دولة فلسطينية بدون حق عودة؟ كيف هيك أبو مازن؟
أحمد حازم
تاريخ النشر: 01/09/23 | 15:20يتبين من كافة المعطيات والتحليلات السياسية الإسرائيلية أن إسرائيل تبذل كل جهدها “يعني قاتلي حالها” لتنجز اتفاق تطبيع مع السعودية بأي ثمن. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غير مقتنع كلياً بفكرة التطبيع لسببين: أولهما أن والده الملك سلمان رافض لفكرة التطبيع ومتمسك بالمبادرة التي طرحتها السعودية خلال مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، والتي تتضمن اعترافا عربيا بإسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. السعودية لم تعد متمسكة بهذا الموقف فقط مقابل التطبيع بل زادت عليه شروطاً إضافية مما يعني ان “السلام السعودي” مع إسرائيل له تمن معين أكبر وأعلى من ثمن اتفاقات أبراهام مع الامارات والبحرين.
على ذمة صحيفة “تايمز اوف إسرائيل” فإن السعودية اتفقت مع سلطة رام الله على صياغة موقفين: أولهما يحمل اسم “الأمثل” ينص على موافقة إسرائيل على مبادرة السلام السعودية عام 2002، والتاني يسمى “الواقعي” ويتضمن 14 نقطة، من بينها وهذا هو الأهم من بين النقاط تجاهل حق العودة. فكيف يمكن يا أبا مازن أن تكون هناك دولة فلسطينية بدون حق العودة؟ صحيح أن الرئيس الفلسطيني “ما بدو عودة” حسب تصريحات سابقة له، لكن الشعب الفلسطيني مؤمن بحق العودة ويتمسك بهذا الحق شاء رئيس سلطة رام الله أم لم يشأ.
اسمعوا ما جاء في البند “الواقعي”: يُمنح اللاجئون الفلسطينيون خيار التعويض النقدي وسيبقون في البلد المضيف بموافقته. وقد يختار اللاجئون المعوَّضون الهجرة إلى بلدان أخرى وأولئك الذين يريدون العودة إلى الدولة الفلسطينية المنشأة حديثا يخضعون لحصة سنوية تحكمها عوامل متعددة من شأنها أن تعطي الأولوية لعودتهم
يتضمن البند “الواقعي” أيضاً إبرام اتفاق أمني شامل بين القوات الفلسطينية والإسرائيلية بمساعدة من أميركا والاتحاد الأوروبي والأردن ومصر والسعودية. يعني تنسيق أمني أكبر من التنسيق الحالي مع شهود من بني جلدتنا بني يعرب وأوروبا وأمريكا. ليس مهما ما يقوله السعودبون والفلسطينيون، بل الأهم ما يقوله الإسرائيليون لأن الكرة في ملعبهم.
نتنياهو يرى “أن التطبيع مع الرياض هو هدف رئيسي للسياسة الخارجية، لكن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية الحالية على أي تنازلات مادية للفلسطينيين ليس مؤكدا على الإطلاق بسبب وجود عناصر يمينية متطرفة مختلفة في الائتلاف، بينما يرى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن إسرائيل لن تقدم أي تنازلات للفلسطينيين في إطار اتفاق التطبيع مع السعودية. قد يكون هذا الكلام للتمويه فقط، والحقيقة يمكن ان تكون غير ذلك، لأن الكل (يمين ويسار) يلهثون مثل الكلاب العطشى وراء التطبيع مع السعودية بأي ثمن، بشهادة وزير الخارجية إيلي كوهين لموقع “عروتس شيفع” والذي صرح بإن “اتفاق التطبيع ممكن في غضون الأشهر الستة المقبلة”. ولا ندري الى أي حد نصدق كوهين “بطل” فضيحة ليبيا.
وأخيراً… البعض يرى أن الأشرار القتلة (شئنا أم أبينا) اقوى من كل صراخنا ومن كل عويلنا وما زالوا وسيبقون أقوياء مستمرون في انتصاراتهم بسبب الانفلات والغياب الأمني والعقاب. ولذلك نحن المهزومون. نحن نعرف انهم يقتلون ليس من أجل الوطن بل من أجل المال الحرام. ويبدو ان هذا المال هو المسيطر. والله أعلم.