الجيش الأكثر أخلاقية؟! في العالم يجبر فلسطينيات على التعرية
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/09/23 | 18:40في الخامس من شهر ابريل/ نيسان عام 2016 نشر ابراهام بورغ مقالا في صحيفة “هآرتس” بعنوان «الجيش الأكثر نصف اخلاقية في العالم». وقد كان ذلك لهدف واضح هو القول إن الجيش الاسرائيلي ليس جيشا أخلاقيا. فرد عليه المحلل السياسي في الصحيفة نفسها شلومو غازيت في الرابع عشر من الشهر نفسه بقوله في مقاله ” أتفاخر وأقول إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.
وأنا أرد على الإثنين بالقول، ان الجيش الإسرائيلي غير أخلاقي وأكثر الجيوش انعداماً للأخلاق في العالم. فكيف يمكن ان يكون هذا الجيش عنده أخلاق في ظل تعدد حوادث سرقة السلاح من القواعد العسكرية، وسرقة حواسيب من سفينة “مرمرة” التركية بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عليها في الحادي والثلاثين من شهر مايو/ أيار عام 2010 وارتكاب مجزرة.
كيف يمكن ان يكون هذا الجيش الأكثر أخلاقية في ظل ازدياد عمليات التحرش الجنسي عن طريق العنف تجاه المجندات في الخدمة الإلزامية وعدم الشعور بالمسؤولية والعنف الداخلي المتمثل في التنكيل بالجنود من قبل الرتب الأعلى في الجيش. أين هي أخلاق هذا الجيش الذي تتكاثر فضائحه عاما بعد عام مثل فضيحة ارتكاب إساءات جنسية ضد فتيان فلسطينيين تم اعتقالهم على خلفية قذف الحجارة، ثمّ فضيحة المجنّدة الإسرائيليّة التي التقطت لنفسها صورا إلى جانب فلسطينيّين مكتوفي الأيدي ومعصوبي الأعين، وقامت بنشرها على صفحتها الخاصّة بالفيسبوك، لتضع تعليقها أسفل الصّور المهينة: “أجمل فترة في حياتي”..
أخر فضيحة ارتكبها عناصر من “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم” تحدثت عنها صحيفة “هارتس” الاثنين. ففي تقرير لها من الخليل ذكرت الصحيفة، أن اثنين وخمسين كلباً بشريا وحيوانيا ينتمون للجيش الإسرائيلي تلقوا أمراً بمداهمة بيت في مدينة الخليل عند الواحدة والنصف بعد منتصف الليل في العاشر من شهر تموز/ يوليو الماضي. وبحسب أفراد العائلة، قام الجنود بضرب طوق على المنطقة المحيطة بالبيت الفلسطيني وطرقوا الأبواب وهددوا بتحطيمها، وكان معظمهم ملثمين ولم تظهر سوى أعينهم تقريبا، واقتحموا الشقق، وأيقظوا ساكنيها بأضواء الكشافات، هكذا يتصرف الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.
مجندتان من هذا “الجيش الأخلاقي”، قامتا بإجبار نساء من الخليل بخلع ملابسهن أثناء عملية تفتيش كان بجريها الجيش الاسرائيلي في منزلهن، وهددتا الفلسطينيات بإطلاق الكلب نحوهن إذا لم يخلعن ملابسهن بالكامل بمعنى عاريات. وقالت النساء للصحيفة، إنهن أجبرن على خلع ملابسهن بالكامل أمام الصغار الذين استيقظوا من نومهم، وأن المجندتين قربتا الكلب الضخم والشرس من احداهن حتى لامس جسدها خلال مطالبتها بخلع ملابسها، والتجول أمامهما من دون ملابس، فيما كان الأطفال يصرخون من شدة الخوف.
جنود في منتهى الأخلاقية.
لا أدري كيف يصر المحلل السياسي شلومو غازيت على أن جيش أحفاد هرتزل هو أخلاقي؟ ألم يذكره ما حدث مع المساء الفلسطينيات بحقبة تاريخية؟ ولا أدري إذا ما كانت ذاكرة غازيت تعيده الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما يقرأ مثل هذه الأخبار من أفراد جيشه “الأكثر أخلاقية في العالم”.
ما حصل هو بالفعل رواية رعب عاشتها العائلة الفلسطينية: ”
وأخيراً…
نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لم يسمح له ضميره بالسكوت فخرج علينا بتصريح يقول فيه: أنه يجب التحقيق في التقارير عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق نساء فلسطينيات في مدينة الخليل. وماذا بعد التحقيق؟ كالعادة لا شيء، لأن إسرائيل لا تحترم الأمم المتحدة وتضرب قراراتها دائماً بعرض الحائط.