الاَلاف بحفل الفنانة سناء موسى في رام الله
تاريخ النشر: 18/08/23 | 17:04لم يكن حفلاً عابراً ذلك الذي قدمته الفنانة الفلسطينية سناء موسى في الأمسية ما قبل الأخيرة من فعاليات مهرجان وين ع رام الله، بنسخته الرابعة عشرة، مساء الاثنين، وسط حضور جماهيري كبير. كان من المفترض أن يقتصر حفل موسى على أغنيّات جديدة من أغاني البحر والصيادين الفلسطينيين، والتي يضمّها ألبومها الجديد “من ذاكرة الساحل الفلسطيني”، لكنّ إلحاح الجمهور الذي احتشد بالآلاف في ساحة راشد الحدادين بمدينة رام الله، دفعها إلى إدخال تعديلات على البرنامج، وتقديم عددٍ من أغنياتها السابقة.بدأت المغنية حفلها بما يشبه الابتهالات الملحّنة، وهو “نمط كان دارجاً لدى الصيّادين لكي يشجعوا أنفسهم على دفع مراكبهم”، بحسب موسى. ثمّ قدّمت فقرة بعنوان “دعاء” يندرج في إطار ما كان يُعرف بـ”أربعا أيوب”، وهو طقس يعكس علاقة الإنسان بالبحر، فسكان الساحل كانوا يتطهرون من ذنوبهم بمياه البحر، كما كان ذوو الأطفال ممن يتأخرون في النمو والنطق يأتون بأطفالهم إلى البحر في يوم الأربعاء الأخير الذي يسبق “أحد الفصح” ويدعون لهم بالشفاء. وكان هذا الطقس شعبياً أكثر ممّا هو ديني، ويمارسه جميع أهل الساحل.تنوعت أمسية “أغاني من ذاكرة الساحل الفلسطيني” على مدار ساعة، بين أغانٍ من يافا وحيفا ورأس الناقورة وغزة وعسقلان وصولاً إلى صيدا، مثل “منديلي”، و”يا نازلين البحر”، و”إش جيّبك يا غزال”، و”يا زارعين السفرجل”.كما أعادت موسى تأدية عددٍ من أغانيها القديمة، مثل “طلّت البارودة”، و”لا تطلعي من بويتك والهوا غربي”، و”يا واردة ع الميّة”، و”مدّي دياتش يا مِريم”، و”نجمة الصبح”، و”ع الروزانا”.ووصفت سناء موسى الألبوم الجديد بأنّه “خليط من كل ما تمكنت من جمعه طوال سنوات من العمل الشاق، للحفاظ على جزء محوريّ وخاص من ذاكرة الشعب الفلسطيني عامة، والذاكرة الموسيقية له على وجه الخصوص، وتتعلق بموسيقى الساحل، أو أغنيات البحر والصيّادين”.وأشارت إلى أنّه تمت “إعادة قولبتها وتقديمها بروح عصرية ولمسة شبابية، مع عدم خدش أصالتها بطبيعة الحال، كي تستمر مع الأجيال الشابة ومع من يليهم من أجيال أصغر سنّاً، ليستمر حضور الرواية الفلسطينية بكافة أشكالها”.