الإعلام العبري يؤكد تحليلي بتوقع انقلاب عسكري
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 02/08/23 | 14:30أقولها بكل فخر واعتزاز اني كنت من أوائل المحللين العرب (إن لم أكن أولهم) الذين تحدثوا عن إمكانية حدوث انقلاب جنرالات على حكومة نتنياهو، بسبب تفاقم الوضع في البلاد. وها هي الصحافة العبرية تؤكد اليوم ما كتبته منذ ستة شهور.
من ضمن مقالاتي التحليلية اليومية في موقع “كل العرب” كتبت مقالاً في الثالث والعشرين من شهر يناير/كانون ثاني هذا العام، بعنوان “هل يتحرك جنرالات إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو؟”تحدثت فيه عما إذا كانت إسرائيل ستشهد انقلاباً عسكرياً لإسقاط حكومة نتنياهو لإعادة المياه الى مجاريها في دولة قانون القومية، أم يبقى نتنياهو رغم أنف الجميع قي منصبه؟
وقد ذكرت في مقالي بالحرف الواحد:” يلاحظ أن التذمر من حكومة نتنياهو يتوسع بصورة قوية في المجتمع الإسرائيلي، حتى أن هذا الاستياء وصل الى طبقة كبار العسكريين ورؤساء حكومات سابقين وعندما(يبلغ السيل الزبى) لدى الشعب من قرف الحكومة والنظام، فإما يتم إسقاط الحكومة شعبياً، أو تشهد البلاد انقلاباً عسكريًا. فهل تشهد إسرائيل حالة من هاتين مستقبلاً؟”
الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي وعميد كلية الحقوق في صفد، البروفسور محمد وتد، قال في مقابلة مع القناة الإسرائيلية i24NEWS أنه يتوقع انقلاباً عسكرياً، في ضوء خطة ما يسمى بـ الإصلاح القضائي. وقال وتد خلال المقابلة: ” أتوقّع انقلاباً عسكرياً في إسرائيل وهذه بداية النهاية للنظام”. وما قاله البرفسور وتد يؤكد ما ورد في تحليلي.
إسرائيل ومنذ تأسيسها لم تشهد أي انقلاب عسكري على النظام فيها. فهل تكون خطة ما يسمى بـ “الإصلاح القضائي” والتي سببت في انهيار كبير لمفاصل الدولة بداية الانهيار؟ والسؤال المطروح إلى متى سيظل الجيش ساكتاً على زعرنات قادة اليمين لا سيما وأن كافة ضباط الجيش في إسرائيل موجودون في خطر المقاضاة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
جنرال احتياط تمير هايمن، مدير “معهد بحوث الأمن القومي أكد في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “إسرائيل تقف أمام أيام دراماتيكية، وأن التفكيك بدأ منذ الآن، فمحاولات إبقاء الجيش خارج الخطاب السياسي لم تعد ذي صلة، وأن الجيش الإسرائيلي في قلب الحدث، والتوقع بأن يبقى خارجه كان على ما يبدو ساذجا”. هذا الكلام يؤكد مرة أخرى ما ورد في تحليلي ويعني بكل وضوح أن الجيش وعلى ما يبدو لن يبقى متفرجا على ما يجري وأن كل المحاولات لإبقائه خارج اللعبة لن تنجح.
حتى أن الجنرال غرشون هكوهن، عضو مجلس «الأمنيين» اليميني المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذر الشهر الماضي بلهجة شديدة من انقلاب عسكري يدبره سياسيو المعارضة مع بعض القيادات العسكرية.
وأخيراً… ونحن أمام هذا المشهد السياسي الذي يجسد قوة الأزمة التي تضرب إسرائيل، لا يوجد سوى ثلاثة احتمالات: فإما انتخابات جديدة تطيح برئيس الحكومة نتنياهو، وإما التوصل مع المعارضة لتشكيل حكومة جديدة بدون الثنائي المجرم بن غفير وسموتريتش، وإما أن يتدخل الجيش لتصحيح الوضع مثلما يجري في العالم الثالث والدول الدكتاتورية التي أصبحت (إسرائيل الحالية) واحدة منها.