حرق القرآن مسموح وحرق علم المثليين ممنوع
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 01/07/23 | 15:03في صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك أقدم عنصري كاره للإسلام في العاصمة السويدية على حرق نسخة من القرآن الكريم في احتجاج صغير خارج مسجد ستوكهولم الكبير. الفاعل ليس من أصحاب البشرة الأوروبية البيضاء، وليس سويدي الأصل من أبوين سويديين، إنما عربي الولادة اسمه سلوان موميكا نصراني المذهب من الدولة العراقية، التي دمرها الغرب ونهبوا خيراتها وأطاحوا برئيسها.
سلوان السويدي العراقي الأصل، كان يحرض دائما ضد المسلمين في بلده، ولذلك اعتقل في العراق في العام 2017 بسبب لغة الكراهية التي كان يبثها. وبتهم انتهاكات وجرائم حرب، وقد أطلق سراحه بتدخل دولي وبعدها لجأ إلى السويد، والتحق بأحد الأحزاب العنصرية في السويد. وبدأ بحملة الكراهية ضد الإسلام استفزازاً لمشاعر المسلمين.
سلوان العنصري الحاقد على الإسلام، لم يكتف بحرق القرآن في أول أيام عيد الأضحى، بل يهدد بالقيام مجدداً بحرق نسخة من القرآن الكريم امام السفارة العراقية في السويد، تحت حماية الشرطة السويدية وكذلك مجموعة من مؤيديه العنصريين سواء كانوا سويديين او أوروبيين.
وبالرغم من إدانات عالمية للحدث، إلاّ أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لهما رأي آخر. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر، يرى أن منح السلطات السويدية التصريح للتظاهرة التي حرق سلوان موميكا خلالها القرآن، يدعم حرية التعبير.” أما الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، فقد صرح بأن عملية إحراق القرآن تندرج في إطار حرية التعبير.
الرد على الإثنين، لا نتركه لسياسي عربي أو بالتحديد لشخصية اسلامية اعتبارية بل نترك الرد لرئيس حكومة السويد أولف كريسترسون الذي أدان حرق نسخة من القرآن الكريم، بقوله في تغريدة له على منصة تويتر: “حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، لكن حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين عمل مشين للغاية. ”
تعالوا نسأل الإدارة الأمريكية وحلف الأطلسي والدول التي تدعم حرق القرآن: هل يسمحوا بحرق التوراة أو الإنجيل خلال مظاهرات وتقديم الحماية لذلك السلوك؟ وهل يسمحون بحرق علم الشواذ وشعاراتهم في ميدان عام؟ متى سيفهم الغرب أن إهانة مقدسات المسلمين ليست حرية فكر؟
على كل حال الدول العربية والإسلامية مقصرة جداً (إن لم تكن متواطئة) في الرد على الحدث. فلو بادرت هذه الدول بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وإغلاق سفاراتها وقنصلياتها مع الدولة التي تمت فيها أول عملية حرق فرآن، لما تجرأت دول أخرى للسماح بهذا العمل، وسارعت لتقبيل اقدام المسلمين والاعتذار وطلب العفو والتعهد بعدم التكرار . حتى الآن الوقت ليس متأخراً لفعل ذلك ليكون درسا للسويد وفرنسا والدانمارك وغيرها من بلاد كارهي الإسلام. فهل تفعلها دول الجامعة العربية؟
وأخيراً…
يا للعجب لهذه الديمقراطية الغربية المزدوجة المعيار: حرق علم المثليين والتشكيك في المحرقة لا يندرجان في إطار حرية التعبير وممنوع المساس بهما، لكن حرق القرآن مسموح ويصنف في اطار حرية الرأي. عالم منافق.