قولوا لنا من نحن؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/07/23 | 18:42وصف الرئيس الراحل عرفات الشعب الفلسطيني بأنه “شعب الجبارين”. قد يكون محقا في ذلك في الجانب السياسي. لكن نحن في هذا الجزء من العالم المسمى تاريخياً فلسطين، وحديثاً منذ شهر مايو/ أيار عام 1948 إسرائيل، التي صنفتنا نحن المجتمع العربي كـ “عرب إسرائيل” وليس فلسطينيين، نحن المصنفون لنا حالة لا يوجد لها مثيل في العالم. فإذا كنت مسافرا وسألك (بالصدفة) مسافر معك عن جنسيتك وتقول له ” أنا فلسطيني” يبادرك بالسؤال فوراً: فلسطيني من وين؟ وإذا قلت له: أنا من إسرائيل يطرح عليك السؤال: من الـ 48 أو الضفة أو غزة؟ السؤال دائماً: فلسطيني من وين؟ وكأن اسم فلسطين لا يكفي ويجب ان يكون مرتبطا بصفة أخرى. هذا قدرنا الذي سببه لنا العالم “الحر؟!” وسببته لنا الأمم المتحدة القائمة على الظلم والكيل بمكيالين.
لكن، في هذا الجزء “إسرائيل” تعيش أقلية عربية، أصبحت تتمتع بصفة مميزة عن باقي الفلسطينيين وعن العرب الآخرين في العالم العربي. للأسف “القتل” أصبح حالة تلازم حياتنا اليومية، ولم نعد نكتفي بحالة قتل يومياً، بل “شدينا حيلنا” ورفعنا العدد الى ثلاثة كما جرى يوم الأربعاء الماضي في ثلاثة أماكن عربية (الناصرة، كفر قرع وعارة) وقبلها أربعة وخمسة، فهل نحن في المجتمع العربي داخل إسرائيل ننتمي بالفعل الى شعب الحبارين أم إلى شعب القتل؟ وإذا كان الجواب لا هذا ولا ذاك فقولوا لنا: من نحن؟
الفلسطينيون في الضفة الغربية عددهم حسب الإحصاءات الرسمية حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني. ونحن المجتمع العربي في إسرائيل وصل عددنا الى حوالي 2 مليون فلسطيني. هم الذين يحلو لنا تسميتهم “الضفوية” سجل مجتمعهم العام الماضي 45 جريمة قتل، بينما نحن “أنشط منهم بكثير” لأننا لغاية الان ونحن في منتصف العام سجلنا 125 حالة قتل، أي أكثر من عدد جرائم القتل الذي سجلته بريطانيا العام الماضي. ألا نستحق وسام قتل؟ بربكم قولوا لنا من نحن؟
وأخيراً… إطلاق النار على منزل مصعب دخان المرشح لرئاسة بلدية الناصرة هو (زعرنة) وعمل همجي يندرج في اطار أعمال العنف والقتل التي يشهدها مجتمعنا بكثافة ولا سيما هذا العام (125) قتيلاً لغاية الآن. فهل نحن أمام موجة إضافية من العنف السياسي قبيل انتخابات رؤساء السلطات المحلية في البلاد؟