سطو اعلامي : رواة الرواية الصهيونية!!
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 20/08/23 | 19:02مما لا شك فيه ان فلسطين تتعرض منذ عقود وحتى يومنا هذا الى احتلال استيطاني مسلح تشارك فيه القوى الصهيونية والامبريالية والعالمية وهذا السطو صار ملموسا منذ فُرض وجود منظومة الاحتلال الصهيوني بقوة السلاح وحتى يومنا هذا التي تمعن فيه الصهيونية الاستيطانية في الاستيلاء على كل ماهو فلسطيني سواء على مستوى الجغرافيا والديموغرافيا اوسياسيا واقتصاديا وتراثيا وحضاريا الى حد محاولة قلب الحقائق التاريخية على عقب وتحويرها من اجل خدمة الاهداف الصهيونية الاستيطانية في فلسطين المحتلة!!
قد يظن احدا ما اننا سنتحدث فقط عن اقاويل واساطير الكذب الصهيوني من ّ ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ومرورا باسطورة ” الالفي عام” وحتى مسألة ” الهيكل المزعوم” وحكايات صهيونية مختلقة حول حق القطعان الاثنية التي تحتل فلسطين في الوجود على الارض الفلسطينية عبر محاولة تثبيت اساطير داعمة للرواية الصهيونية المدعومة من قبل وسائل الاعلام الامبريالية ومعها القوى الرجعية العربية المتمثلة في انظمة الحكم في العالم العربي وهذة الاخيرة هي الحلقة الاخطر التي تشارك في عملية السطو الاعلامي الصهيوني على كل ماهو فلسطيني ومحاولة تحويله ونسبه للتاريخ الصهيوني المزعوم في فلسطين..الحقيقة الصادمة ان وسائل اعلام فلسطينية وعربية تشارك مشاركة سلبية في حياكة وعي العقل العربي على ايقاع منوال الرواية الصهيونية من تثبيت اسم ” اسرائيل” وحتى اعتبار حدود الحروب والنكبات”1948 و1967 ” بمثابة اثباتات تدعم حق وجود الغاصبين على الارض الفلسطينية المحتلة من النهر الى البحر ومن بعد سنوات 1948 و1967 وبعد عام 1993 التي تنازلت فيه القيادة الفلسطينية المتنفذة عن اكثر من ثلثي مساحة فلسطين دون الحصول على اي مكسب او اعتراف بالحق الادنى للوجود الفلسطيني في فلسطين المحتلة!
الجاري في فلسطين وحولها اقليميا واعلاميا هو سطو اعلامي على الرواية الفلسطينية دعما للرواية الصهيونية تشارك فيه وسائل اعلام ناطقة بالعربية لابل تشارك فيه دول عربية خاضعة لسلطة السوط الامريكي الصهيوني وتقوم بنقل الرواية الصهيونية المبنية على اساس واسس نفي وجود الشعب الفلسطيني من جهة واساس محو والغاء كل ماهو فلسطيني عبر الزحف الاستيطاني الاحلالي واقتلاع كل ماهو فلسطيني جغرافيا وديموغرافيا من جهه ثانية وبالتالي ماهو حاصل هوتزوير وتزييف رواية التاريخ واعادة صياغتة في قوالب صهيونية مثل ” ارض اسرائيل” وبعبع”معاداة السامية” والقدس “عاصمة ابدية”للكيان الغاصب الذي يسعى الى احتلال كامل فلسطين بمؤازرة غربية اوروبية داعمة للاحتلال وناكره ومتنكره لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسة امام الة الارهاب الصهيونية اللتي تحصد يوميا ارواح الشباب الفلسطيني في نابلس وجنين وفي كامل فلسطين المحتلة…الغرب الامبريالي وعلى راسة الامبريالية الامريكية يساند الرواية الصهيونية ويشارك مشاركة كاملة في قتل الشعب الفلسطيني وتشوية صورة نضاله المشروع الذي يعتبرة الغرب مجرد ” ارهاب” يهدد وجود دولة اليهود…
في رواية التاريخ الحقيقة لا يوجد شئ اسمة “دولة اسرائيل” التي تحتل اراضي الغير في مناطق ال67 لا بل ماهو موجود هو دولة احتلال تحتل كامل فلسطين قامت هيئة الامم المتحدة الامبريالية بتشريع وجودها عام 1948 واستمرت في دعم هذا الوجود حتى يومنا هذا مقابل انكار حقوق الشعب الفلسطيني في كامل الوطن الفلسطيني المُحتَّل عبر قوة السلاح والاحتلال الاستيطاني المسلح عسكريا و يعتمد على روايات اعلامية مركبة ومفبركة ينكب جل اهدافها على انكار الوجود الفلسطيني الضارب اطنابة منذ مئات السنين في فلسطين وقبل وجود ونشأة الحركة الصهيونية في اوروبا “1896” وقبل وعد بلفور”1917″ وقبل العام 1948 حيث كانت فلسطين عامرة بالكامل بالشعب الفلسطيني حين تم طرد وتشريد وتجزير الشعب الفلسطيني الذي ما زال يقيم في مخيمات المهجر والداخل حتى يومنا هذا كشاهد على ماجرى عام 1948 من تطهير عرقي واثني نفذته العصابات الصهيونية بغطاء غربي امريكي وبتواطؤ اقليمي عربي؟!
