يَا رَبُّ كُنْ لِي نَصِيرَا
بقلم أ د الشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
تاريخ النشر: 17/08/23 | 9:221- تَدَارَكْتُ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ طَالَ غَيُّهَا =وَشَخَّصْتُ دَائِي وَاجْتَلَبْتُ الْمُدَاوِيَا
2- وَنَادَيْتُهَا بَعْدَ اجْتِرَاءٍ عَلَى الْهَوَى =وَوَبَّخْتُهَا وَالصَّوْتُ هَزَّ الْمَوَالِيَا
3- أَيَا نَفْسُ مَا أَقْسَاكِ أَبْعَدْتِ خُطْوَتِي= عَنِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ نَادَى بِلَادِيَا !!!
4- أَنِيبُوا إِلَى الْمَوْلَى وَعَوْدٌ مُبَارَكٌ = يُعِيدُلَكُمْ نَصْراً يَهُزُّ الْأَعَادِيَا
5- أَعِيدُوا رِبَاطَ الْعِزِّ فِي سَاحَةِ الْهُدَى =وَصَلُّوا عَلَى الْهَادِي وَأَحْيُوا الْأَمَاسِيَا
6- وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ رَبِّي وَعَفْوِهِ =فَرَبِّي يَرَى فِي الْحَالِ مَنْ جَاءَ رَاجِيَا
7- وَرَبِّيَ غَفَّارٌ يُجِيبُ عَبَادَهُ = وَيَا حَبَّذَا الْعَبْدُ الَّذِي جَاءَ دَاعِيَا
8- أَيَا رَبِّ أَسْعِدْنِي وَحَقَّقْ رَجَائِيَا = وَكُنْ لِينَصِيراً فِي الشَّدَائِدِ حَامِيَا
9- وَأَدْخِلْ عَلَى نَفْسِي نَسِيمَ صَلاَحِهَا =وَثَبِّتْ عَلَى تَقْوَاكَ دَوْماً فُؤَادِيَا
10- وَدَاوِ جِرَاحَ الْقَلْبِ فِي هَذِهِ الدُّنَا = وَقُدْنِي إِلَى الْمَعْرُوفِ وَامْحُ الْمَعَاصِيَا
11- مُنَى النَّفْسِ يَا رَبَّاهُ تَوْفِيقَ خُطْوَتِي = إِلَى صَالِحِ الْأَعْمَالِ طُولَ حَيَاتِيَا
12- أَيَا عَالِمَ الْأَسْرَارِ مَنْ لِي سِوَاكَ مَنْ =أَتُوقُ إِلَى لُقْيَاهُ فِي الدَّرْبِ حَانِيَا؟!!!
13- أَتُوقُ إِلَى الْقُرْآنِ تَوْقاً مُعَبِّراً = فَأَنْهَلُ مِنْ آيَاتِهِ النُّورَ شَافِيَا
14- وَأَسْبَحُ فِي أَفْكَارِهِ مُتَأَمِّلاً = عَسَايَ أَسِيرُ الْعُمْرَ بِالْفِكْرِ نَاجِيَا
15- هُوَ الذِّكُرُ وَالْإِشْرَاقُ نَحْيَا بِهَدْيِهِ = وَنَتَّبِعُ الْمُخْتَارَ حِبًّا وَدَاعِيَا
16- إِلَهِي وَمَعْبُودِي وَعَوْنِي وَسَيِّدِي = يَتُوهُ فُؤَادِي فِي جَلاَلِكَ غَافِيَا
17- أُحِبُّكَ يَا مَوْلاَيَ حُبًّا مُقَدَّساً = يَفُوقُ حُدُودَ الْأَرْضِ يَغْزُو مَجَالِيَا
18- وَمَنْ كَانَ فِي شَوْقٍ شَدِيدٍ وَلَهْفَةٍ = يُعَنِّفْهُ بَيْنَ النَّاسِ مَنْ كَانَ خَالِيَا
19- أُحِبُّكَ لِلْأَكْوَانِ خَيْرَ مُدَبِّرٍ = فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ فَرْداً إِلَهِيَا
20- أَرَدْتَ عَمَارَ الْكَوْنِ بِالْخَلْقِ قَادِراً = فَأَبْدَعْتَ خَلْقَ الْأَرْضِ يَا رَبُّ سَامِيَا
21- وَشَيَّدْتَ صَرْحاً فِي السَّمَاوَاتِ آيَةً = لِكُلِّ لَبِيبٍ يَفْهَمُ الشَّرْحَ بَادِيَا
22- عَرَفْتُكَ رَزَّاقاً حَكِيماً مُقَسِّماً = كُنُوزَكَ بَيْنَ النَّاسِ يَا كُلَّ مَالِيَا
23- وَتَقْضِي شُؤُونَ الْخَلْقِ فِي الْحَالِ مَالِكاً = إِذَا قُلْتَ كُنْ لِلشَّيْءِ قَدْ كَانَ سَارِيَا
24- يُسَبِّحُكَ الطَّيْرُ الْجَمِيلُ مُوَحِّداً = وَيَسْتَقْبِلُ الْأَنْوَارَ فِي الصُّبْحِ هَانِيَا
25- وَيَهْجَعُ كُلُّ النَّاسِ فِي اللَّيْلِ سَاكِناً = وَلاَ يَأْخُذُ النَّوْمُ اللَّذِيذُ إِلَهِيَا
26- وَتَغْفُو عُيُونُ الظَّالِمِينَ جَمِيعُهَا = وَعَيْنُكَ يَا رَبَّاهُ لَمْ تَغْفُ سَاهِيَا
27- وَيَشْكُو إِلَيْكَ الْعَبْدُ تَضْيِيعَ حَقِّهِ = فَتَسْمَعُ فِي الإِظْلاَمِ مَنْ كَانَ شَاكِيَا
28- وَمَنْ فِي الْأَرَاضِي وَالسَّمَاوَاتِ كُلِّهَا = يَدِينُ لَكَ اللَّهُمَّ بِالْفَضْلِ رَاضِيَا
29- وَتَأْمُرُ بِالْإِحْسَانِ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى = وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَتُؤْجِرُ سَاعِيَا
30- وَتَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْبَغْيِ وَالْخَنَا = فَيَتَّعِظُ الْإِنْسَانُ إِنْ كَانَ نَاسِيَا
