15000 يهودي في السعودية وحاخام للرّياض

يوجد أمران فيما يتعلق بموضوع تطبيع السعودية مع اسرائيل. الأول: الإعلام الإسرائيلي والأمريكي وبعض وسائل إعلام “اتفاقات أبراهام” تركز في الأيام الأخيرة على الحديث حول اقتراب تطبيع سعودي إسرائيلي، وتصريحات عديدة شبه يومية حول هذا الموضوع من مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين فقط من جانب واحد. وللأمانة لا يوجد أي تصريح سعودي يشابه ما يرد في وسائل اعلام إسرائيلية وأمريكية. لكن السعودية أقدمت قبل أيام على اتخاذ قرار يعتبر “ضربة موجعة لإسرائيل” سياسياً. ففي غمرة تكاثر الحديث عن اقتراب التطبيع، خرجت السعودية عن صمتها، وأعلنت عن تعيين سفير لها فوق العادة لدى السلطة الفلسطينية الأمر الذي “جننّ” القيادة الإسرائيلية وبدأت بالتهديد والوعيد. هذا وجه من الميدالية السياسية السعودية.

لكن هناك وجه آخر. اسمعوا الحكاية: حاخام يهودي أمريكي المولد، ويحمل الجنسية الإسرائيلية. يعيش في الرياض منذ سنوات ويمارس مهامه الدينية دون حسيب أو رقيب. طبعاً لأنه أمريكي الجنسية والأمريكان في بلاد الحرمين هم عملياً فوق القانون ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم في كافة المجالات، فما بالك بحاخام أمريكي ــ إسرائيلي. جنسية مزدوجة وأيضاً عمل مزدوج (؟ّ!). والله أعلم إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.

هذا الحاخام اسمه يعكوف يسرائيل هرتسوغ، الذي يعيش في العاصمة السعودية الرياض، منح نفسه لقب “حاخام الرياض الأول”، بعد أن افتتح أول منزل في السعودية لخدمة آلاف المغتربين اليهود الذين يعيشون هناك، حسب قوله.

وحسب تقرير بثته قناة “أي 24” العبرية، عن “حاخام الرياض الأول”؛ فإنه لا يتوقع كحاخام يعيش في السعودية إحراز تقدم نحو اتفاق تطبيع بين الاحتلال والسعودية، رغم العناوين الرئيسية في الكيان الصهيوني حول ذلك.

الحاخام اليهودي كشف في التقرير عن وجود حوالي 15000 يهودي يعملون في السعودية، بموجب عقود عمل مختلفة. وأوضح الحاخام أن من بين 75 ألف أمريكي يعملون في السعودية، هناك حوالي 1 بالمئة يهود، مشيرا إلى أن المزيد جاؤوا من فرنسا والمملكة المتحدة وأمريكا الجنوبية.

الحاخام هرتسوغ يصف نفسه على شبكة “لينكد إن”، بأنه “حاخام ورجل أعمال في السعودية”. قد يكون كلامه صحيحاً، والله أعلم. لكن ما نوع العمل الذي يمارسه كرجل أعمال؟ يقول الحاخام انه متخصص في “الصفقات والمعاملات، والختان الديني للمواليد الجدد وحوار الأديان”.

صحيح أنني لا أفهم بالأعمال ولا أفهم رجالها ولا “نسوانها” لكن هذه الصفة كبيرة وكل واحد يحملها له عمل تجاري وصناعي معين. هكذا أفهم أنا. ولكن أن يقول لنا الحاخام الأمريكي الإسرائيلي انه متخصص في “الصفقات” فهذا أمر فيه “إن؟!” لأن كلمة صفقات واسعة جدا وتشمل العديد من القضايا التجارية وغيرها، مع التأكيد على اقتناعي بأنه “رجل صفقات” سياسية وليس رجل أعمال.

الحاخام هرتسوغ صرح أيضاً لموقع “لينكد إن”، بأنه “الحاخام الرئيسي للمملكة العربية السعودية” كما يصف نفسه على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، بأنه حاخام جزيرة العرب”. حنّوا إياديكم وأرجلكم يا عرب الخليج.”

وأخيراً… اسمعوا ماذا يخطط الحاخام للمستقبل في السعودية: بناء أول مجتمع يهودي حديث وعلني في البلاد. يعني (عينك عينك) يخططون ليعبثوا فسادا في بلاد الحرمين. أين الدولة؟