قراءة رواية ” علي بابا والأربعون حبيبة ” وخطر التناص وفوبيا المقدس

موسى عزوڨ

تاريخ النشر: 02/08/23 | 13:42

قراءة رواية ” علي بابا والأربعون حبيبة ” (1) وحدود التناص

تمتم علي بابا بصوت خافت ومد يده للجمجمة وكانه يترنم بطقوس عبادة:

كلمني بالله عليك ياراس المحنة , غريب انت مثلي ام ذا وطن ؟ ابن ذي الفقار انت ام مت في غربتك ؟ رأس من انت بالله عليك يارأس المحنة ؟

فاستوت الجمجمة انسانا سويا , وتمتم علي بابا : الامير الامجد ؟؟.

من الجلي كثرة استعمال التناص في هذه الرواية من العنوان الأساس إلى كل عنوان فرعي وفي المتن ظاهريا وباطنيا , و التناص مصطلح أدبي كان للغرب فضل كشفه والإكثار منه وهو تقنية تداخل نصوص فيما بينها، وهو بالأساس موجود على كل من قبل ومستعمل وان كان بألفاظ أخرى , وقد تكون الترجمة أخلت بالمعنى , واهم نتائج استعماله ما أحب تسميته ” الإحالة ” والتوجيه إلى النص المحال إليه فتكون أمام نص مضاعف ومعاني متعددة . كما أن فكرة استقلالية الأجناس الأدبية تماما فكرة غير صحيحة إطلاقا بل بالعكس فكلما جمعت الرواية مثلا أجناسا أدبية مختلفة كلما زادت جمالا وشكلت لدى القارئ حلاوة وقناعة بقدرة الكاتب وواسع اطلاعه وحكمته.

وقد أحسن الأديب عز الدين جلاوجي توظيف نصوص دينية متعددة من اسلام ويهودية ومسيحية ؟ كما وابدع في تشابك أجناس أدبية مختلفة وصهرها بطريقته الجميلة في قالب جذاب في روايته “علي بابا والأربعين حبيبة ” فشكلت جنسا هجينا ” ملقم ” , وبلغ مبلغه من الإثارة بالانزياح والإيحاء مع توظيف جيد للأدب الشعبي والتي تتناسق مع النسق العام للرواية المرتكز على ثنائية ضدية للخير والشر والصفات الحسنة والذميمة , ولكنه تجاوز الحد المعقول لتوظيف الآيات القرآنية المقدسة دون وضعها بين قوسين , والتي لا يجوز التحريف فيها شرعا كما فعل في ايه الخروج بإضافة الواو في قوله تعالى : “﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ والآية باعتبارها جوابُ القَسَمِ في أولِ السُّورةِ: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾.حيث يُقسِمُ الله تعالى بأنَّ أعمالَ العبادِ مُخْتَلِفةً اختلافًا كبيرًا.. واختِلافُ الأعمالِ نتِيجةٌ لاختِلافِ الهِممِ..وهي تتناسق تماما مع فحوى الليلة الأولى للرواية ( توافق الليلة 1002 ) وعنوان اية الخروج ( وهو تناص دعنا نسميه مزدوج لكنه غير لائق ). وبذلك طرح على المتلقي بالأساس أكثر من إشكالية لدفعه لمعرفة مفهوم التناص ؟ وقد ظهر هذا المصطلح في الدراسات النقدية والأدبية المعاصرة محافظاً على المدلول اللّغوي القديم نفسه تقريباً، ومعناه ” تعالق النصوص وخلق حوار فيما بينها” ، وقد حدده باحثون في الغرب أمثال “باختين” “جوليا كريستيفا”، و”تودوروف”…. حيث استخدمته الناقدة اللسانية جوليا كريستيفا، وعرّفته بقولها: “إنه أحد مميّزات النصّ الأساسية، والتي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها أو معاصرة لها” ، فالتناص في أبسط أشكاله هو ” مجموعة من النصوص التي تتداخل في نص معطىً ” , ويرجع الفضل في ابتكار هذا المفهوم إلى الروسي ميخائيل باختين الذي” قارب مفهوم التناص ولكن بمصطلحات أخرى مثل الحوارية والتعدد الصوتي” . يذكر لاحقا الناقد رولان بارت ان التناص آلية تشمل كل نص .

