الاحتفال بمولد المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والجدل كل عام
موسى عزوڨ
تاريخ النشر: 27/09/23 | 12:24– قال الله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). ( وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (*) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ.) . ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (*) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.) .( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.) .
– ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم الاثنين ، فقال: ” فيه ولدت وفيه أنزل علي” . رواه مسلم ” إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق!عن علِيٍّ عليه السلام قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” الْبخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَم يُصَلِّ علَيَّ.”
-إنّ الشّيء يحبّ لحُسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى عليه السلام قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما : ” فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم عليه السلام أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : “لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين”…. بن باديس ( 1889- 1940 م )
-1- تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ -2 لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ. -3- في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ….. الشافعي ( -204.150هـ / 767-820 م)
-1- لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِ -2- فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم -3- نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ -4- يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ -5- مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ…. البصيري ( 608-696 هـ / 1213-1295).
المولد النبوي ( في الجزائر يسمى : ” المولود ؟” ). أو مولد الرسول هو ذكرى سنوية تصادف يوم مولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع الأول حسب أشهر الأقوال عند أهل السنّة . أو 17 ربيع الأول عند الشيعة.. حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا بل فرحة بولادة النبي الأعظم رسول الله محمد بن عبد الله. صلى الله عليه واله وسلم . حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، ويكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى.
والناس منه على ثلاثة اتجاهات : -1- اتجاه من اعتقد أنه عيد ، وأراد أن يخصه بعبادة مخصوصة , وهذا ابتدع فيه -2- الاتجاه الثاني : من رآه مناسبة سارة ، وذكرى يذكر فيها الناس رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم ، ويقرؤون سيرته ويستحضرون مشاهده وسننه وشمائله, وهذا لا حرج فيه وليس بدعة -3- واتجاه ثالث : من جعله مناسبة عادية من مناسبات الحياة الدنيا , هذا جائز وليس مطلوبا.
ويتصدر مشهد الجدال في كل عام بل في كل مناسبة اثنان , وغلا كلاهما غلوا كبيرا إنكارا وإثباتا , وجاوز الحد في دعوة للإفراط والتفريط , من زكاة الفطر وإخراجها نقدا إلى الاحتفال بالمولد من عدمه . يلاحظ ان هذه السنة تراجع ” فضيع” لحجج ” مدعي الانتماء السلفي ” الرافضين ” والمتهجمين على من يحتفل بالمولد باي طريقة كانت ( وكانت حججهم – وهم مدعون والبينة على المدعي اذ يطالبهم الآخر ببينة التحريم من كتاب وسنة – هي هي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولا مولد الأنبياء عليهم السلام من قبله وكذلك الصحابة والتابعين الى القرن 04 الهجري ” ويعتبرون ذلك يقينا ؟”) وان 12 ربيع الأول هو يوم وفاته عليه السلام. وربما يرجع ذلك في الغالب إلى فضائع التطبيع وفضائح جلب المغنيات ولاعبي كرة القدم ومن هب ودب والإعلاء من شأنهم لدرجة فضيعة , كما صادف هذه السنة الاحتفال باليوم الوطني 93؟ واعتمد بني علمان على نفس أصول ” مدعي الانتماء للسلف ” وهو الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة ! وكان ما كان من ” بدعة ” إعادة قراءة التراث ريخ !وبدعة الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة منكرة ، حيث الادعاء بعدم التسليم بفهم علماء الأمة واجتهاداتهم المعتبرة على مر العصور على علو قدرهم ، كيف تنطلي الحيلة على المتلقي ان يترك الجهابذة في كل الميادين ويستبدلهم بفهمك أنت ( والمستمع على يقين تام بقلة زادك في كل شيء من اللغة الى الدين ) .وفي تحديد مصطلح السلف والخلف نجد فهمين : -1- ليس كل السلف محمودا وليس كل الخلف مذموما؟ فقد وُجدت القدرية وغُلاة الشيعة والمجسمة في ” السلف”! بل وظهرت في القرون الثلاثة الاولى .فمعيار التميز :” من أهل السلف الذين هم من أهل الحق!” وهم أهل السنة منهجا .-2- في المقابل هناك من يعتقد ان كل السلف محمود وكانوا جميعا على العقيدة الصحيحة واستمر ذلك قرونا ثلاثة تزيد او تنقص ، ثم حدث انقطاع الى غاية القرن الثامن الهجري 08 ه؟ زمن المجدد بن تيمية وبن القيم الجوزية ثم محمد بن عبد الوهاب! ( السلسلة الذهبية منقطعة زمكانا ، رغم محاولات نسبة ابن حجر العسقلاني والامام النووي والبيهقي وابن عساكر.. اليهم دون جدوى فقد وُجدت تصريحات واضحة لهؤلاء بانتمائهم عضويا إلى الأشاعرة ؟ )
وفي المقابل تقدم وتعدد في مدعي الانتماء الصوفي :” المؤيدون للاحتفال بالمولد بأي طريقة كانت ؟ ( وكثرت الحجج حتى بإثبات احتفال النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه والتابعين كلهم أجمعين بذلك اليوم وحتى مقارنة يوم وفاته بليلة القدر التي هي بالنص خير من ألف شهر لأنها لم تكن لتوجد لولا ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم … وفيه كثير شعر وميول للحب معاكس لجفاء الأول لكن يوازي بذلك تطرفه ).
