استراحة المحارب” محمود درويش”
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 29/07/23 | 13:09قبل أيام كنت في زيارة لضريح الشاعر فكتبت :
محمود درويش
في استراحة المحارب
أنك هنا تنام
إنها استراحةُ المحاربِ القديم
قريباً ستترجّل
لن تتركَ حصانَك وحيداً
ستعتلي صهوتَه عنيداً
وتعودُ من غربةِ المنافي
تحملُ جراحُكَ القوافي
لتروي حياتَنا بعدَ جفافِ
******
نحنُ هنا في انتظارِ انتظارِك
ستحملُ حطينَ لتكملَ مشوارَكَ
وتغرفَ من روحِ صلاحِ الدين
و تجترحَ ألحانَ أغنياتِك
وتغنيها في أعراسِ جنين
أعراسِ أفراحِ فلسطين
*******
ستعودُ ..
الى خبزِ أمِّك وقهوةِ أمِكَ
وطابونِ أمِّك وأقراصِ الفطير
وعبقِ أزاهيرِ لوزِ الحواكير
ستغنيّ مع صغارِ العصافير
ستبزغُ مع شمسِ البواكير
وتطلُّ روحُكَ من الجليل
ستخضرُّ مع أوراقِ الدوالي
في بساتينِ الخليل
*************
عجيبٌ أنت ..
كيفَ تكونِ حاضراً فينا
في موسمِ الغياب
كيفَ نراك معنا دائماً في
غشيّاتِ السراب
و تسير معنا في
لحظاتِ الإياب
و نتحدّى معك عتمات
الضباب
لتخضرُّ فينا مواسمُ اليباب
************
عجيبٌ أنت ..
كيفَ حوَّلتَ المقاومةَ الى
قصيدةِ شعر
والشعرُ الى قلبِ المقاومةِ في
أيامِ القهر
أنتَ لم تمتْ فقد أبقيتَ فينا
الوصايا العشر
قصائدُك نحتناها على
صلابةِ الصخر
تجري في عروقِنا كما يجري
ماءُ النهر
**************
عجيب أنت ..
كيف تنام
وأنت تحمل