسات والأبحاث حول أدب الأطفال بأبعاده المختلفة.
– القراءة والمطالعة لأدب الأطفال وهنا نجد تقارير من مكتبات عامّة ومدرسيّة حول فعاليّات ومشاريع لتشجيع المطالعة.
– شهادات وتجارب وهنا نقرأ عن تجارب أدباء محليّين كتبوا للأطفال.
– من مكتبة الطفل وهنا نجد عرضًا موجزًا لكتب صدرت للأطفال.
كم نحتاج إلى المزيد من المؤسسات التي ترعى مسيرة أدب الأطفال، وتدعم أدباء الأطفال معنويًّا وماديًّا، وتحتضن الدراسات والأبحاث الجادّة التي تسهم في توجيه هذا الأدب والارتقاء به، وتسعى لتقديم التوصيات والاقتراحات الناجعة لتشجيع قراءة هذا الأدب وتذويته لدى أبنائنا فلذات أكبادنا!
(صورة الغلاف الخارجيّ للعدد السابع من مجلّة “المرايا”)