ابن طبعون…صالح المناضل وأبا ناصر النقابي
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/09/23 | 14:29وصلني قبل أيام كتاب يحمل عنوان ” تجربتي مناضلاً ونقابياً” لكاتبه “صالح محمد عيسى النعراني”، صاحب التاريخ الوطني العريق منذ مطلع شبابه. الكتاب وهو عبارة عن مذكرات المناضل يقع في 370 صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على 17 صفحة من الوثائق والصور، وقد أرسله لي ابنه ناصر مشكوراً،
صاحب الكتاب “أبو ناصر” هو مناضل ونقابي، عمل في صفوف الثورة الفلسطينية، حيث مارس النضال في مواقع عدة، وكان أحد مؤسسي اتحاد عمال فلسطين وانتخب أمينا عاماً مساعداً للاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات وشارك في العديد من المؤتمرات النقابية العربية والدولية.
بالرغم من اني أكتب مقالاً تحليليا كل يوم في هذا الموقع، إلاّ ان الحيرة أصاباني عندما فكرت في كتابة هذا المقال عن مناضل له تاريخه الوطني، وترك بصمات نضالية في التاريخ الفلسطيني المعاصر. ولا عجب في ذلك لأن هذا المناضل ابن قرية طبعون، ينتمي لعائلة تهجرت خلال النكبة الأولى عام 1948 ولجأت الى لبنان ولها حكايات وطنية مع التاريخ.
والده “أبو خالد” أحد ثوار فلسطين، شارك في الثورات الفلسطينية 1939،1936 و 1948 وشقيقه الأكبر خالد لبّى نداء الوطن مبكراً والتحق بـ “جيش الإنقاذ” واستشهد عام 1948 في معركة سهل البطوف. أما ابنه الطيار محمود فقد استشهد في غزة عام 2002. ولا ننسى شقيقه محمود الذي أذهل العالم في العام 1968عندما استهدف طائرة إسرائيلية في أثينا. وقد تدخل الرئيس المصري الراحل عبد الناصر شخصيا لإطلاق سراحه من السجون اليونانية ولكنه لم ينجح. كما أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أعلن فيما بعد عن استعداد العراق لاستقبال محمود لكن اليونانيين رفضوا ذلك. وقد طلب الراحل عرفات من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو التوسط لاستضافة وكفالة محمود، لكن اليونان رفضت.
يتحدث مؤلف الكتاب عن تجربتين في حياته: نضالية ونقابية. في التجربة النضالية يروي في كتابه أموراً سياسية في منتهى الأهمية من الصعب التطرق إليها لحساسيتها، إن كان ذلك خلال فترة التحاقه بحركة القوميين العرب التي بدأ حياته النضالية فيها، أو بعد انضمامه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلاقته الشخصية والتنظيمية مع قادتها (جورج حبش، وديع حداد وأبو ماهر اليماني) أو في فترة نشاطه مع حركة فتح وعلاقاته التنظيمية مع قيادتها ولا سيما مع الراحل ياسر عرفات.
الكتاب يتضمن خمسة فصول بدأها المؤلف من قريته طبعون مروراً بالتهجير في الشتات وعذاب اللجوء في لبنان والنشاطات السياسية الى العودة الى ارض الوطن ضمن سلطة رام الله حتى وفاته في جنين.
وقد لفت نظري ما ورد في الفصل الثالث من كتاب المؤلف الذي كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، عن أول لقاء له مع الراحل أحمد الشقيري الذي كان وقتها رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعن لقائه بالراحل شفيق الحوت الذي كان مدبرا لمكتب المنظمة في بيروت. وعن فحوى ما جرى بينهم من نقاشات سياسية.
وأخيراً…
الراحل أبو ناصر النعراني الذي تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاته، من المؤسف أن قيادة حركة “فتح ” في رام الله لم تكلّف نفسها إرسال وفد رسمي للمشاركة في جنازته في جنين، باستثناء مشاركة سريعة جداً على صعيد شخصي من قبل محمد المدني عضو مركزية فتح.
تصوروا هذا “التكريم؟؟!!!” لمثل هذا المناضل.