القاتل بيننا ويقولون “مجهول”…لوحة القتلى وسام عار لنا
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 22/07/23 | 13:10أمر مرعب، مفزع ومخيف، يدعو الى القلق الشديد يجب التوقف عنده. في الفترة الأخيرة تتركز العناوين الرئيسية للمواقع والصحف وحتى الإذاعات العربية على القتل والعنف في مجتمعنا العربي الذي وصل فيه عدد القتلى حتى كتابة هذا المقال 129 قتيلاً حسب بيان “مبادرات إبراهيم” علماً بأن العام الماضي سجل في نفس الفترة الزمنية 59 ضحية لجرائم القتل.
عناوين مثل: إطلاق نار على شخص أدى الى وفاته” “مصرع شخص نتيجة إطلاق نار”، “الجريمة تستفحل في المجتمع العربي”، “مقتل شخص على الشارع الرئيسي” تعرض شخص للقتل امام محطة وقود”، “إطلاق نار على شخص في فرن”، “مقتل شيخ أمام مسجد”، ” مقتل شخصين في حفل زفاف”. هذه العناوين أصبحت للأسف حالة عادية يومية في مجتمعنا.
موقع “كل العرب” نشر لوحة تشمل صور ضحايا القتل لهذا العام. صورة مرعبة غالبيتهم (71) من الشباب كانوا حتى جيل الثلاثين عاماً. لوحة مرعبة حقا. هؤلاء تعرضوا للقتل دون معلومات عمّن تسبب بقتلهم. نحن لا نعرف من وراء اعمال القتل هذه. لكن هناك من يعرف. الشرطة من المفترض ان تحقق وتعرف وتشير الى القاتل. يقولون دائماً “مجهول” لكن هذا “المجهول” يتصرف ويتجول بحرية. هو مجهول للجمهور ولكن هل هو بالفعل “مجهول” للشرطة المخولة بحفظ الأمن والأمان في المجتمع”؟
هذا العدد من ضحايا القتل الذي يسجله مجتمعنا العربي خلال سبعة شهور أي بمعدل أكثر من 18 ضحية كل شهر يعتبر وسام خزي وعار على جبين مجتمعنا العربي. ألا يكفينا قانون القومية والقوانين التمييزية الأخرى التي نعاني منها داخل إسرائيل في ظل حكوماتها العنصرية.
هل نحن ضمن المجتمع الذي تدافع عن الشرطة؟ بالتأكيد لا. الشرطة المسؤول عنها وزير يميني متطرف غير معنية بالعربي. المجتمع الذي تدافع عنه الشرطة هو مجتمع شلومو وديفيد وإيتمار، الذين يحميهم قانون القومية. فمن يحمينا نحن؟ هم رجال الشرطة “نظفوا” مجتمعهم من العصابات وتركوها تعبث في مجتمعنا الذي يرزح تحت نير عصابات مختلفة في أشكالها وتأثيرها وقوتها، وكأنها دولة داخل دولة. لكن الشرطة تغض الطرف طالما ان هذه العصابات بعيدة عن المجتمع اليهودي.
أي مصيبة هذه التي حلت بمجتمعنا العربي؟ نعم. الكل يشتكي والكل يصرخ. لكن القتلة “منا وفينا” فماذا نحن فاعلون؟ الحقيقة واضحة: اسمعوها من شاهد كبير في الشرطة سابقاً. اسمعوا ما قاله الميجر جنرال جمال حكروش بصراحة خلال حديث مع إذاعة (كان) في السابع من شهر ديسمبر/ كانون اول عام 2020 . قال: ” أن قيادة الشرطة على علم بأن نتائج نشاطاتها في هذا الشأن غير مرضية وانه يجب عليها أن تقوم بتحسين سبل مواجهتها لهذه الآفة بغية الحصول على نتائج أفضل في المستقبل.”
الجنرال حكروش وكون مكانته الرفيعة في الشرطة، يعرف كل صغيرة وكبيرة فيها فيما يتعلق بالمجتمع العربي، استخدم صياغة دبلوماسية للتعبير عن تقصير الشرطة:” نشاطاتها غير مرضية”. والمشكلة ليست في انها “غير مرضية” فقط، بل انها متواطئة بشكل كبير مع العصابات بشهادة تقارير تلفزيونية عبرية.
وأخيراً…
المجتمعات الحضارية تعرض لوحات تشكيلية أبدعها فنانون “من عندهم” ونحن نعرض لوحات لقتلانا، قدمها “محترفون” في الابتزاز والقتل “من عندنا”. لوحات متناقضة المضمون: الأولى تظهر الرقي والثانية تظهر التخلف والهمجية.