شارك ويشارك الفلسطينيون للاسف في محاولة تثبيت الرواية الصهيونية وتسويقها عالميا واقليميا الى حد قامت فيه جماعة اتفاقية اوسلو عام 1993 بنسف الرواية الفلسطينية وتثبيت وجود الاحتلال على اكثر من ثلثي مساحة فلسطين مقابل بقاء وجود عصابة فلسطينية مقرها في رام الله وغزة وتزعم انها قيادة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني وقامت وتقوم في هذة الاثناء بتثبيت الرواية الصهيونية من جهة والمشاركة في السطو الاعلامي على الرواية الفلسطينية من جهة ثانية وبالتالي ماجرى هو ان سلطة اوسلو التابعة لمنظومة الانظمة العربية شاركت و تشارك في منظومة السطو الاعلامي الصهيونية على رواية القضية الفلسطينية اللتي تتعرض الى تشوية مبرمج من قبل جماعة اوسلو والانظمة العربية بالاضافة الى الصهيونية والامبريالية الغربية وكم هائل من وسائل الاعلام الغربية والعربية اللتي تشارك في تثبيت الرواية الصهيونية ع حساب الرواية والقضية الفلسطينية..
القاء نظرة عامة على وسائل الاعلام العربية وخاصة تلك التي تصدر في المهجر والداخل الفلسطيني والى حد بعيد مناطق الضفة والقدس,تدلنا على معنى وفحوى استعمال هذة الوسائل لكلمة “اسرائيل” و” الجيش الاسرائيلي” و ” الصحافة الاسرائيلية” و”المناطق الاسرائيلية” و ” القدس الشرقية والغربية” وهذا المعنى والفحوى يُثبت وجود الرواية الصهيونية زورا وبهتانا لابل ان كثير من وسائل الاعلام العربية تتطرق الى المناطق الفلسطينية باسماءها الصهيونية ولا تذكر بالاساس كون هذة المناطق محتلة واسمها الحقيقي مثلا : ملبَّس وليس” بيتح تكفا” او صرفند وليست “تسريفيم” ولا تذكر ان “اسرائيل وجيشها” دولة استيطان وجيش احتلال يمارس احتلال فلسطين وقمع وقتل شعبها الفلسطيني…
احيانا كثيره يضيع الفرد والناس في طيات مواقع صحف فلسطينية وعربية الى حد الظن يقينا انها”الصحف الفلسطينية والعربية” اسرائيلية صهيونية لاعتماد اخبارها مصطلحات دولة الاحتلال…كثير من السقوط الفلسطيني والعربي في فخ الرواية الصهيونية ناهيك عن تعريب المصطلحات الصهيونية وتسويقها وربطها بالوجدان والعقل العربي..لاحظوا معنا كيف تنقل وسائل الاعلام العربية اقتحام الاوباش”المستوطنين” اليومي للمسجد الاقصى الى حد تحول الامر الى روتين تَّعود عليه العرب بشكل عام…اقتحام الاقصى صار جزء من الرواية الصهيونية وبناء الهيكل المزعوم…لا ذكر لجيش الاحتلال الذي صار مجرد الجيش الاسرائيلي وقوات الامن الاسرائيلية…الكيان الاسرائيلي قام بتغيير اسماء الاماكن والشوارع وعبرنة كل ماهو فلسطيني ومن المعيب ان يستعمل الفلسطينيون والعرب هذة الاسماء المزيفة وتسويقها تماما كما تصبو له حركة صهينة واسرلة فلسطين من جميع النواحي..
يساهم رواة الرواية الصهيونية في تدمير الرواية الفلسطينية وعلينا ان نعتبر ان التطبيع العربي وخاصة الاعلامي مع الكيان يساهم مساهمة فتاكة في تخريب الوعي العربي بما يتعلق بنشأة الكيان الغاصب في فلسطين وما هو حاصل اليوم ان وسائل الاعلام العربية سواء المقروءه او المرئية او المسموعة تعج بمكونات الرواية الصهيونية التي بدأت بالتسلل لعقول العرب وشرائح ليست قليله من الشعب الفلسطيني التي تتعامل مع الرواية الصهيونية كحقيقة وواقع فيما الحقيقة هي ان ماهو جاري هو سطو اعلامي صهيوني يعتمد على اجنحة واجندة ومشتقات لها باع في وسائل الاعلام العربية وهذة الاخيرة لا تكل ولا تمل من تكرار المصطلحات والمسميات الاسرائيلية بهدف ترسيخها في الوجدان العربي… سطو اعلامي يشارك فيه رواة الرواية الصهيونية وهم العرب المتصهينون ووسائل الاعلام الغربية والامبريالية.. *المطلوب اليوم فلسطينيا وعربيا هوالتصدي لهؤلاء الرواة في كل شاردة وواردة وكامل التفاصيل حول زيف الرواية الصهيونية وحقيقة الرواية الفلسطينية..فلسطين هي فلسطين ويافا هي يافا وحيفا هي حيفا والقدس هي القدس ورام الله هي رام الله وبئر السبع هي بئر السبع وهي كلها وجلها اراضي فلسطينية محتلة..!!