رسالة إلى سمو الأمير محمد بن سلمان المحترم
هادي زاهر /فلسطين ال48
تاريخ النشر: 17/09/23 | 17:22بعد التحية أقول لك بأنه من الواضح ان الولايات المتحدة تضغط من أجل التطبيع المملكة العربية السعودية مع دولة الاحتلال التي تعلن بان التطبيع المملكة معها قاب قوسين او أدنى، لا اعلم مدى صدق هذا الحدث ولكن من المفروض ان تكون هناك شروط ولو حد أدنى.
أول هذه الشروط هو الامتثال للشرعية الدولية و لقراري مجلس الأمن رقم (242 و338) وكما تعلم ويعلم العالم بأسره ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها دستورا معلنا يشير إلى حدودها، وهي إزاء الضعف العربي تقول بلا أي خجل ” إن الحدود الحالية تكفي الجيل الحالي والجيل القادم بحاجة إلى حدود أخرى”، يعني هي لا تكتفي بالأراضي التي احتلتها وإنما تريد ان تحتل مناطق أخرى من عالمنا العربي؟! لم يكتفوا بما احتواه وعبروا عن طموحاتهم باحتلال أجزاء من الأردن التي طبعت معها؟! وإزاء ذلك جاء التطبيع ليزيد الدول الغربية والولايات المتحدة استهتارا بشعبنا العربي كله.
من هنا اطلب من سموكم عدم التنازل عن مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، ثم هل تعلم بان إسرائيل تقوم بالتحرش كل فترة باهلنا في الضفة الغربية من أجل القضاء على جيل الشباب وقد صرحوا بذلك أكثر من مرة فهل ستبقون شعبنا فريسة بين مخالب وانياب هذا الوحش الذي يدفع المستوطنين لقتل أبناء شعبنا بمنتهى السهولة وهدم وبيوتهم وحرقها، وحرق سياراتهم ومحاصيلهم وتجريف أراضيهم من أجل سد مصادر العيش الكريم وبالتالي تهجيرنا من وطننا، سمو الأمير لم يبقَ منحى من مناحي الحياة لم يشمله الاجرام فهل تعلم بان الكثير من مقابر شعبنا حرثت وحولها الاحتلال إلى شوارع، والكثير من المساجد حولها الاحتلال إلى خمارات وحظائر.
سمو الأمير كان رائعا ردك على جو بايدن عندما طلب منك زيادة انتاج النفط لا سيما وأنك أعلمته بان السعودية ملتزمة بما تقره منظمة اوبك بلوس، ليس بما تفرضه عليها الولايات المتحدة ولكنكم اجزتم لدولة الاحتلال بانتهاك مجالكم الجوي دون أي فصل.
سمو الأمير إن إسرائيل لا تشبع ولا تقنع وهي لا تحترم أي اتفاقيات معها وعلى استعداد ان تخون أقرب المقربين إليها، وليس سرا بانها فرضت على أبناء الطائفة الدرزية التجنيد الالزامي وسارت شريحة من هذه الطائفة التي أنتمي اليها في فلك السلطات الإسرائيلية، فماذا كانت النتيجة؟، لقد ضاعفت السلطات الإسرائيلية اضطهادها علينا وصادرت أراضينا، ومنعتنا من بناء البيوت لأولادنا وأغلقت الكثير من مصادر الرزق امامنا كي نبقى نسير في فلكها، لذلك أتحدث هنا من موقعي والتجربة أكبر برهان، ولقد زادت إسرائيل في اضطهادنا لنا عندما بدأ تطبيع الدول العربية معها كما ذكرت لذلك أعود وأطلب منك إعادة النظر في كل الخطوات التي تنوي اتخاذها لتبقى الدرع الواقي وأمل الامة، وأخيرًا كلي أمل ان تصلك هذه الرسالة لأخذها بعين الاعتبار.
مع تحياتي
هادي زاهر
فلسطين ال48