والحل الوسط : على المسلم ان يفرح ويظهر فرحه بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ويفرق بين العادة والعبادة دون إفراط ولا تفريط . ويحسن ويخلص نيته . ويتجنب اي مظاهر للشرك , ثم يستعيذ بالله من الشرك الأكبر والأصغر .
– وفي محاولة فهم وتقريب استسمحك في ومضة مقارنة :
1- السادة الصوفيّة بوجهٍ عامٍّ ؛ يلجؤون إلى الإمام الشافعيّ ، عند المضائق! وهو أهل لذلك وأكثر فهو خبير لغة وفقيه ومجتهد ؟ بهذه المقدمة ويزيدها الشيخ عذاب [1](1) في مقاله إسنادا وتوثيقا ( والمغزى من ذلك ما سيأتي بعده :” بمعنى ان الشافعي ليس أيا كان ؟ الشافعي حجة واذا قال فاسمع ولا تعقب … ) – حيث أسند البيهقي في مناقب الشافعيّ (2: 49) إلى المحدث أبي الوليد بن الجارود قال: ” كان يقال: إن محمد بن إدريس الشافعيُّ؛ لغة وحدَه، يُحتجّ به كما يُحتجُّ بالبَطْنِ من العرب.”- وقال عبدالله بنُ الإمام أحمدَ رحمه الله تعالى: قلتُ لأبي: يَا أبةِ، أي رجل كَانَ الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فَقَالَ لي: ” يَا بني كَانَ الشافعيُّ كالشَمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين مِن خلفٍ، أو عنهما عِوض.” تهذيب الكمال (24: 371).
– والشاهد هنا : ( ان الإمامُ الشافعيّ هذا؛ يفرّق بين بدعة الضلالة، والبدعةِ الحسنة، وهو أعلم بالمعاني واللغةِ من غيره من الأئمة! – حيث قال الإمام البيهقيّ في معرفة السنن والآثار (4: 408) وفي المدخل إلى معرفة السنن (2: 633) ومناقب الشافعيّ (1: 468): أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأصمّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ: «الْمُحْدَثَاتُ مِنَ الْأُمُورِ ضَرْبَانِ: – أ- أَحَدُهُمَا: ما أُحْدِثَ مُخَالِفاً كِتَاباً أَوْ سُنَّةً أَوْ أَثَراً أَوْ إِجْمَاعاً، فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ الضَّلَالَةُ. –ب- وَالثَّانِي: ما أُحْدِثَ مِنَ الْخَيْرِ، لَا خِلَافَ فِيهِ لِوَاحِدٍ مِنْ هَذَا، وَهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ ” . وقال البيهقيُّ: ” قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ: (نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ) يَعْنِي: إنَّهَا مُحْدَثَةٌ، لَمْ تَكُنْ، وَإِذْ كَانَتْ؛ فَلَيْسَ فِيهَا رَدٌّ لِمَا مَضَى” . وقال إمام الحنابلة في عصره أحمد بن عبدالحليم ابنِ تيمية الحرّانيّ في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (2: 126) ما نصّه: ” تعظيمُ المولد، واتخاذُه موسماً، قد يَفعله بعضُ الناس، ويكون له فيه أجر عظيمٌ؛ لحُسنِ قَصدِه، وتعظيمِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.”
