الانقلاب الاوسلوي و”الانقسام” الفلسطيني المزعوم الى اين !؟
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 11/07/23 | 22:44جنين فلسطين وفلسطين جنين ,هكذا كانت وهكذا ما زالت جنين المقاومة تقاوم على مدى اكثر من قرن من الزمان منذ ما قبل وبعد الاحتلال البريطاني ومرورا ب الاحتلال الصهيوني وما بعد الانقلاب الاوسلوي وحتى يومنا هذا التي تسطر فيه جنين ومخيمها اعلى قيم النضال والصمود الاسطوري في ظل وجود شبكة كاملة متكاملة من ادوات الغدر الفلسطينية والعربية التي تصب سفالتها وخيانتها في روافد الاحتلال الفاشي الذي يهدم بيوت الناس الامنة على رؤوس قاطنيها ليعلن بلوغة قمة ما بعد بعد الانحطاط الفاشي والاجرامي التي بلغته المؤسسات العسكرية الصهيونية المدعومة من قبل الغرب الامبريالي المتبكبك والمستاء كذبا وزورا من جرائم الاحتلال وهو الذي يشارك هذا الاخير احتلالة ويدعمة بالمال والعتاد من اجل الاستمرار في احتلال فلسطين وقمع شعبها..عمليا وموضوعيا: لا يختلف دور اكثرية انظمة الحكم في الدول العربية عن دور الدول الامبريالية في دعم الاحتلال في فلسطين السليبة ..!!
ما جرى عام 1993 هو انقلاب ” اوسلوي فلسطيني” حقيقي على القضية الفلسطينية وهذا الانقلاب حاصل ومتواصل بكل ادواته ومقوماتة التدميرية لكامل حقوق الشعب الفلسطيني دون ان يلقى مقاومة فلسطينية جذرية تعالج هذا الخلل المزمن والمستمر اللذي فتك ويفتك بحقوق الشعب الفلسطيني ويشارك الاحتلال في كل شاردة وواردة من تفاصيل قمع الشعب الفلسطيني والوشاية بالمقاومة سواء في جنين او نابلس او كامل الوطن الفلسطيني الذي يتعرض لعملية سطو منظمة استهدفت وتستهدف بنيتة الجغرافية والديموغرافية والتاريخية والوطنية وما حصل وحاصل في هذا الاوان ان الانقلاب الاوسلوي الغى اهم بنود الميثاق الوطني الفلسطيني وانقلب على دساتير وفحوى الحقوق الفلسطينية سواء على مستوى الارض والجغرافيا او مستوى الشعب والديموغرافيا حين تنازل الانقلاب الاوسلوي عن ثلثي الشعب والوطن الفلسطيني من جهة وحين اصبح هذا الانقلاب جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال من جهة ثانية وبالتالي ما جرى وحاصل يوفي بشروط مفهوم الانقلاب التاريخي على كل ماهو فلسطيني وكل ما يتعلق بوحدة جغرافيا وديموغرافيا فلسطين من النهر الى البحر وكامل مناطق فلسطين المحتلة منذ عام1948 و1967 !!