ولو اردت تشبيه هذا المستورد وكيف جنى على قدسية بعض الآيات القرآنية خصوصا تلك المتعلقة بالذات الالهية لقلت انه اقرب الى الحلول السياسية من اشتراكية وليبرالية وكيف جنت على امتنا , ذلك ان لنا فعلا خصوصية .

-1- أولا في العنوان : قوة جاذبية العنوان وصورة الغلاف والإعلان عن التناص وتداخل الأجناس الأدبية :

لا شك ان للعنوان أهمية كبيرة جدا للتسويق والجذب ويدل على رسوخ الكاتب وحسن فهمه خصوصا اذا كان شديد الارتباط بالمتن , والمكتوب يُقرأ من عنوانه كما يقال في إشارة إلى التعبير عن فكرة المعرفة الفطرية القائمة على الحدس والتخمين , لذلك تجد كثيرين يغيرون العنوان بعد إكمال العمل أو لا يضعون العنوان إلا في الختام , هذه الجاذبية في العنوان حيلة سردية للإيقاع بالولهان أو القارئ العادي والممتاز ( تحفيزا أو استفزازا ) : ” علي بابا ” ؟ ومن لا يعرف علي بابا لكن الأربعون لصا وليس عكس ذلك ” حبيبة ” وباللون الأحمر خطر ؟ لا بد أن هناك سر ما ؟ في العنوان , وزادت الصورة الوضع غموضا لكن في تشويق ( في المتن لا وجود للسوداء) . ففي العنوان إشارات تبدوا للوهلة الأولى جد متناقضة ( وفي الحقيقة هذا هو المطلوب ) . يزيد الغموض والتشويق اذ لم يفصح عن العدد أربعين إلا في الليلة الرابعة بعد الألف ( فيكون على القارئ أن ينتظر حتى الصفحة 134 /275 ليفصح الكاتب عن سر العنوان والحبيبات الأربعين وقصتهم بعد ان يصور الكاتب المشهد كأنما ركع مسرح ويوهم بالإضاءة التي تسلط على ملكة الجن ترحب بعلي بابا في عالم الجن ؟ ثم عرضت عليه صفقة لاستعادة العقد ان يتزوج بالجن والعدد يبدأ بالأربعين وكل واحدة تلد المائة.)

كان العنوان اذا فيه إحالة مزدوجة وتناص الى :

-1- قصة اسطورية ” خيالية ” : ” علي بابا واللصوص الأربعون ” (مختصرها انه في الليلة الرابعة والثلاثون من حكايات ألف ليلة وليلة 1001 (2) ، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينار زاد: « رجاءً يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر القصص إثارة على الإطلاق.» فأجابت شهرزاد: «كما تشاءان!»: بلغني — أيها الملك — أن أخوان يُدعيان قاسم وعلي بابا عاشا قديمًا في إحدى مدن بلاد فارس. عندما توفي والدهما، تزوج قاسم بابا من ابنة تاجر ثري، وعندما توفي هذا التاجر، ورث قاسم أمواله. وتزوج علي من امرأة تُدعى مرجانة، وكانت فقيرة للغاية، لكنها ماهرة جدًّا في الوقت نفسه. وكسب علي بابا قوت يومه من جمع الأخشاب في الغابة. يكتشف علي بابا الكهف مخبأ اللصوص والكنز وكلمة السر :” افتح يا سمسم ” . ولانه لم يكن جشعا فقد كان ياخذ بالمعروف مع حكمة زوجه مرجانة التي ستنقذه عدة مرات , عكس الاخ قاسم الذي ينسى كلمة السر فيقتله اللصوص ..”

