المنقوشة الليبية وفضيحة لقاء كوهين
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/09/23 | 21:34سياسية ليبية اسمها نجلاء المنقوش، أستاذة في القانون ومحامية في القانون الجنائي. شغلت متصب وزيرة خارجية ليبيا في حكومة عبد الحميد الدبيبة منذ يوم العاشر من مارس/آذار 2021، وبقيت فيه حتى إقالتها يوم 28 أغسطس/آب 2023 على خلفية لقائها بوزير خارجية إسرائيل، ايلي كوهين الذي اعتبرته الحكومة الليبية تصرفا فرديا فاضحاً وغير مسؤول ولا يمثل توجهاتها.
صحيح ان “المنقوشة” الليبية هي أول وزيرة خارجية في ليبيا، لكن قصة لقائها مع الوزير الإسرائيلي كوهين في ايطاليا كان الحفرة السياسية الكبيرة التي وقعت فيها. صحيفة “يديعوت أحرونوت” هي التي فضحت اللقاء، وكشفت أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، عقد لقاء سريا الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما، مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش .فلماذا جرى هذا اللقاء وما خلفيته؟
على ذمة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن هذا الاجتماع الأول على الإطلاق بين الوزيرين، بهدف الى أمرين: أولهما، بحث إمكانيات التعاون والعلاقات بين إسرائيل وليبيا، وثانيهما، الحفاظ على تراث اليهود الليبيين :صحيح ان اللقاء بين “المنقوشة” الليبية والإسرائيلي الكوهيني” يحدث لأول مرة، لكن هناك خفايا أخرى. وحسب الصحيفة العبرية فإن إسرائيل وليبيا أجرتا خلال العقد الماضي اتصالات سرية من خلال وزارة الخارجية والموساد.
هذا اللقاء أحدث زوبعة سياسية وشعبية كبيرة داخل ليبيا، حيث جرت مظاهرات واحتجاجات أمام مقر وزارة الخارجية تطالب بمحاكمة “المنقوشة” كما دعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي لفرض أشد العقوبات على الوزيرة الليبية على خلفية اللقاء.
ولكن، هل تصرفت الوزيرة الليبية من تلقاء نفسها والتقت الوزير الإسرائيلي؟ على هذا السؤال تجيب
الباحثة الروسية روميانا أوغراتشنسكا، وهي أستاذة جامعية متخصصة في الشأن الليبي وصاحبة عدة كتب حول ليبيا في مقابلة مع إذاعة فرانس 24 في الثامن والشرين من الشهر الماضي بالقول بكل صراحة: إن ” اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية بوزير الخارجية الإسرائيلي في روما، كان بحضور إبراهيم دبيبة ابن أخ رئيس الوزراء، ووليد اللافي مسؤول الإعلام في الحكومة الليبية.
حتى ان الباحثة الروسية ذهبت إلى أبعد من ذلك بقولها:” أن مسألة تحسين العلاقات بين إسرائيل وليبيا كان موضوع نقاش بين وليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ورئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة خلال الزيارة التي قام بها المسؤول الأمريكي إلى طرابلس في شهر يناير 2023.
إذاً يتبين مما تقدم ان اللقاء بين كوهين والوزيرة الليبية كان بعلم رئيس الحكومة الذي ورغم ذلك سارع الى اقالتها وتبرأ منها من ناحية عملية من أجل امتصاص نقمة الشارع الليبي. أي ان نجلاء الليبية كانت كبش محرقة. لكن هذا لا يعني انها بريئة مما جرى لأنها هي نفسها (المنقوشة) كانت قد اقترحت على ليبيا تطوير علاقاتها مع إسرائيل.
الغريب في الأمر أن سياسيين في إسرائيل هبوا للدفاع عن “المنقوشة” الليبية نجلاء وكأنها ابنة جلدتهم. وقد تكون سياسيا هي كذلك. اسمعوا ما قالت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، ميراف ميخائيلي: “لقد أحدث تصرف كوهين ضررا غير مسبوق دمر حياة الوزيرة الليبية”. يا سلام (قلبها عالمنقوشة)
وأخيراً…
القانون الليبي من عام 1957 ينص على ملاحقة أي ليبي جنائيا في حال التواصل مع إسرائيليين أو أي كيان يمثّل إسرائيل. ويمكن أن تصل عقوبة ذلك إلى السجن مدة تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات. فهل يطبق ذلك على الوزيرة “المنقوشة” أم أنها وكونها أمريكية الصنع “سياسياً” لها وضع خاص بمعنى أنها ” بنت فرفور ذنبها مغفور؟”