لقد شوهه الانقلاب الاوسلوي كامل مسار ومقومات القضية الفلسطينية لابل ان هذا الانقلاب قد دَمَّر وحدة الشعب والتراب الفلسطيني وزرع الفرقة الوطنية والسياسية بين قطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وخاصة الفرقة المناطقية بين الضفه وقطاع غزة وفلسطين الداخل والشتات الفلسطيني والحقيقة الصادمة ان الانقسام الفصائلي2007 بين حركتي فتح وحماس قد كان وما زال حجر اساسي في بنية جماعة اوسلو لابل انه ” هو” الشماعة الضرورية لتعليق كامل التبريرات والممارسات الخيانية التي تمارسها سلطة اوسلو سواء عبر التنسيق المخابراتي مع الاحتلال او مشاركتها في احتلال فلسطين وقمع مقاومة الشعب الفلسطيني لابل ايضا الغاءها لاي شكل من اشكال الانتخابات لما يسمى ب” المجلس التشريعي” ناهيك عن تحنيط مؤسسات منظمة التحرير بما فيها المجلس الوطني الفلسطيني والغاء دور المنظمة والحيلولة دون تجديد او اصلاح مؤسسات هذة الاخيرة التي كانت وما زالت تُعتبَّر الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني…سلطة اوسلو سلطة معادية للشعب الفلسطيني وهذا الشعب يعارض باكثريتة وجود واستمرار هذه السلطة والانقسام الحقيقي الحاصل هو ليس بين حركتي فتح وحماس لابل بين السلطة والشعب الفلسطيني الرافض لاوسلو سابقا ولاحقا ومستقبلا..
منذ قدوم ياسر عرفات””1993 واركان جماعة اوسلو الى قطاع غزة والضفة وحتى يومنا هذا,بدأت الجماعة بتاسيس مؤسسات امنية ومخابراتية كثيرة ومتعددة بلغ عدد العاملين فيها2023 اكثر من 85 الف عنصر تتجلى مهامهم الرئيسية في حماية نظام ” اوسلو” وحماية منظومات الفساد والخراب اللتي افرزتها هذة السلطة التي لا تختلف في مسلكيتها عن مسلكية دولة الاحتلال لابل ان هذة السلطة جزء لا يتجزَّأ من سلطات الاحتلال وتمارس الاساليب نفسها وعلى راسها زرع الفرقة والانقسام في صفوف الشعب الفلسطيني من جهة وانشاء منظومة دكتاتورية وقمعية معادية لتطلعات الشعب الرافض ل افرازات اوسلو من جهة ثانية وبالتالي اخطأ من ظن ان الانقسام هو انقسام بين حركتي فتح وحماس والحقيقة هي انه انقسام حاد بين الشعب الفلسطيني وجماعة اوسلو التي تُجيش الجيوش والمخابرات لقمع الشعب الفلسطيني جنبا الى جنب مع سلطات الاحتلال..جماعة اوسلو تحارب الشعب الفلسطيني الرافض لمسار اوسلو و الرافض ايضا لمسلكية جماعة فلسطينية موالية للاحتلال ومعادية للشعب الرازح تحت الاحتلالَّين الصهيوني والاوسلوي..!
في هذة الاثناء يزداد الاحتلال الاستيطاني الغاشم في فلسطين احتلالا وتزداد معه جرعات العدوان الفاشي على الشعب الفلسطيني حيث وصل الامر الى حرق بيوت وممتلكات سكان القرى الفلسطينية في الضفة ناهيك عن خطط الفاشية الصهيونية بتهويد واسرلة ما تبقى من جيوب ومناطق فلسطينية داخل فلسطين المحتله وداخل اطار الدولة الاستيطانية الصهيونية التي اقيمت عنكا وظلما على الارض الفلسطينية مدعومة من الامبريالية الغربية المتمثله في اطار ما يسمى بهيئة الامم المتحدة التي كانت وما زالت العراب والشاهد ” الكذاب” على تقسيم واحتلال فلسطين وتشريد شعبها وقتل الشعب الفلسطيني..