-2- وقصة “حقيقية ” : ” الصعاليك ولكن شعراء ” ( وهم الذين تمردوا على سلطة القبيلة في الجاهلية ، واختاروا العراء سكنًا ومقاما لهم ويعيشون كقطاع طرق , لكن وهذا مهم جدا – وهو الشاهد – وضعوا لأنفسهم قوانين حيث لا يؤخذ المال إلا من الأثرياء واحترام شديد للنساء ، وكان معظم صعاليك الجاهلية شعراء مجيدين كتبوا قصائدَ من عيون الشعر العربيّ، وأهم هؤلاء الشعراء هم: الشنفرى ، عروة بن الورد، تأبط شرًا، وغيرهم).

-2- ثانيا في الإهداء والمدخل:

في الإهداء :مختصر جدا : ” اليكن قدرا طافحا بالأسرار “.

في المدخل بلا عنوان :

يفتتح المدخل بحوار بين شهرزاد وأختها دُنيا زاد, وهما تجلسان كالأميرتين على زرابي مبثوثة , و نمارق مصفوفة (3) ( إشارة معكوسة الى الآية15-16 من سورة الغاشية ) . وكيف ان شهرزاد قد تعبت من الحكي , فعذرتها اختها وقالت انه قد حان دورها لتحكي لها ما فاتها من حدث لعلي بابا في المغرب , ولهذا اضيف لحكايتك ست ليالي أخر , فاسمعي مني .

-3- ثالثا : في الموضوع:

وفي تكملة لألف ليلة وليلة وتحديدا ما وقع لعلي بابا لكن في المغرب ؟ , يقوم الروائي عز الدين بإبداع تكملة مفترضة للقصة بطريقته : حيث تكمل الأخت “دنيا زاد” (في مدخل بلا عنوان ) ما كانت تحكيه ” شهرزاد “. وزادت 06 حكايات لكن بطلها علي بابا ومع الحبيبات بدل اللصوص والعدد نفسه 40؟ وكان يعنون كل ليلة بآية تحت مسمى معين ( فبدأ بالخروج وان سعيكم لشتى حيث كان علي بابا في شتات الصعلكة , وختم بالدخول ” فاخلع نعليك” في إشارة إلى سيدنا موسى عليه السلام , ولو استعمل في رأي تأويل رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام تكون أفضل من ناحيتين : الاولى ابعاد شبهة احتمال المس بالواد المقدس طوى والذات الالهية حيث لا يشبه ” وخصوصا وقد استمعل الوادي لجرف الجمجمة , وثانيا : انه في السياق العام لم يستعمل فقط الآيات المتعلقة حصرا بسيدنا موسى عليه السلام فيكون له عذر التنسيق , حيث يتوج علي بابا ملكا وزوجا لبدر البدور, وهو ابعد عن الذات الالهية ). وبينهما البعث والغيب والعودة والكشف . ويفصل بين الفقرات ( الحكايات او الفصول بعدد من النجوم فيكوون الفصل الاول * نجمة .

1- فكانت الليلة 1002 بآية الخـــــروج : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” وان سعيكم لشتى” في ص 9 (4)

2- وكانت الليلة 1003 بآية البـــــــــعث : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” وهو الذي يخرج الخبء في ص69 (5)

3- وكانت الليلة 1004بآية الغـــــــــيب : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” قال عفريت من الجن في ص129 (6)

4- وكانت الليلة 1005 بآية الـــــعودة : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” ثم جئت على قدر” في ص 175 (7)

5- وكانت الليلة 1006 بآية الكشـــف : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” تلك آية أخرى ” في ص 223 ((8)

6- وختمها بالليلة 1007 بآية الدخول : وذكر إشارة إلى جزء من آية قرآنية ” فاخلع نعليك” في ص 263 (9)

ويبدو ان الكاتب حاول ان يجمع بين الكتب السماوية في العناوين فأشار مثلا :

-1- أولا : تحت عنوان آية (سِفْرُ) الخروج أو كِتَابُ اَلْخُرُوجُ , وهو أحد الأسفار المقدسة لدى الديانة اليهودية والمسيحية. يتحدّث هذا السفر عن كيفيَّة نجاة بني إسرائيل من استبداد وظلم وبطش فرعون مصر واستعباده إياهم.

وتبعها بالآية الرابعة من سورة الليل في قوله تعالى :” إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ” دون واو في أوله .

