الرئيس الإسرائيلي في بلدية أم الفحم… وين المشكلة؟
بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 28/07/23 | 23:26قبل كل شيء أود الإشارة إلى أن قراءتي في زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لبلدية ام افحم هي مجرد تحليل سياسي للزيارة فقط، وليس موقفاً معيناً داعماً لأي طرف. فمن حقي كمحلل سياسي أن أقدم للقراء المشهد الذي أراه. نحن متفقون على أن ام الفحم كانت ولا تزال مركز حدث على الصعيد المحلي (الداخل الفلسطيني) وعلى الصعيد الفلسطيني بشكل عام، ولا يستطيع أحد أن يزاود على مواقفها الوطنية. ليس دفاعاً عن رئيس البلدية د. سمير محاميد فهو ليس بحاجة لمن يدافع عنه، لأن مواقفه وانجازاته التعليمية السابقة وانجازاته كرئيس بلدية خير شاهد على ذلك.
ثلاثة رؤساء إسرائيليين زاروا بلدية ام الفحم: أولهما حاييم هرتسوغ وثانيهما عيزر فايتسمان وثالثهما يتسحاق هرتسوغ ابن حايم. وين المشكلة؟ بلدية ام الفحم هي مؤسسة رسمية تابعة للدولة وليست مؤسسة عربية خاصة. هي مؤسسة من مؤسسات الدولة والتي يخصص لها ميزانيات من هذه الدولة التي يرأسها حاليا يتسحاق هرتسوغ. (وما تنسو انو خوالو مصريين). إذاً من حق د. سمير محاميد أن يستقبل رئيس الدولة بشكل رسمي كرئيس بلدية. وين المشكلة؟ وأيضاً من حق البعض أن يعبر عن رفضه لهذه الزيارة.
أمامنا مثلث متوازي الأضلاع: هرتسوغ ومحاميد وام الفحم. هرتسوغ جاء ليطلع على أحوال ام الفحم من خلال بلديتها المسؤولة عن أحوالها، والدكتور سمير محاميد، رمز هذه البلدية قدم لضيفه خلال اللقاء المطالب الملحّة ليس لمدينة ام الفحم فقط بل والمجتمع العربي ككل، وعلى رأسها آفة العنف والجريمة، العفو عن أسرى هبة الكرامة 2021، قانون كامنتس الخاص بالبناء والتنظيم، قضايا المسكن للشباب، المناطق الصناعية والتجارية، مراكز الحصانة النفسية، دعم الهايتك، سياسة الحكومة تجاه المجتمع العربي والسلطات المحلية والميزانيات. والضلع الثالث ام الفحم التي تنتظر تحقيق مطالب رئيس بلديتها. وين المشكلة في الزيارة؟
إذاً، دكتور سمير لم يعرب لضيفه عن اهتمامه بإم الفحم فقط بل عن اهتمامه بكل مدن وبلدات المجتمع العربي. لكن هناك فئة يبدو انها لا يعجبها العجب. هذه الفئة المعارضة للزيارة من حقها ان ترفض الزيارة. لكن الأمر المضحك فعلاً والذي يدعو للسخرية، أن هذه الفئة تتحدث عن “رفض كافة القوى الوطنية في ام الفحم لزيارة هرتسوغ لها”. تعالوا افتراضا نصدق ذلك، لكن الواقع يقول غير ذلك. فالمحتجون على الزيارة الذين وقفوا على مدخل ام الفحم لم يتجاوز عددهم الـ 12 شخصاً. فأين القوى الوطنية التي يتحدثون عنها والتي خرجت للإحتجاج؟
لفت نظري ما ورد في كلمة الرئيس الإسرائيلي أمام مضيفه: “علينا ان نعمل لكبح جماح الجريمة” هذا كلام جيد للتسويق ولكن كيف يا سيادة الرئيس؟ المجتمع العربي بحاجة الى أفعال لأن الكرة في ملعب الحكومة الإسرائيلية. الا أن هرتسوغ نفسه اعترف بأنه عقد عدة جلسات في مكتبه مع كافة الأطراف المعنية وذات الصلة فيما يتعلق بانتشار الجريمة في المجتمع العربي. لكنه لم يتحدث عن نتائج إلاّ أنه استخدم لغة التسويف: “سأعمل ما بوسعي إزاء هذه الآفة” وما وعد به الضيف الزائر مثل وعد ابليس بالجنة، لأن الأمر من ناحية عملية ليس بيد هرتسوغ.
وأخيراً… يا سادة، الرئيس الإسرائيلي قام بزيارة رسمية لبلدية ام الفحم وليس لمدينة ام الفحم. وين المشكلة؟