يخضع الشعب الفلسطيني الى اطول احتلال عرفه التاريخ الحديث وهو الاحتلال المستمر حتى يومنا هذا بدعم من الامبريالية الامريكية التي تزعَّم دوما بانها قلقة ومستاءه من سياسة الاستيطان فيما الحقيقة هي انها الداعمة الاولى لهذا الاستيطان الصهيوني في فلسطين والاخطر من هذا وذاك ان الامبريالية الامريكية لم تقسم فلسطين قسريا عام 1947 فقط لابل احتضنت عام 1993 ما يسمى ب اتفاقية اوسلو بهدف التغطية على مرحلة اخرى من استكمال احتلال فلسطين عبر خلق نظام فلسطيني عميل تابع لمنظومة الاحتلال تحت مسمى ” السلطة الوطنية الفلسطينية” وهي السلطة التابعة بكل حذافيرها لسلطة الاحتلال الصهيوني من جهة والتابعة والخاضعة اقتصاديا وتمويلا للاحتلال والدول الامبريالية الغربية والرجعية العربية من جهة ثانية وبالتالي ماجرى منذ عام 1993 وحتى يومنا هذا هو مرحلة جديدة من مراحل الاحتلال الاستيطاني الصهيوني بوجود “عراب” فلسطيني يسمى تضليليا ب” السلطة الفلسطينية”…
الحالة الوطنية الفلسطينية ورغم وجود بؤر مقاومة متعددة الاشكال,ما زالت حالة كارثية تسير في خط بياني ” انهياري” يجب التنبه اليه والى ضرورة مواجهة هذه الحالة وهذا الاعوجاج الخطير التي تقودة جماعة اوسلو ولم يحظى حتى الان بتركيزا فلسطينيا على ضرورة وحتمية محاربة ” اوسلو” كمشروع قاتل للمشروع الوطني التحرري الفلسطيني..لا يوجد حتى الان جبهة جماهيرية شعبية فلسطينية لمواجهة اوسلو التي زرعت الخراب الوطني وقامت وتقوم بتشوية كامل مقومات القضية الفلسطينية..اوسلو محمود عباس مستمرة في تجزير وتدمير القضية الفلسطينية دون مواجهة مقاومة فلسطينية حقيقية والمؤسف هو الخنوع المخزي لكثير من المؤسسات الاعلامية الفلسطينية وهي المؤسسات التي تشارك سلطة اوسلو الراي وتعينها على زرع المزيد من الدمار والخراب الوطني في فلسطين..***للتنويه: من المخزي والمهين ان يزور المدعو محمود عباس مدينة جنين المقاومة وهو”عباس” اول المتأمرين على المقاومة في جنين ومخيمها ونابلس وكامل الوطن الفلسطيني ونتمنى ان يقوم اهل جنين بطرد هذا الزائر الغير مرغوب به لابل “الزائر”التي توشي سلطته ومخابراته بالمقاومين في جنين وكامل فلسطين….!!
ماجرى عام 1993 هو انقلاب اوسلوي على الثوابت الوطنية الفلسطينية وهو انقلاب والتفاف على حقيقة احتلال فلسطين وتشريد شعبها والحاصل اليوم ان هذا الانقلاب اصبح بلا مواربة جزء لا يتجزأ من الة الاحتلال الصهيوني في فلسطين والانقسام الفلسطيني ليس فصائلي فقط لا بل انقسام تناحري بين جماعة انقلاب اوسلو والشعب الفلسطيني والاسئلة المطروحة : الى متى سيبقى الشعب الفلسطيني صامتا وغير مباليا لاخطر انقلاب عرفة التاريخ الفلسطيني؟ وهل مقارعة الاحتلال وتَّرك العدو الداخلي كافية لتلبية مشروع تحرري فلسطيني؟؟ ومتى سيخرج النعام رأسه من الرمل ويشاهد الحقيقة ويقرأ المشهد الفلسطيني على حقيقته؟…الحقيقة الصادمة ان نسبة الفلسطينيون الذين يشاركون في المقاومة بكل اشكالها ما زالت متدنية من مجموع شعب بلغ تعدادة15 مليون فلسطيني ه وطنا ومهجرا.. الانقلاب الاوسلوي و”الانقسام” الفلسطيني المزعوم الى اين ؟!.. الانقلاب الاوسلوي والاحتلال الصهيوني كلها وجلها واحدة معادية للشعب الفلسطيني والانقسام هو انقسام تناحري بين جماعة انقلاب اوسلو والشعب الفلسطيني …!!