31- وَأَنْتَ مَلِيكُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ كُلِّهِمْ = تُسَيِّرُهُمْ بِالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ رَاعِيَا
32- وَلَمْ أُلْفِ لِي فِي سَاحَةِ الْكَوْنِ نَاصِراً = يُخَفِّفُ عَنْ قَلْبِي وَيَرْثِي لِمَا بِيَا
33- سِوَاكَ إِلَهَ الْعَرْشِ يَا مَنْ تُعِينُنِي = عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ فَارْحَمْ بُكَائِيَا
34- إِذَا حَلَّ خَطْبٌ كُنْتُ جَلْداً وَصَابِراً = وَكُنْتُ عَلَى الْأَيَّامِ كَالطَّيْرِ شَادِيَا
35- وَإِنْ جَاءَ مَكْرُوهٌ عَنِيدٌ مُكَابِرٌ = قَصَمْتُ جُُسَيْمَ الْهَوْلِ فَانْهَارَ هَاوِيَا
36- وَأَنْهَارُ إِحْسَاسِي يَفِيضُ عُجَابُهَا =وَتَجْرُفُ خَصْمَ الْحَقِّ جَرْفاً مُوَاتِيَا
37- فَيَا رَبِّ لاَ تَحْرِمْ فُؤَادِيَ نَظْرَةً = وَبَارِكْ جُهُودِي وَاسْتَجِبْ لِدُعَائِيَا
38- وَيَا رَبِّ لاَ تَخْذُلْ مُحِبَّكَ مُحْسِناً = وَلاَ تَنْسَهُ وَالْطُفْ بِلُطْفِكَ قَاضِيَا
39- إِذَا عِشْتُ فَانْصُرْنِي عَلَى عُصْبَةِ الْهَوَى= وَإِنْ مُتُّ فَارْحَمْنِي وَأَحْسِنْ خِتَامِيَا
40- وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالشَّهَادَةِ حِينَهَا = وَخَفِّفْ مِنَ الْآلامِ وَقْتَ حِسَابِيَا
41- وَلاَ تَنْسَ أَهْلِي وَارْعَهُمْ وَتَوَلَّهُمْ = وَحَقِّقْ لَهُمْ حُلْماً يُنِيرُ الْأَمَانِيَا
42- وَكُنْ رَاضِياً عَنِّي بِفَضْلِكَ رَبَّنَا = فَفَضْلُكَ يَا غَفَّارُ عَمَّ النَّوَاحِيَا
43- أَيَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا مَنْ خَلَقْتَنِي = مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُونِ جِئْتُكَ رَاجِيَا
44- أُنَادِيكَ فِي الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ سَاكِنٌ = فَهَبْ لِي مَقَاماً خَالِدَ الذِّكْرِ عَالِيَا
45- وَجُدْ لِي ..إِلَهِي بِالْجَزِيلِ مُيَسِّراً = طَرِيقِيَ فِي الطَّاعَاتِ يَحْسُنْ كِتَابِيَا
46- ..إِلَهِي مَعَ الْأَيَّامِ وَحِّدْ عُرُوبَتِي = وَعِزَّ لِوَاءَ الْحَقِّ فِي الْأُفْقِ بَاقِيَا
47- وَكُنْ نَاصِراً لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى الْعِدَى = وَوَفِّقْهُمُ لِلْخَيْرِ نُوراً وَهَادِيَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
ثاني الطويل :
العروض تام مقبوض
والضرب تام مقبوض
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ):
(مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع
الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا
في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما
الذوق.
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
ووزنه :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ
مَفَاعِلُنْ
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
تَدَارَكْتُ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ طَالَ غَيُّهَا = وَشَخَّصْتُ دَائِي وَاجْتَلَبْتُ الْمُدَاوِيَا
وَنَادَيْتُهَا بَعْدَ اجْتِرَاءٍ عَلَى الْهَوَى = وَوَبَّخْتُهَا وَالصَّوْتُ هَزَّ الْمَوَالِيَا
أَيَا نَفْسُ مَا أَقْسَاكِ أَبْعَدْتِ خُطْوَتِي= عَنِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ نَادَى بِلَادِيَا !!!
أَنِيبُوا إِلَى الْمَوْلَى وَعَوْدٌ مُبَارَكٌ = يُعِيدُ لَكُمْ نَصْراً يَهُزُّ الْأَعَادِيَا
أَعِيدُوا رِبَاطَ الْعِزِّ فِي سَاحَةِ الْهُدَى = وَصَلُّوا عَلَى الْهَادِي وَأَحْيُوا الْأَمَاسِيَا
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ رَبِّي وَعَفْوِهِ = فَرَبِّي يَرَى فِي الْحَالِ مَنْ جَاءَ رَاجِيَا
وَرَبِّيَ غَفَّارٌ يُجِيبُ عَبَادَهُ = وَيَا حَبَّذَا الْعَبْدُ الَّذِي جَاءَ دَاعِيَا