عزوق موسى — الدكتور رابح بلعيد:’ الجزائريون المتغربون وحلفاؤهم الأغنياء الجدد ‘.3
تاريخ النشر: 14/07/23 | 14:47الحلقة 3: سويسرا مكان آمن.
في جريدة الزمان العربي السنة الرابعة (**) الأعداد :” 1095/1096/1097 “( بتاريخ :10و11و12 ديسمبر 2001) .أبدع المؤرخ المميز المرحوم رابح بلعيد في بسط ما يقتنع به من الثورة الى الثروة ,بتهميش وتوثيق ومنهجية علمية تشعر انك امام كتاب موثق , تتفق او تختلف معه لكن ليس لك إلا أن تحترم ما يكتب لانه يوثق ويتثبت جيدا وعاش مخضرما ولكن ربما أهم خاصية أنه درس في أمريكا بعيدا عن الفرنسة , وقد تناول الموضوع في حلقات ثلاث :
1- الحلقة الأولى : هواري بومدين أطاح بأحمد بن بلة عام 1965 على أمل تطبيق (الاشتراكية ) لجعل الجزائر سويسرا افريقيا
2- الحلقة الثانية : أموال ومناصب سياسية مكافئة لكبار الضباط للاستقالة من جيش التحرير
3- الحلقة الثالثة : التدهور الاقتصادي والاجتماعي في جزائر ما بعد التحرير قاد الى انقطاع مرير عن قيم الماضي
وسنحاول قراءة كل حلقة في منشور .
في مقدمة ثابتة للسلسلة :
قال :” لكي نفهم كيف تحولت الثورة الجزائية في غضون فترة قصيرة من ثورة جبارة الى نظام اجتماعي عليل , يجب العودة الى عام 1962م ( الاستقلال ) .ثم يذكر أربع أسباب لإنشاء نظام اجتماعي جديد على أساس العدالة الاجتماعية وفقا للشريعة الإسلامية ( من بيان 01 نوفمبر 1954) وهي :
1- استردت الجزائر استقلالها في أعقاب ثورة جبارة بدأت بصيحة الجهاد
2- استردت الجزائر سيادتها القومية المغتصبة بتضحيات ثقيلة
3- الشعب الجزائري شعب مسلم
4- وهذا السبب هو الأهم وهو ان 90 %من الثروات الجزائرية كانت بأيدي المستوطنين الفرنسيس انتقلت إلى الدولة الجزائرية الفتية .
والى هنا يعرف لنا العنوان والمقصود بالمغتربين : بأنهم من القلائل ” الميسورين” الذين ينتمون من الناحية الثقافية والاجتماعية إلى الذين عُرفوا :” بالجزائريين المغتربين “. وثروتهم يومها على كل حال قليلة مقارنة مع الدولة الجزائرية التي اعتمد اقتصاد مخطط ومنظم , وتعمل للصالح العام .
وكان بن بلة مع نهج الاشتراكية العلمية ( وان تراجع لاحقا ) . حيث نص اول دستور 1963 على تبني الاشتراكية
الحلقة الثالثة : سويسرا مكان آمن لأصحاب الثروات غير المشروعة من الجزائريين
التدهور الاقتصادي والاجتماعي في جزائر ما بعد التحرير قاد إلى انقطاع مرير عن قيم الماضي
مقدمة خاصة بالحلقة الثالثة :
يشير إلى ما قاله النائب السويسري جان زيجلر بأن على الجزائر استعادة أموالها حيث توجد شوارع بجنيف يملكها نافذون جزائريون وشركات عقارية يديرها أشخاص مسخرين (21) وضرب بذلك أمثلة (22). ليتحدث الكاتب عن حقبة الشاذلي والبيع بثمن رمزي لأملاك الحكومة (انظر الوثيقة 3 مرفقة !)
1. ثمن رمزي :
يذكر الكاتب أنه في بداية 1981 بيعت عقارات بثمن رمزي موروثة عن المستوطنين للجزائريين المتغربين والأثرياء الجدد ( 300 ألف قصر و بناء فاخر)
2. مشروع التخلي عن العقارات :
في جانفي 1981 تم الضغط على البرلمان بتشريع تخلي الدولة عن العقارات ، لكن كان هناك معارضون منهم عثمان سعدي الذي أشار بوصوح إلى أن العائلات المستفيدة بارعة في التصرف (23) . واستمرت محاولات ضغط المتغربين إلى نهاية السنة مع الترويج بأن القطاع الخاص ليس بديلا عن القطاع العام (24) متجنبين إعلام الشعب أو السماح بمن يعلمه بأن دولة الرفاهية ماتت . حيث كانوا قد استفادوا هم باسم الاشتراكية العلمية والثورة والتحديث والتعصير وضربوا فعلا قيم الشعب المعنوي والثقافي والروحي .
3. ارتباك وحيرة :
كانت حيرة وارتباك للجيل القديم من الأوضاع التي آلت لها الجزائر ، ويضرب مثلا بحيرة سي قدور لخضر الذي هرب من سجن الكوديىة رفقة سي مصطفى بن بولعيد وهو يشهد محاولات تشويه القيم وفرض معادلة خاطئة بأن التخلي عن القيم هو الطريق الوحيد للعصرنة والتقدم !
4. ثغرة اجتماعية ثقافية:
ويكمل الحديث عن يوميات سي قدوح كمثال عن المجاهدين القدماء الذي أصبح يقضي وقته في مقهى ” حليب حانة قهوة ” الواقع في شارع العربي بن مهيدي ! مقابل تمثال الأمير عبد القادر ، ليحدث الكاتب مقارنة بين زمانين ( 1954و 1988) كانت في الزمن الأول جزائر الأرض الأبية وموطن الشجعان ، أما في الزمن الثاني أرضا دنسة وموطن جيل ملعون .
هناك فعلا ثغرة واسعة اجتماعية وثقافية بين الزمنين . وأصبح يا للعجب مواطن 1988 يرضى الهوان ويقف في الطابور ويضربه الشرطي الفظ على قفاه (25).
وهنا يختم متأسفا على الحالة التي آلت لها البلاد ومن هم مستعدون ليس فقط للتضحية بمصلحة الوطن ولكنهم على استعداد ايضا لأن يبيعوا أنفسهم وشرفهم نظير الأرباح المادية . من الواضح أنها لم تكن الحلقة الأخيرة حيث توقفت الأحداث في 1988. والنشر كان 2001 وما بين التاريخيين أحداث وأحداث , لكن هذا ما وقع بين يدي . اطلعت لاحقا على كتابه القيم ” الحركة الوطنية الجزائرية 1945-1954 دار بهاء الدين للنشر والتوزيع ( طبع م و ف م الجزائر 2016).بتنويه من السيد فارس بوحجيلة ( الدكتور رحمه الله حصل سنة 1976 على درجة الليسانس في العلاقات الدولية من كلية سان فرانسيسكو ). وكان على الأستاذ ابراهيم زراري تحرير المقدمة باعتباره كان يساعد الدكتور في بعض أعماله باللغة العربية وذكر انها قسمت إلى اربع اقسام .الملاحظة الأولية حجم الكتاب 669صفحة +جودة الطباعة وطول مدة الانجاز . شخصية وقيمة المؤلف ” ومن معه , بالاضافة الى عدد الملاحق والوثائق (55) وكان آخرها مسك ” ولأول مرة ينشر” بيان من جيش التحرير”! يجعل منه كتابا مهما وجدير بالاطلاع ومرجع معتمد بحجية قوية جدا. قد يكون محور منشور مقبل بإءن الله . والى لقاء محبكم موسى .
—-هوامشه الإيضاحية –
21- A.H Gean Ziegler :” يحب على الجزائر أن تعيد للوطن أمواله ” الوطن في 18-19 مارس 1994
22- المرجع السابق
23- الوحدة في 17-28 نوفمبر 1988 ص ص 14-17
24- المجاهد في 27 ديسمبر 1981 اللجنة المركزية تناقش موضوع الخصخصة . خلقت لجنة وطنية تتولى توجيه وتنسيق استثمارات القطاع الخاص .
25- كلمات كتبها المؤلف قبل أحداث 05 اكتوبر 1988. بعنوان اليوم الذي لا ينسى مارس 1987 ماذا حدث للشعب ؟ وهو يشاهد الطابور ( الحشد ) على الزبدة والشرطي يضرب .
عزوق موسى محمد