في رحيل الفاضلة الكاتبة الفلسطينية ميسون أسدي…!!!
بقلم: رانية مرجية
تاريخ النشر: 01/07/23 | 7:15عند سماعي برحيل الجميلة الكاتبة والصديقة الفاضلة ميسون أسدي، وأنا اعتبرها من أجمل القلوب محبة وإنسانية وتقوى وتواضع واجرأ واعمق الكاتبات طرحا للمواضيع الهامة التي لا يجرؤ ان يتطرّق اليها احد خوفًا من الانتقاد، شعرت بألم يخترق كافّة جسدي ورحت استمع إلى ترنيمة أبوابك مفتوحة ليا وأيقنت أن ميسون تنعم في الجنة، وإنها بحضن مريم العذراء أم البشرية جمعاء، ووجدت نفسي اتجه للكنيسة وأضيء لها شمعه أمام أيقونة مريم العذراء، وأرنم لها في قلبي وذات الوقت رسمت إشارة الصليب على وجهي فلم أصادف مثل روحها التقية النقية الطاهرة، ومحبتها للجميع دون شروط وتقبلها للآخر…
نعم أنا والمختلف متأكدة أنها بأيادٍ أمينة حيث الرب وقدّيسوه وملائكته وكافة شهداء الأرض والحرية والإيمان ، نعم ميسون هناك صاحبة أجمل ابتسامة التي حرصت على أن لا تخفيها أبدا حتى وهي غارقة في الألم والوجع صاحبة الإيمان الشديد الذي رافقها دومًا وعلى الدوام كانت تشكر الربّ على كل شيء منحه إياها ولا سيما زوجها وحبيبها الداعم والمحب رفيق الدرب أسامة وابناؤها الرائعون. ما أصعب فراقك يا ميسون وما أقساه على كل من عرفك واحبك فقد كنت نعم الإنسانة الممتلئة بنور المحبة والعطاء ، نعم كنت محبة وداعمة للجميع دون أي استثناء تدعمين كافة الكتّاب بحضورك لندوات لهم و تقتني مؤلفاتهم، كنت السّند والمعين، والملاك الحارس الذي رافق أسرتك الكبيرة والصغيرة لقد كنت تمدّين الجميع حتى في أصعب وأحلك لحظاتك بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار، و تشجعيهم على العمل والعطاء وبيني وبين نفسي ارفض نبأ رحيلكِ ولا سيما انك لم تتوقفي يوما عن الكتابة و التواجد في الندوات وزيارة الأطفال والمكتبات العامة، نعم وبكلّ صدق رحيلك موجع، فكلّ الأماكن والأصدقاء يشتاقون لك ؛ يشتاقون لجلسة معك لتبادل اطراف الحديث الخالي من أي نميمة او حقد او كره، نعم كنت مثالية وبوجه واحد، اذكر آخر لقاء كان لنا قبل عام ونيِّف في احدى الندوات الثقافية في حيفا وكان بصحبتك الرائع أسامة حين ضحكنا من القلب وتصورنا معا على امل لقاء جديد، واهديتني رواية الراعي وفاكهة النساء، وهي رواية جريئة واقعية تطرقت خلالها إلى التمييز العنصري الّذي يتعرض له العربي في المجتمع وفي تقسيم قومية العربي إلى عدة فئات: عربي بدوي ، مسيحي، درزي وغيره الإسرائيلي
الراحلة الرائعة ميسون كثير من الشهادات المُحِبّة والصادقة بحقك، لا زالت دفينة في نفوس عامرة بذكراك، فأنت حيّةٌ بأعمالك وبحبّ الناس لك، ومن كان مثل ميسون وبهذا الفؤاد لا يُنسى أبدًا، فليُطوّب تذكارُك إلى أبد الأبد ، ثقي غالية انّك ستبقين حيًّة فينا اليومَ وغدًا وبعدَ غدٍ وللأبدِ فذِكرُكَ سيبقى مطوَّبًا!