ماذا أفدتُ بلدتي ومجتمعي؟
د. محمود أبو فنه
تاريخ النشر: 27/06/23 | 0:20سئلتُ: ما هي الأشياء التي قدّمتُها لبلدتي ومجتمعي؟
فكانت إجابتي كالتالي:
الشيء الأوّل: أقول بأنّ كلّ فرد يستطيع أن يقدّم شيئًا نافعًا لبلده:
فكلّ أب يتمكّن من تكوين أسرةٍ ناجحة، يمكن الحُكمُ عليه بأنّه قدّم شيئًا نافعًا لبلده ولمجتمعه؛ وأنا أقول بتواضع بانّي وُفِّقتُ في بناء أسرةٍ ناجحة، ولله الحمد، أنهى أبنائي الخمسة دراستهم الجامعيّة، (وتزوّجوا بزوجات طيّبات، وأنجبوا لي 18 حفيدًا وحفيدة رائعين)، ويشغلون مواقع ومناصب تعود بالنفع والخير لهم وللآخرين.
الشيء الثاني: أنا في عملي في التدريس للطلاب في المدارس الثانويّة (كفر قرع تسع سنوات، وباقة لمدّة سنتين) كنت أقوم بأداء رسالة تنويريّة حضاريّة قيميّة قبل أن أفكّر في تدريس قواعد اللغة العربيّة وآدابها والحصول على راتب!
الشيء الثالث: في عملي في التدريس في الكليّات وفي التفتيش، حرصتُ على تأهيل معلّمين أكْفاء وتوجيههم لتدريس اللغة العربيّة بنجاعة، لتحبيب المتعلّمين بها، ولرفع مكانتها وتحسين التحصيلات بها.
الشيء الرابع: من خلال عملي في مركز المناهج الدراسيّة في وزارة التربية قمتُ – بمساعدة طواقم مهنيّة مُخلصة- بإعداد المناهج والكتب التعليميّة، وقد حرصتُ على اعتماد الأسس التربويّة الحديثة، وعلى تعزيز الهويّة والانتماء…، وبذلك أكون قد أفدت بلدي وأفدت مجتمعي وشعبي!
الشيء الخامس: منذ أربعة عقود ونيّف بدأ اهتمامي بأدب الأطفال، فقمت بدراسة الموضوع في الجامعة، وزادت معرفتي وإلمامي بالموضوع بالقراءة والمطالعة الذاتيّة، فبدأتُ أنشر المقالات والأبحاث حول الموضوع، وشرعتُ بتدريسه في كليّات إعداد المعلّمين، وفي السنوات السبع الأخيرة أشارك مع الزميل الأستاذ أحمد عازم بتحرير مجلّة “المرايا” حول أدب الأطفال والفتيان، وقد أصدرنا سبعة أعداد (برعاية معهد إعداد المعلّمين العرب في بيت بيرل)، وأعتقد أنّ مجلّة “المرايا” تسهم في تعميق الوعي بأدب الأطفال وفي ارتقائه وتجويده، كما تسهم في زيادة الإقبال على تقريبه وتحبيبه من القرّاء الأطفال والفتيان.
الشيء السادس: ضمن إيماني بأهميّة القدوة في التأثير على الآخرين سعيتُ إلى إحداث تغيير في مجتمعي من خلال ما أكتب من مقالات ونصوص أ و ما أقدّم من محاضرات أدعو فيها إلى ترسيخ القيم النبيلة الحميدة كالعدل والمساواة والاستقامة والمسؤوليّة والتكافل واحترام الاختلاف والتسامح مع الآخرين، ونبذ العنف بجميع أشكاله، كما أعمل بكلّ ما أوتيت من جهد ومعرفة على نشر الوعي بأهميّة القراءة الذاتيّة كمصدر للإثراء والمتعة، وتشجيع الإقبال على ممارستها وتذويتها لتصبح
عادة متأصّلة ومتجذّرة لدى أجيالنا، وقد حاولتُ من خلال مناهج اللغة العربيّة التي أشرفتُ على إعدادها وتطبيقها في جميع المراحل التعليميّة، حاولتُ “مأسسة” المطالعة بحيث يقوم المعلّمون والمدارس بتحبيب القراءة وترسيخها لدى الطلاب.
الشيء السابع: شاركتُ – ولا زلتُ أشارك – في مبادرات اجتماعيّة وسياسيّة وثقافيّة، وضمن عضويّتي ورئاسة لجنة في مجمع اللغة العربيّة، سعيتُ لنشر الوعي لإعلاء مكانة اللغة العربيّة والارتقاء بها، وترسيخ قيم الديموقراطيّة والخير والعطاء والانتماء والعزّة لدى أبنائنا ومواطنينا.