-2- وثانيا : تحت عنوان آية البعث يذكر جزء من الآية 25 من سورة النمل : “أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ” .

-3- وثالثا : وتحت عنوان آية الغيب يذكر جزء من الآية 39 من سورة النمل : ” قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ , وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ”

-4- ورابعا : وتحت عنوان آية العودة , يذكر جزء من الآية 40 من سورة طه : ” إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ … وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى .

-5- وخامسا: وتحت عنوان آية الكشف . يذكر جزء من الآية 18 سورة طه :” قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ . ” بمعنى :” ولي في عصاي هذه حوائج أخرى، وهي جمع مأربه.

-6- وسادسا : وتحت عنوان آية الدخول . يذكر جزء من الآية 12 لسورة طه : ” إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ , إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى “.

وفي الختام :

قد يكون عز الدين جلاولجي حقق امنيته في هذه الرواية فمن يقرأ له يلاحظ تسلط رواية ألف ليلة وليلة عليه وولعه بها وبقصص الحيوان والحكايات الشعبية عموما، ففي روايته :” سرادق الحلم والفجيعة ” ص126 نجده يذكر كيف أن كل حكايات شهرزاد ترتبط الأولى بالثانية والثانية بالثالثة وهكذا دواليك، وكل هذه الحكايات ترتبط بخط سردي، بهدف الاستمرار حيث :” خشيت شهرزاد على نفسها، أخذت تقص عليه كل ليلة طرفا من قصة مسلسلة، ليدركها الصباح قبل تمامها. فتبقي على جزء منها لتكملتها في الليلة التالية ..ولما كانت الليلة الأولى بعد الألف استشفعت إليه بأبنائها الثلاثة أن يبقيها في عصمته وكشفت له عن حيلتها فأكبر عقلها وأبقى عليها”.

كانت أول شخصية ذكرها النص هي شخصية علي بابا وكانت الشخصية الرئيسية , وذكرت الحبكة بسلاسة واعدم افق التوقع وساير منطق السرد وسيرورة الأحداث. ولكنه فعلا بالغ في التناص وكأنه استغل الاختصاص . وقد اساء توظيف النص القرآني خصوصا المتعلق بالذات الإلهية أو ما يحيل إليها من الوادي المقدس أو سدرة المنتهى , وهو ما لا ينسجم ومبادئ وأفكار المسلم . وليس علينا ان نتبع الغرب تماما وفي كل شيء , فيتجلى خطر التناص على المقدس , كما روى البخاري في كتاب الاعتصام من صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك ).

والى لقاء مع قراءة جديدة

تهميش —–

(1) عزالدين جلاوجي علي بابا والأربعون حبيبة رواية . دار المنتهى 2023 .عدد الصفحات 275 حجم متوسط.

(2) ابتدعت شهرزاد بنت الوزير حيلة أن تحكي كل ليلة حكاية إلى أن وصلت الألف لمنع للملك شهريار المجروح في عرضه بعدما وقع له ما وقع لاخيه من خيانة فانتقم لشرفه بقتل كل من يدخل بها في ليلتها الاولى . The Thousand and One Nights, also called The Arabian Nights

(3) حملها معكوسة من الآية15-16 من سورة الغاشية

(4) سيستعمل اية في كل باب دون الإشارة إلى أنها آية مثل هذه بإضافة الواو أولها خطأ : الاية 04 من سورة الليل :” ان سعيكم لشتى ”

(5) إشارة بإضافة ” و” إلى جزء من الآية 25 من سورة النمل :” الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والارض … “.

(6) إشارة دون إضافة إلى جزء الآية 40 من سورة النمل : ” قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين “.

(7) إشارة دون إضافة إلى جزء الآية 40 من سورة طه : ” اذ تمشي اختك فتقول هل ادلكم..ثم جئت على قدر يا موسى ”

(8) إشارة مع إضافة تلك إلى جزء الآية 21 من سورة طه : ” واضمم يذك الى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء –آية أخرى ”

(9) إشارة مع إضافة تلك إلى جزء الآية 11 من سورة طه : ” اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى ”

عزوق موسى محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة