أرحموا معالمنا التاريخية
بروفسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
تاريخ النشر: 20/09/23 | 12:16عمر هذا القصر التاريخي أكثر من ألف عام ، هذا ما مكتوب على القصر على لوحة معدنية ، وعلى أحد الجدران هناك من كتب بلون أحمر “أنا أحب فوفو” ، وأحد السياح الأجانب والذي لا يجيد أي كلمة عربية استوقفته الكتابة وسألني عن معنى الكتابة ، لم أستطع أن أكذب عليه لأن الفضول يكاد أن يقتله ، فأجبته ونظر بتعجب وقال لي : هذا الإنسان بالتأكيد مجنون..؟؟
للأسف الكثير من معالمنا التاريخية تتعرض للتخريب والدمار وكذلك للإهمال القاتل بسبب جهل الكثيرين وعدم معرفتهم لقيمتها التاريخية و المعنوية وما تشكله من مصدر دخل لا يستهان به للكثيرين.
أيضا أنني أذكر عندما دخلت في نقاش عقيم مع إنسان جاهل يدعي معرفته بالديانات السماوية العظيمة ، وأن أي تمثال يجب أن يحطم ولا يبقى منها أي أثر ، وهنا أوقفته وذكرت له أن ما يقوله صحيح ولا غبار عليه ، لكن أن كانت هذه التماثيل يتم عبادتها ، ونحن جميعنا يعلم أنه في أوطاننا مكانها هي في المتاحف لكي يطلع عليها السياح العشاق لمعرفة تاريخنا العظيم أكثر منا نحن .
كذلك أذكر أنه في أحد المحافظات العراقية “طبعا دون ذكر أسم المحافظة” ، قام شخص بفتح كشك صغير لبيع المشروبات المختلفة ومنها المشروبات الكحولية ، وما هي إلا فترة قصيرة حتى أصبح المكان مشهور للغاية ومقصد لشاربي المشروبات الكحولية ، وبعد أن ينتهوا يقضون حاجتهم بالقرب من السور التاريخي ، والمرشدين السياحيين يتجنبون الاقتراب من هذا المكان ، حتى لا يتعرض السياح للمضايقات والمشاكل من المتواجدين هناك ليل نهار .