الحج من خلال زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والأشواط
معمر حبار
تاريخ النشر: 27/06/23 | 12:54أوّلا: فضائل زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
قال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “خذوا عنّي مناسككم”. ومن تمام الأدب، وكماله أن تزور الذي علّمك المناسك صلى الله عليه وسلّم.
من سوء الأدب، وقلّة الأدب، والجفاء، والتنكّر لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي علّم أمّته المناسك، أن لايزور الحاج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بزعم أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: “لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ : المسجِدِ الحرامِ والمسجِدِ الأقصى ومسجدي هذا”. ومن فرّق بين الدار، وصاحب الدار فقد أساء الأدب.
لم يعرف عن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يعلّم أمّته مناسك الحج، أن نهاها عن زيارته بعد التحاقه بالرّفيق الأعلى.
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أعظم، وأجل من أن يحرم أمّته من زيارته وهي التي بذلت الغالي، والنّفيس، والجهد، والوقت، وحرمت نفسها الأهل والولد، والبعد عن الأحبّة والديار وما ملكت لتنال شرف زيارته، والقرب لجواره الكريم.
بني الحج على سنّة: “لاحرج”. ولا حرج في زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بل هي من حبّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والفضائل، وحسن الأداب، والأخلاق الرّفيعة، والأعمال الجليلة، والوفاء، والصّدق، والأمانة.
من منع عباد الله من زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد حارب سنّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الحج -خاصّة-، والمبنية على سنّته الشريفة “لاحرج”، وأهلك الأمّة بحرج هي في غنى عنه، وأضاف لها حرجا ليست بحاجة إليه.
من أشدّ أنواع الظلم الذي تتعرّض له المرأة أن تمنع من زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وهذا تعدي على المرأة وقد أوصى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمرأة حين قال في حجّة الوداع، أي أواخر أيّامه التي لقي بها ربّه: “استوصوا بالنساء خير”.
سوء الفهم يؤدي إلى سوء الأدب، والذين أساؤوا فهم “لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ : المسجِدِ الحرامِ والمسجِدِ الأقصى ومسجدي هذا”، أساؤوا الأدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين حاربوا زيارته، وزيارة روضته الشّريفة، وأساؤوا الأدب مع سننه الشريفة المبنية على: “خذوا عنّي مناسككم”، و “لاحرج”، و “استوصوا بالنساء خيرا”.
ثانيا: الحج من خلال أشواط السعي، والطواف، والجمرات:
تأملت أشواط الصفا والمروة، وأشواط الطواف بالكعبة، ورمي الجمرات فوجدتها تنحصر في العدد سبعة، فقلت:
أعترف أنّي لست من هواة مايسمونه “الإعجاز العلمي؟!”، وقد ذكرت ذلك مرارا، ولذلك أترك العدد سبعة لمن أراد أن يقف عنده.
أشواط الصفا والمروة تدل على ضرورة بذل الجهد، وعدم اليأس والقنوط، والإكثار من التكرار، والوصول إلى أقصى نقطة لمواجهتها، والرجوع إليها من جديد لعلّ في ذلك تداركا لبعض الأخطاء، وتصحيح مايجب تصحيحه أثناء السّعي والمواجهة، ودون تكاسل ولا تهاون، بل يتطلّب الأمر بعض السّرعة والنّشاط حين يتطلّلب الأمر، وبعض والسّكينة حين تستدعي المواجهة ذلك.
وفيما يخصّ الطواف حول الكعبة، فإنّه يعني: التقرّب إلى الله تعالى يحتاج جهدا، وسعيا، وتكرارا للمحاولات، وحدّا لايتجاوزه حتّى وهو في بيته وبين ضيوفه، واحترام عادات وتقاليد الأمم الأخرى، وفي كلّ وقت وحين، وبما يليق من أدب مع الله تعالى وعباده.
أمّا فيما يخصّ رمي الجمرات: فإنّها تحثّ على محاربة الشيطان وكلّ مايؤدّي إليه، ويحثّ عليه ومهما كان صغيرا، أو متوسطا، أو كبيرا. ويجب أن تتكرّر عملية محاربة الشيطان في كلّ مكان، وزمان وبما فيها الحج، وأيّام الحج. ومحاربة الشيطان من الأعمال الجليلة التي تتطلب طهارة، ووضوءا، ونظافة. ويحارب الشيطان بوسيلة نقية طاهرة ولذلك كانت الحصى التي يرمى بها الشيطان -وهي وسيلة- نقية لاتحمل نجاسة، لأنّ الشيطان قوي يستعان به المؤمن بوسيلة قوية طاهرة.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار