دم الفلسطيني مباح ودم اليهودي مقدس
احمد حازم
تاريخ النشر: 04/07/23 | 16:19العملية العسكرية الهمجية الجديدة التي قام بها الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين على مدينة جنين ومخيمها، أطلق عليها اسم “الحديقة والمنزل”. الفلسطينيون يسمون جنين ” مدينة الصمود والمقاومة” والحكومة الإسرائيلية تسميها ” وكر الإرهاب”. التسمية الإسرائيلية غير مهمة. فالحكومة العنصرية ويمينها الفاشي ومستوطنيها يعتبرون كل فلسطيني أينما كان، إرهابياً وليس فقط الفلسطيني أبن جنين أو ابن مخيمها.
الجيش الإسرائيلي بدأ عمليته العسكرية الاجرامية بقصف جوي لاماكن يدعي انها للقيادة. كلهم كذابون من حكومة وجيش. فهل مركز ثقافي مثل “مسرح الحرية”، الذي دمره القصف الإسرائيلي هو وكر إرهاب ” أم منصة ثقافية؟ وهل مسجد الأنصار الذي تم قصفه أيضاً هو مركز إرهاب أم بيت للمصلين؟
الجنرال يوأف غالانت وزير الدفاع قالها صراحة: “سنتخذ نهجا استباقيا وحاسما في مواجهة الإرهاب، وكل من يؤذي مواطني اسرائيل سيدفع ثمنا باهظا، نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومؤسسة الدفاع الإسرائيلية مستعدة لكل سيناريو”.
تعالوا نسأل غالانت: ماذا عن إرهاب المستوطنين المستمر ضد الفلسطينيين، والذي وصل حداً لا يطاق ولا يمكن الصبر عليه؟ أليس من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم أمام إرهاب المستوطنين؟ أليس من حق الفلسطيني التصدي لكل من يؤذي الفلسطيني، تماما كما تفعلون أنتم؟ أم أن دم المستوطن اليهودي مقدس وممنوع المساس به بسبب “المحرقة” ودم الفلسطيني مباح بسبب المقاومة؟
تصريحات الجيش انه قام بعملية مفاجأة تكتيكية بقصف عدة مناطق، هي تصريحات لا أساس لها من الصحة. كذب واضح ويكذبون كلما فتحوا أفواههم. اسمعوا الحقيقة منهم: الإذاعة العبرية العامة قالت انه تم اتخاذ القرار بالعملية المحدودة قبل أسبوع بينما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن القرار بتنفيذ عملية عسكرية في مخيم جنين اتُخذ قبل أسبوعين، وأن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية، أنها تعتزم شن عملية عسكرية في جنين، دون ان تذكر لها تاريخ العملية ومخططها. أليس هذا دليلاً على كذبهم؟
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (البوق الدعائي لمحمود عباس)، فتح عينيه فجأة على ما يجري في جنين، وصاح مثل صيحة ديك على مزبلة صارخاً:” إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة”. نعم هي جريمة جديدة ترتكب في إطار “التنسيق الأمني ” الذي يعتبره عباس “مقدساً” حسب قوله.
وأخيراً… صحيفة “هآرتس” تحدثت عن إرهاب المستوطنين بالقول:” ان مظاهر المذابح ضد الفلسطينيين الأبرياء أمر لا يغتفر، لكن السلطات المسؤولة لا تسارع إلى اعتقال الارهابيين، بل تعطيهم إشارة بعدم وجود أي نية للمس بهم”.