مصعب دخان يفتح النار على الجبهة
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 27/06/23 | 18:37بالفعل صدق المثل الشعبي: لا دخان بدون نار. ودخان (مصعب) نجم عن النار التي أشعلها ضد “الجبهة” التي كبر فيها وبها شق طريقه بدعم منها ليصل الى ما وصل إليه. صحيح أنه ليس مرشحها لرئاسة بلدية الناصرة، لكن “الجبهة” كانت قد اختارته مرشحاً لها في الدورة الماضية والظروف والتطورات حالت دون ذلك وبقي مصعب خارج اللعبة الانتخابية. مصعب دخان اعتقد بأنه رقم صعب بين رفاقه، وأنهم سيختارونه مجددا ليكون مرشحهم لرئاسة بلدية الناصرة. لكن النتيجة كانت عكسية تماما ولذلك فضل الانشقاق عنها بدلا من البقاء فيها.
في برنامج “مواجهة” الأخير، الذي يقدمه الزميلان فايز اشتيوي وسعيد حسنين في “تلفزيون العرب” تحدث مصعب دخان عن الجبهة بأسلوب هجومي وكأنه لم يكن يوماً عضوا فيها بل خصماً لها. بمعنى أن المفردات التي استخدمها في المواجهة كانت أشبه يـ “النووي” وتركت تساؤلات عديدة عما اذا كان الوضع داخل الجبهة هو بالفعل كما وصفه المنشق عنها مصعب دخان، إضافة إلى هجومه العنيف على الرئيس الحالي للبلدية علي سلام.
في حديثه عن الخلافات مع الجبهة، يقول مصعب دخان “أن الجبهة تريد الاستمرار في مسارها التقليدي وأنا اريد التفكير خارج الصندوق والعيش بواقعية، وكل شخص يفكر خارج الجبهة يتهموه بالخيانة”. كلام خطير المضمون. وهذا يعني أن الجبهة تنتهج سياسة تقليدية مضى عليها الزمن، أي أنها تفكر “خارج صندوق” الواقعية وأن كل شخص أي كل “رفيق” يفكر خارج صندوقها فهو متهم بالتغريد خارج الوطنية وتلصق به الخيانة. والله قوية منّك يا مصعب.
ولمست في حديث مصعب وجود قواسم مشتركة بينه وبين منصور عباس. مصعب دخان يقول ان قراره:” كان من أجل التأثير” و “الجبهة غير قادرة على التغيير” و “لا حاجة للرد على بيانهم والناس تعرف الحقيقة”. هذه المفردات سمعناها ولا نزال تسمعها من عضو الكنيست منصور عباس. فهل يتلاقى دخان مع عباس يوما ما؟ لا يوجد مستحيل في السياسة لأنها بالتالي مصالح (عند البعض وليس عند الكل). فمن كان يتوقع ترك مازن غنايم حزبه القومي العلماني (التجمع) واللجوء إلى قائمة حركة إسلامية (جنوبية)؟
مصعب دخان يقول:” افكر في وضع المدينة المقلق منذ سنوات ويجب الذهاب بالمدينة لبر الأمان”. والتفكير يا مصعب شيء والتنفيذ شيء آخر. وصياغة “الذهاب إلى بر الأمان” الذي تتحدث عنه ليس بيدك ولا بيد أي رئيس للبلدية إنما بيد الجهات الرسمية والكل يعرف ذلك.
مصعب دخان يناقض نفسه بنفسه في المواجهة: فهو من جهة يقول:” كنت غاضبًا جدًا في الانتخابات السابقة بعد قرار الجبهة بالتنازل عن الرئاسة ودعم وليد عفيفي”. ثم يقول في مكان آخر من المواجهة: “ترشحت مستقلًا ليس لأنني غاضب من الجبهة”. لكنه يضيف “شعرت بالغدر والالتفاف ضدي في السنة الاخيرة ” كيف ذلك يا مصعب”؟ فهّمنا يا “رفيق” زعلان أو مش زعلان؟
مصعب دخان قال ان “المواجهة في الانتخابات المقبلة ستكون بينه وبين علي سلام، بمعنى أته ألغى “الجبهة” من حساباته الانتخابية. لا ندري من أين أتى مصعب بهذه الثقة الكبيرة بالنفس وبالجمهور، لكن هناك حقيقة واحدة: في يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان، ويوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل سيكون يوم الامتحان.
وأخيراً… أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير، وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً