حرق القرآن مبرّر وحرق التوراة معاداة للسامية
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 15/07/23 | 19:03قامت الدنيا ولم تقعد بعد لدى يهود العالم بشكل عام ويهود اسرائيل بشكل خاص، عندما سمعوا سماح سلطات السويد بحرق نسخة من التوراة أمام سفارة إسرائيل في العاصمة السويدية. وبغض النظر عن أن حرق أي رمز مقدس عمل مرفوض إنسانيا واخلاقيا، إلا أني لا أستغرب مواقف المسؤولين الإسرائيليين تجاه هذا الحدث.
اسمعوا ما قاله الرئيس الإسرائيلي: إسحاق هرتسوغ في “تويتر”: أشعر بالذعر من نية حرق التوراة، إن تدنيس مقدّسات الأديان والمعتقدات ليس دليلاً على حرية التعبير. هذا تحريض وفعل ينم عن كراهية ويمس بمشاعر ومعتقدات الناس في جميع أنحاء العالم. على العالم التنديد بشدة بمثل هذه الأعمال المهينة ومحاربتها”. وأنا أسأل الرئيس الإسرائيلي: الم يسمع تصريحات بن غفير حول حرق القرآن؟ ولماذا لم نسمع أي موقف منه على ذلك إذا كان جاداً في تصريحاته؟
وماذا قال نتنياهو عن سماح السلطات السويدية بحرق نسخة من التوراة: إن “دولة إسرائيل تنظر بعين الخطورة إلى هذا القرار المخزي الذي يضر بقدس الأقداس بالنسبة للشعب اليهودي، ويجب احترام الكتب المقدسة لجميع الأديان” أصدق ما قاله نتنياهو في القسم الأول من جملته، لكنني لا أصدقه في مطالبته بوجوب احترام جميع الأديان، لأنه كاذب وكلامه للاستهلاك فقط.
أقولها بصوت عال: إما أن نتنياهو هو غبي أو يتغابى. ألم بسمع ما قاله بن غفير الشريك الرئيس في حكومته عن حرق القرآن؟ أليست هذه تصريحات مخزية؟ ولماذا لم يتخذ موقفا تجاهه إذا كان صادقا فيما يقوله؟ لكن نحن نعرف حقيقة موقفه تجاهنا كعرب وكمسلمين.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، قال “لقد صدمت عندما علمت أن الشرطة السويدية وافقت على إحراق التوراة أمام السفارة الإسرائيلية تحت ستار حرية التعبير والإضرار بمقدسات إسرائيل ليس حرية تعبير. لكن بن غفير قالها صراحة انه مع حرق القرآن. بن غفير لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل طالب بالعمل بقوة ضد النظام والحكومة في السويد التي تتعامل مع ما اسماه “إسلام متطرف يهدد بالاستيلاء على بلادها وأن تمنع حرق الكتاب المقدس”.
يهود إسرائيل الكبار منهم والصغار يرون أن حرية التعبير لا تشمل حرق الكتب الدينية، ويروجون لمعاداة السامية وكراهية اليهود، والحكومة السويدية مسؤولة عن إيذاء اليهود. هكذا يقولون. ولكن ألم يسمع هؤلاء بتصريحات بن غفير حول حرق القرآن؟ أم أن حرق التوراة وحده يؤذي اليهود وحرق القرآن لا يؤذي المسلمين. أو أن حرق القرآن غير معادي للسامية؟
أنا أتساءل: أين كانت هذه الأصوات الرسمية اليهودية التي تدين حرق الكتب المقدسة الآن (بعد السماح بحرق التوراة) عندما أقدم مستوطنون يهود في الخليل في العاشر من شهر أكتوبر/ تشرين اول العام الماضي على تمزيق نسخ من القرآن الكريم وإحراقها ثم ألقوا بها إلى القمامة في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية علما بان هذا الاعتداء يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق المسجد الابراهيمي؟
وأخيراً…
هم يرون في حرق التوراة “عملاً مخزيا ومعيباً” ولكن ماذا عن حرق القرآن؟ لماذا لم نسمع من هؤلاء أي ردود فعل جدية حول حرق القرآن في الخليل؟ كلهم كذابون، كلهم عنصريون. كلهم من طينة يمينية كارهة للإسلام والقرآن. نقطة أول السطر.