نظام سوريا الأسد… شقّ الصف الفلسطيني وأباد المخيمات
أحمد حازم
تاريخ النشر: 11/08/23 | 20:29لم يكف الفلسطيني ما تعرض له من نكبات وممارسات قتل وتشريد من جانب الاحتلال الإسرائيلي، لأن هذه الممارسات ظلت تلاحقه حتى من أبناء جلدته العرب في الدول التي يقيم فيها الفلسطيني كلاجيء ويعامل معاملة لاجيء. التاريخ لا يكذب. والتاريخ الفلسطيني يحمل في صفحاته أمثلة عديدة على تعرض مخيمات فلسطينية في الشتات للإبادة في دول عربية يسمونها “دول شقيقة”.
قال الرئيس المقبور حافظ الأسد ذات يوم انّ “القرار الفلسطيني المستقلّ بدعة”، وقوله هذا كان طبعاً نكاية بالراحل ياسر عرفات، الذي كان يرفض بشدة وضع يد نظام عربي على استقلالية القرار الفلسطيني. النظام السوري حاول في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي سلب استقلالية القرار الفلسطيني وتغيير قيادة منظمة التحرير بمنظمة بديلة تسير بأوامر سوريا، لكن النظام السوري فشل في ذلك.
نظام ” سوريا الأسدين: حافظ الأب وبشار الابن” دعم الانشقاق عن حركة فتح والذي قاده صبري البنا (أبو نضال) في العام 1974 تحت اسم “المجلس الثوري”، وبعد ذلك بسنتين دعم نظام الأسد العلوي المذهب، الميليشيات اليمينية المسيحية في إبادة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في العام 1976، كما دعم الانشقاق الثاني عن حركة فتح والذي وقع عام 1983 بقيادة نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة وأطلقوا على حركتهم اسم (فتح الانتفاضة).
ولا ننسى مؤامرة تدمير مخيم نهر البارد في العام 2007 نتيجة معارك بين الجيش اللبناني وتنظيم “فتح الإسلام” الذي كان يقوده شاكر العبسي، الذي ومنذ اليوم الأول للاشتباكات اتهمه فريق 14 آذار وشخصيات سياسية قريبة من الحكومة اللبنانية، بالتواطؤ مع سوريا.
مخيم اليرموك، الذي يقع على بُعد ثمانية كيلومترات جنوب مركز العاصمة دمشق، يعتبر من أكبر المخيمات الفلسطينية خارج فلسطين، وسُمي عاصمة الشتات الفلسطيني، وكان يقطنه نحو 160 ألف فلسطيني، وتُقدر مساحته بنحو كيلومترين مربعين فقط. النظام السوري قام عمداً بتدمير المخيم خلال الاشتباكات مع تنظيم “داعش” في مايو/أيار من العام 2018، وهو يمنع اليوم إعادة إعمار المخيم عن وعي وتصميم أيضاً، والهدف هو إنهاء الوجود الفلسطيني في المخيم بوصفه أكبر تجمّع للفلسطينيين في سوريا، بل وفي العالم كله، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ما يجري في مخيم عين الحلوة من صدامات ومواجهات بالسلاح، له أبعاد سياسية أخرى وسوريا ليست بعيدة عما يحدث في المخيم. لنكن واضحين من البداية. الاشتباكات في مخيم عين الحلوة هي في الحقيقة امتداد لما جرى في مخيمات أخرى (اليرموك ونهر البارد) وهو صراع سيطرة على القرار الفلسطيني وليس صراعاً من اجل القضية الفلسطينية.
محمد حوراني عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” قالها صراحة في مقابلة مع فضائية “الحدث” ان تسلل عناصر إرهابية من تنظيم جند الشام الى مخيم عين الحلوة كان بمعرفة وسكوت حزب الله وأن المسؤول عن جند الله بلال بدر قدم من سوريا وهو المسؤول عن عمليات القتل في عين الحلوة. وما دام حزب الله له علاقة بما يجري في عين الحلوة لحسابات سياسية فإن هذه الحسابات هي مشتركة مع نظام “سوريا الأسد” الذي لا يزال يتآمر على ضرب الوجود الفلسطيني ليس في سوريا فقط بل وفي لبنان أيضاً.
وأخيراً… الكاتب البريطاني المعروف باتريك سيل يقول في كتابه” الصراع على الشرق الاوسط” الذي كتب فيه السيرة الذاتية للأسد الاب، ان لقب عائلة الأسد هي “الوحش” وغيروا اللقب الى صفة الأسد. والحقيقة ان لقب “الوحش” يليق أكثر بالعائلة لسلوكها الوحشي الهمجي تجاه الشعب السوري.