سقطات في فلسفة ديكارت وهيجل!
بقلم : ادم عربي
تاريخ النشر: 19/09/23 | 11:53قالها الفيلسوف المثالي ديكارت ” أنا أُفكِّر فأنا موجود” ، فالله واستنتاجاً مثالياً موجود حسب هذا القول كالأثرِ يدلُّ على المسيرِ ، لا أحدَ يشكُّ في عظمةِ هذا القولِ الشهيرِ ، لكن! ، هذا القولُ ليسَ فيه من العظمةِ شيئاً ، رغمَ كلِّ محاولات تجميل هذا القول ، وفي كلِّ محاولةٍ لتحميل هذا القول كثيراً من المعاني العظام يرتفعُ منسوبُ السخافةِ في القولِ نفسِه ، لغويا ًوبعيداً عن الفلسفة نستدلُ مِنْ هذا القولِ أنَّ التفكيرَ َهو الفاعلية التي بها يَستَدلُ الشخصُ على وجودِه ، إنَّ قضيةَ الوجودِ كانتْ وما زالتْ تشغلُ عقولَ الفلاسفة ِ، فالمثاليون وتحديداَ الذاتيون ، نفوا كلَّ وجودٍ للعالمِ الماديِّ في خارجِ الذهنِ وفي استقلالٍ عنه ، فحبةُ الفاكهةِ التي أهمُ بقضمها لا توجد حسب قولهم في خارج دماغي وفي استقلال عنه ، لأنَّها مجرّد إحساسات ، وهذه الإحساسات ليست مادة ، ولذلك لا وجودَ لها خارج دماغي وفي استقلال عنه ، وبالتالي يقولون لا وجودَ إلَّا لذهني والكون كله هو إحساسي والذي لا يمكنه أنْ ينفصل عن ذهني ، رينو ديكارت هذا الفيلسوف المثاليّ واللاذاتي ، ليسَ مِنَ الفلاسفةِ الذاتيين ، شكَّ في وجودِ الوجود ، وظلَّ الشكُّ يطارده إلى أنْ توصّل إلى ما يشبه اليقين ، فقال ،، ما دمت أُفكر والشكُّ تفكير إذن أنا موجود ، هلْ الإنسان موجود لأنَّه يُفكر؟ لا ، فالإنسان يُفكر لأنَّه موجود ، من المحتمل أنْ لا أُفكر ومع ذلك أبقى موجود ، لكن يكفي أنْ أزول من الوجود حتى أكفّ عن التفكير ، والميت الذي مات الآن كفَّ عن التفكير على الرغم أنَّه موجود بمعنى ما. ورغم أهمية هيجل الفلسفسة ، والفضلُ يعودُ إليه في اكتشاف قوانين الجدل وأهمية فلسفته في مسار التطور ، إلَّا أنَّه وقع في سقطات فلسفسة أجدها في مقولاته ، فهيجل أبو الفلسفة المثالية الموضوعية والجدلية قد فهم الإنسان الناطق والواعي ، قد فهمه على أنَّه الكائن والذي فيه وبه وعت وأدركتْ الفكرة المطلقة نفسها وذاتها ( الفكرة المطلقة هي الله في الاديان ) ، وهذا منافي للمنطق ولا ينسجم مع ما توصّل إليه ، فالطبيعة والتي وُجدتْ قبلَ الإنسان والتي هي تجسيد للفكرة المطلقة في إحدى مراحل تطورها ما كان بوسعها أوْ مقدورها أنْ تكون الكائن الذي به وفيه وعتْ الفكرة المطلقة ذاتها ، ولو كانَ هيجل فيلسوفاً مادياً لقال بالإنسان وفي الإنسان وعتْ المادة ُنفسَها.