“موجوعة” تحلّق في فضاء الوطن
تقرير: حسن عبادي/ رام-الله-حيفا
تاريخ النشر: 17/09/23 | 17:11أقيم يوم السبت 16.09.2023 حفل إشهار وتوقيع “موجوعة” للأسيرة المقدسيّة إسراء رياض جعابيص، وذلك في صالون سلمى الجيوسي في معرض فلسطين الدولي للكتاب (13) في أرض المكتبة الوطنيّة-سردا-رام الله.
صدر الكتاب في حيفا، أعدّه المحامي الحيفاوي حسن عبادي، وصمم الغلاف الفنان ظافر شوربجي، وتصدّره لوحة بريشة الأسيرة، وهي تحمل صغيرها المعتصم بالله، ويندرج هذا الإصدار ضمن مشروع “من كل أسير كتاب”.
جاء الإصدار في أربع وثمانين صفحة من القطع المتوسط. تقول إسراء في التصدير: “هذا الكتاب هو باكورة أعمالي من داخل الأسر، لعل صفحاته تنقل معاناة مُنعت من النشر”.
كان حفلاً مغايراً، أدارته الأسيرة المحرّرة سلام أبو شرار بحِرفيّة ومهنيّة، بحضور أسيرات وأسرى محرّرين وأهاليهم، ومنهم ماهر وكريم يونس، أهالي أسيرات وأسرى، وذوي الأسيرة إسراء.
غصّت القاعة بمحبّي إسراء والمهتمين بالأسرى وأدب الحريّة رغم غياب المؤسسات الرسميّة.
أفتتح الحفل بكلمة ترحيبيّة ألقاها معتصم، نجل الأسيرة إسراء، وككانت المداخلة الأولى للمحامي المقدسي علي أبو هلال (منسّق التحالف الأوروبيّ لمناصرة أسرى فلسطين) الذي تحدثّ عن الوضع القانوني وأهميّة تدويل قضيّة إسراء والأسرى الفلسطينيّين.
وكانت مداخلات للأسيرات المحرّرات منى قعدان وإيمان الأعور وخالدة جرار.
شارك الكاتب فراس حج محمد بمداخلة حول الكتاب وأهميّته، أدب الحريّة وكتابات الأسيرات وأشار أنّ الكتاب ضمّ بين دفته ألوانا متنوعة من الكتابة، فكان منها البحث، ومنها الخاطرة من الألوان الكتابية التي حملت قضية الأسيرة وأفكارها وآلامها، ومن الخواطر أيضا التي اتخذت شكل الشعر. وبجانب ذلك اشتمل الكتاب على مجموعة من رسومات الأسيرة وتشكيلاتها الفنية، ومجموعة من الصور الشخصية والعائلية التي تبين حالة إسراء قبل الحادث والأسر وما بعده.
وكانت كلمة الحركة الأسيرة ممثّلة بالأسير هيثم جابر (ألقتها نيابةً عن عريفة الحفل سلام أبو شرار) وأنهاها: “إسراء سيدة الجرح والأرض التي لا زالت تتوجع، عليك السلام حين تنتبذين مكاناً شرقياً وتهزين بجذع النخلة علّ البراكين تتحرك وتستيقظ من سباتها العميق وتختتم الحكاية بالنصر وإقامة الأعراس للنوارس الثائرة. إسراء لكِ ألف وردة وألف أغنية وألف قصيدة عنوانها أنتِ”.
وكانت مداخلة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي عَنوَنها “هيّا بنا نتوجّع مع إسراء”، تناول علاقته بإسراء وفكرة ولادة “موجوعة” حتى صدور الكتاب، فكرة مبادرته “من كلّ أسير كتاب”، وأختتمها قائلاً: “يكفيني رسم ابتسامة على وجه أسير رغم عتمة الزنازين!”.
هذا وعُرض على المنصّة عمل فنّي أدائي بعنوان “موجوعة” للفنانة التشكيليّة الأدائية رنا بشارة مكوّن من هيكل حديدي وأسلاك شائكة وأمعاء وأدوية وسرِنجات وصبّارة يمثّل وضع إسراء الجريحة وصرخة للمطالبة بعلاجها وتحريرها.
ألقت بتول – أخت الأسيرة-كلمة العائلة وختامها مسك مع كلمة إسراء (ألقتها نيابةً عناه أختها منى) وجاء فيها: “أشكر كلّ الحاضرين وكلّ من أُحب من عائلتي وصحبي، وأشكر كلّ العاملين على إخراج هذا القنديل ليضيء عتمة ظلمة أسرِي في المعتقل، وأخص بالذكر أخي الكاتب والمحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي لولا تشجيعه وجهوده ما كان لهذا الإصدار أن يكون بين أيديكم، كما وأشكر القائمين والعاملين على هذا الحفل والذين ساعدوا عائلتي وكانوا جنباً إلى جنب حتى تحقّق حفلنا هذا وأطلقوا إصداري الأوّل “موجوعة”، واختتمتها قائلة: هذا الإصدار هديّتي المتواضعة بمناسبة عيد ميلاد فلذة كبدي المعتصم بالله”.
وفي نهاية الحفل وقّع على الكتاب ابنها معتصم.
وبالتزامن مع الحفل (الذي سبقه حلقة مصوّرة لبرنامج عمالقة الصبر) أقيم لإسراء حفلاً موازياً في قلعة الدامون شاركتها زميلات الأسر فرحتها، تخلّلته زغرودة حنان البرغوثي.
ومن الجدير بالذكر، فإن إسراء ولدت بتاريخ 22-7-1984، واعتقلت بتاريخ 11-10-2015، وهي من سكان جبل المكبر في القدس، حكم عليها بالسجن 11 عاماً.
الحريّة لإسراء ولكافة أسرى الحريّة.