2- لاحظت أن سلفية الجزائر بوجهٍ خاص ؛ يستشهدون بقوة بالشيخ البشير الابراهيمي ويكبرونه، ويحتجون به عند المضائق! وهو أهل لذلك وأكثر فهو خبيرٌ لغةً وفقهًا ومجتهد ؟ – حيث يذكر الشيخ محمد الغزالي في مقال له[2] (2) . يصف فيه كيف عرف وتعرف على الشيخ البشير الابراهيمي وانبهر به , ليس فقط في لغته وكان خطيبا مفوها, لكن أيضا فقيها, ويعترف بكل تواضع وهو من خريج الأزهر انه تعلم منه مسألتين طريفيتين لم تخطر في باله من قبل ، ويذكر انه عندما قدم إلى القاهرة لم يوضع في مجمع اللغة العربية من باب التشريف أو إكرام زائر غريب له مكانة في بلده.. بل الرجل كان موسوعة لغوية، وكان من أقدر الناس على الخطابة بأسلوب بلغ به القمة في الأداء وفي إحياء التراث الأدبي. كما يصف الشيخ عبد الحميد بن باديس بأنه الرجل السلفي العظيم . وفي جوابه على أسئلة عنه[3] (3) قال :” ابن باديس العالم والمجاهد والمصلح , في تفسيره “مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير” ، تفسير دقيق يدل على إحاطة الرجل بعلوم القرآن الكريم واستيعاب لهداياته، كما قرأت شروحه للسنة النبوية، فقد كان متصلا بروح الرسالة وبالنبي صلى الله عليه وسلم ومقتفيا لآثاره، الرجل يجمع بين الأدب لأن عباراته في الدرجة الأولى من البيان السليم ويجمع إلى جانب أدائه العربي التحقيق العلمي والحس التاريخي والرواية الدقيقة لتاريخ المسلمين، وحساب الاقتباس منه.
– والشاهد هنا : ( أن الإمامين والشيخين أعلاه ؛ ليس فقط يحتفلان بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم , بل يحتجان على من يمنع ” وهو يا للعجب الاستعمار الفرنسي ” وفي مراكش ؟ ، وهما أعلم بالمعاني واللغةِ من غيرهم!
– حيث ألقى الأستاذ الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف خطابا ارتجله ارتجالا , في ذلك المقام – ويقدمه في ما يلي حسبما بقي في ذهن مستمعه الشيخ عبد الرحمن شيبان فكان كما قال طبق أصله إلا في القليل – حيث يذكر الشيخ شيبان في مقدمة جميلة لكتاب : “مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير” للشيخ عبد الحميد بن باديس. ووصفه بالمحب ومن فضل الله على الأمة الجزائرية ان قيض لها ابنها البار الذي دعاها لما يحيها, فقد تصدى لتدريس العلوم الاسلامية بالجامع الأخضر منذ عودته من الحجاز سنة 1913. فختم القران الكريم تدريسا سنة 1938, ثم ختم كتاب الموطأ ( واقيم بمناسبة ذلك احتفالين؟ )..وتحديدا في الصفحات 286-290 م تحت عنوان :” ذكرى المولد النبوي الكريم “. في ( نادي الترقي ) بالعاصمة : ” ( بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف (( ويشرح في التهميش رقم1 : نحن في السنة 1348 من الهجرة وعاش صلى الله عليه وسلم 53 سنة في مكة قبل الهجرة , فتلك 1348-53 = 1401 سنة فذكرى مولده هذه السنة هو الواحد بعد الاربع مائة والف ) ). من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.
لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمورة كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين. وفي التفصيل يطرح السؤال ” المؤسس: ” ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟ ليجيب بكل ثقة وعلم :” المحبّة في صاحبها” عليه الصلاة والسلام . ثم يستطرد :” إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى عليه السلام قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما : ” فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم عليه السلام أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : “لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين” وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام. ليعود فيسأل سؤال محوري : ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟ ليجيب :” استثمار هذه المحبّة.” ان محبتنا فيه تجعلنا نحب كل خُلق من أخلاقه وكل عمل من أعماله ففي ذكريات مولده نذكر من أخلاقه ومن أعماله ما يزيدنا فيه محبة ويحملنا على الاقتداء به , فنستثمر تلك المحبة بالهداية في أنفسنا ،ونشرها في غيرنا. كما لا يفوته قول الشعر حبا وكرامة في :”‘ تحية المولد الكريم” : حـيـيـت يـا جـمعَ الأدب * ورقـيـت سـامـيـةَ الرتبْ…أحـيـيـت مـولـد من بـه * حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ.
– وحيث ان الشيخ البشير الإبراهيمي قال أيضاً كما جاء في : ” آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي ” المجلد الثاني الصفحة 343 :” إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق. لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة.اهـــــ.
– وحيث لم تكتف جمعية العلماء المسلمين بقيادة الإمام ابن باديس بإحياء المولد النبوي الشريف، بل أعلنت عن غضبها واحتجاجها لما أقدمت الحكومة الفرنسية الاستعمارية على منع المسلمين بمدينة مراكش المغربية من إقامة الاحتفال. جاء في نص برقية الاحتجاج ما يلي: ” وزير الخارجية بباريس والمقيم العام بالرباط، إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحتج بكل شدة وبالنيابة عن كافة المسلمين ضد منع الاحتفالات التي نوى إقامتها مسلمو مراكش بمناسبة موسم المولد النبوي الشريف وتعتبر هذا المنع اعتداء فادحا على الحرية الدينية وعلى شرف مسلمي المغرب الأقصى والعالم بأسره، وتعلمكم بأن تكرار حادث من هذا القبيل يقضي على عواطف المسلمين بلا استثناء نحو دولة فرنسا. إمضاء: عبد الحميد بن باديس
– حيث أن هناك إجماع لعلماء الجزائر بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد ألف الإمام ابن مرزوق كتابا سماه ”جنا الجنتين في شرف الليلتين” ذهب فيه إلى تفضيل ليلة مولده صلى الله عليه وسلم على ليلة القدر. والونشريسي يصف المولد النبوي الشريف في المعيار المعرب :”هو موسم عظيم عند أهل ملة الإسلام يعتنون به في الحواضر تعظيما لنبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.و المحدث العربي التباني يقول في كتابه ” التوسل بالنبي وبالصالحين : “عمل المولد وإن حدث بعد السلف الصالح ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين، فلا يقول من له مسكة من عقل ودين بأنه مذموم فضلا عن كونه منكرا عظيما، وكون السلف الصالح لم يفعلوه صحيحا، ولكنه ليس بدليل وإنما هو عدم دليل، ويستقيم الدليل على كونه ممنوعا أو منكرا لو نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة، ولم ينه عنه فيهما ” . أما الشيخ العلامة طاهر آيت علجات فيقول ”نحن في أشد الحاجة اليوم كما في الأمس إلى نشر سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وعمارة المساجد بتلاوة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وبيان أخلاقه وسلوكه ونشر سيرته العطرة والتمسك بأخلاقه والاقتداء بسيرته في أفراحنا واجتماعاتنا وفي مدارسنا ليكون ذلك عونا في هذا الوقت العصيب”. اهـ وذكر الإمام الشيخ شارف ان : ”الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز إذا انتفت المحرمات التي تصاحب هذا الاحتفال.
فاللهم صل وسلم وبارك على محمد واله كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك لحميد مجيد
[1] الشيخ عداب الحسيني
[2] مجمد الغزالي عن الشيخ البشير الابراهيمي – نشر في مجلة الثقافة الجزائرية في 1985 [3] حوار أجراه الأستاذ أحمد بوشبعة على هامش الندوة الفكرية التي جرت وقائعها في جامعة الأمير عبد القادر بمناسبة يوم العلم وكان عنوانها العلم والدين ونشرت يوم الخميس 17 أفريل 1986 بجريدة النصر الجزائرية. كانت إجاباته ( دواء ، ولهذا وغيره نحب الشيخ الغزالي )عزوق موسى محمد