السياسة تصقل الابناء للقيادة
تاريخ النشر: 07/05/14 | 8:35بما ان الاسرة نظاما اجتماعيا، وهي النواة التي يتكون منها المجتمع، خاصة في رسم شخصية الابناء.وهي تسمى بمدرسة الحب والعواطف.
وللاسف الشديد معظمنا يهتم باساليب التربية والتنشئة الاجتماعية عند الابناء ونغفل جانبا مهما من التربية والتنشئة عند الابناء وهي التربية والتنشئة السياسية، وقد يتساءل البعض لماذا التربية السياسية ؟ او ما هي التربية السياسية ؟
في الواقع ان التنشئة السياسية للابناء هي تحدد شخصيتهم ومكانتهم في المجتمع وتعينهم على حمل هموم الناس واستيعاب مشاكلهم وكذلك تجعلهم اكثر تقبلا لقيمة عادات وتقاليد المجتمع. والتربية السياسية تصقل شخصية الطفل وتحدد هويته لمواجهة الغزو الفكري والثقافي في زمن وعصر العولمة.
“ربوا اولادكم لزمان غير زمانكم”.
من اجمل واروع النظريات التربوية السياسية الاجتماعية التي اطلقها الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، هذه النظرية الساحرة توضح لنا الكثير من العمليات التربوية، فعندما لا نفهم ولا نستشرف المستقبل فاننا لا نستطيع ان نصقل ونعد الاجيال لقيادة المستقبل.
العالم يتغير والتغير هو قانون الحياة، وهو قانون رباني، فلا تصروا على السائد بينكم في التربية
ماذا لو استحضرنا ايجابيات الماضي واستشرفنا المستقبل لدفع عجلة الحاضر ؟
تعالوا معا نستعرض بعض الطرق لنحقق ما نصبوا اليه
اولا لا بد لنا ان لا نفصل التربية الاجتماعية والاقتصادية والدينية عن التربية السياسية ؟
لان السياسة بمفهومها المجمل هي قيادة الأمة وتدبير شئونها وإصلاح المجتمع لما فيه خير في الدنيا ولآخرة.
لنعد جيل قائد يحمل هم الامة ويحمل هم الدين علينا ان نصقل شخصيتهم بالثقة والاطمئنان وتاسيس الطفل على تقوى الله في السر والعلن وتذويت لديهم مجموعة من القيم والاخلاق التي تتسم بالثبات مع تغير الازمان مثل الصدق، والاخلاص، والامانة، ودراسة السنة النبوية والقرآن…
ان اكتساب الطفل الخبرات من خلال تعامله مع السلطة الابوية،وهي ما تعامله مع المجتمع مستقبلا
فإذا كان الأب ديكتاتورياً متسلطاً دائماً ما يفرض آراءه، فان ذلك يؤدي إلى غرس قيم سلبية كالخوف والذل والشعور بالقهر وهذا ما يترجم إلى عواقب تبدأ من عدم المشاركة السياسية في المستقبل، إلى استمراء الذل والصمت على القهر والتصلب و عدم الإحساس بالظلم.
وقد لخص محمود نور سويد في كتاب منهج التربية النبوية للطفل لينشأ الطفل قويا علينا ان نقوي ارادته وذلك بتعويده على امرين وهما حفظ الاسرار وتعويده على الصيام لانه عندما يشعر بالجوع والعطش في الصيام يشعر الطفل بلذة الانتصار على النفس وبالتالي فان ارادته تقوى على مواجهة الحياة مما يزيد من ثقته بنفسه وكذلك نوه الكاتب على ضرورة التنمية الاجتماعية كقضاء حاجات المنزل ومجالسة الكبار.
اشار الكابت محمد سعيد مرسي في كتاب فن تربية الاولاد في الاسلام لعدة اساليب تربوية مباشرة وغير مباشرة ونذكر منها:
اولا – تفهيم الأولاد أن البيت مملكة صغيرة لا ينتظم أمرها إلا برئيس يدبر أمرها ويسمع.
ثانيا: تفهيم الأولاد أن المسلمين إذا اجتمعوا في مكان لابد لهم من شخص يجتمعون عليه ويرجعون إليه في أمورهم وصورة المسجد وجماعة الصلاة فيه درس كبير في هذا الشأن، ونستطيع توصيل هذا المفهوم للاولاد في البيت بالمشاورة عند القيام بالامور الحياتية المختلفة كالخروج في نزهة ونختار المكان حسب رأي الاغلبية.
رابعا: “من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ” هكذا لابد أن نعلم أبنائنا أننا كلنا مسلمون، إلهنا واحد، وديننا واحد، وعبادتنا واحدة، وعدونا واحد وإن اختلفت بيننا الأسماء واللغات.
يجب تعويد ابناءنا على لغة الحوار وابداء الرأي بأدب واحترام مع جرأة في قول الحق، فالتربية تحتاج منا الى همة عالية والكثير الكثير من الصبر.
دانية خالد حجازي- مديرة جمعية سند لصلاح الاسرة وبناء المجتمع