فلسطينية حديدية جنّنت الفاشي بن غفير
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 04/09/23 | 12:28عارضة أزياء أمريكية الجنسية فلسطينية المنشأ. اسمها بيلا حديد وهي بالفعل اسم على مسمى لأنها صلبة في مواقفها لقضيتها الفلسطينية مثل الحديد. متابعو بيلا حديد، على إنستاغرام فقط يتجاوزون الستين مليوناً، يعني أكثر من عدد سكان إسرائيل بستة أضعاف، ناهيك عن الملايين على بقية منصّات التواصل الاجتماعي. فلماذا أصاب وزير الأمن الإسرائيلي، اليميني المتطرّف بن غفير “الصرع” من الفلسطينية الحديدية؟
بن غفير، قال في مقابلة تلفزيونية إنّ “حقّي كيهودي وحقّ زوجتي وأطفالي في التنقّل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، أهمّ من حرّية التنقّل للعرب”. كلام بن غفير هو بالطبع قمة العنصرية. هذا التصريح، لم يحرك مشاعر جامعة الدول العربية الفاقدة للحس الوطني تجاه فلسطين وقضيتها، لكنه لم يمر مر الكرام على بيلا الفلسطينية التي تربت ونشأت على حب وطنها وعلى العمل من أجل القضية الفلسطينية.
بيلا حديد ردت على بن غفير بقولها: “لا يوجد مكان، ولا يوجد أيّ وقت، وخاصّة في عام 2023، تكون فيه حياة شخص أكثر أهمّية من حياة شخص آخر، لا سيّما بسبب أصله أو عرقه أو ثقافته أو كراهيّته الخالصة”. موقف مشرف من فلسطينية ترفع الرأس. فهل يفهم عرب اتفاقات أبراهام ذلك؟ أم أنهم في واد والوطنية في واد آخر؟
ما قالته بيلا حديد فضح العنصري بن غفير ووضعه في زاوية يصعب الخروج منها أخلاقياً وسياسياً، علماً بان العنصري لا أخلاقي وعديم الفهم بالسياسة الطبيعية إلاّ إذا كانت عنصرية. ولم تكتف عارضة الأزياء الفلسطينية بذلك وهي المعروفة بنشاطها ضدّ الاحتلال الإسرائيلي وسياساته. فقد قامت أيضاً بنشر مقاطع فيديو على صفحتها يظهر جنوداً إسرائيليين في مدينة الخليل، يقولون لأحد السكّان إنّه لا يُسمح للفلسطينيين بالسير في شارع معيّن لأنّه مخصّص لليهود، وكتبت: “هل هذا يذكّر أحداً بأيّ شيء؟”.
صياغتها في منتهى الذكاء: هي لم تقل ان تصرف الجنود الإسرائيليين مع أهل الخليل يذكرنا بحقبة النازية وكيفية التعامل مع اليهود في تلك الفترة. لكن اللبيب من الإشارة يفهم.
بن غفير العنصري الفاشي لم يتحمل ما قالته الفلسطينية بيلا، فجن جنونه وأصبح يتصرف كالثور الهائج. فقد كتب على منصّة “إكس”: “إلى عدوّة إسرائيل بيلّا حديد، رأيت بالأمس أنّك أخذت مقطعاً من مقابلتي وقمتِ بنشره للعالم كلّه لتُظهري أنّني عنصري وحاقد وظلاميّ.. نعم، إنّ حقّي وحقّ اليهود التنقّل والعودة إلى ديارهم بأمان على طرق الضفّة الغربية مقدَّمان على حقّ الفلسطينيين الذين يرموننا بالحجارة ويقتلوننا.. لن أعتذر ولن أتراجع عن تصريحاتي، وسأقولها 1,000 مرّة أخرى أيضاً”.
أليست هذه قمة الوقاحة؟
وأخيراً… صحيح أن بيلا حديد عارضة أزياء، لكنها تعمل من أجل قضيتها. فهي لا ترتدي فقط أزياء الموضة الحديثة، بل ترتدي أيضاً الأزياء التراثية الفلسطينية وأحياناً تتوشّح بالكوفيّة أو العلم الفلسطيني، تعبيراً عن فخرها بأصولها الفلسطينية.