اَلْفَاجِرَةْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ
بقلم أ د / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
تاريخ النشر: 28/09/23 | 6:30كَثِيراً مَا تَحَدَّثَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ عَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ الَّتِي
لاَ يَعْرِفُونَ لَهَا أَباً وَلاَ أُمًّا وَالَّتِي وَجَدُوهَا
بَـيْـنَـهُـمْ كَالنَّـبْـتِ الشَّيْطَانِي، كَانَ لِـتِـلْـكَ الْـمَـرْأَةِ
كَلْبٌ، ، وكان لهذا الْكَلْبِ جِسْمٌ يُشْبِهُ جِسْمَ
الإنسان وَوَجْهٌ كَوَجْـهِ الْكَـلْـبِ ، وَكَانَ الشَّـبَابُ
يَتَهَامَسُونَ فِيمَا بَيْـنَهُمْ: "ضَاجَعَتِ الْفَاجِرَةُ كَـلْـباً
، وَأَنْجَبَتْ مَوْلُوداً لَهُ وَجْـهُ00 كَـلْـبٍ" وَسَرْعَانَ
مَا كَـبُرَ هَذَا الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ النَّاسُ يَرْثــُونَ
لِحَالِهِ وَيَعْطِفُونَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ سَرْعَانَ مَا أَصَابَهُ
السُّعَارُ ,فَعَضَّ أَفْرَاداً مِنْ ثَلاَثِ عَائِلاَتٍ، قَضَى
بَعْضُهُمْ نَحْـبَهُ، وَتَرَكَتْ لَهُ هَذِهِ الْعَائِلاَتُ
مِسَاحَاتٍ وَاسِعَةً مِنَ الْأَرَاضِي، وَلَمْ تَشَـأْ أَنْ
تَضْرِبَ هَذَا الْكَلْبَ مَعَ قُدْرَتِهَا عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ أُمَّهُ
كَانَتْ كَثِيراً مَا تَشْكُو لِكُلِّ خَلْقِ اللَّهِ، أَنَّ كَلْـبَهَا
وَحِيدٌ وَالْجَمِيعُ يُرِيدُونَ الْقَضَاءَ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّ
الْكَلْبَ ابْنَ الْفَاجِرَةِ تَجَاوَزَ حُدُودُهُ، فَخَطَّطَ أَبْـنَـاءُ
الْعَائِلاَتِ تَخْطِيطاً جَيِّداً لِمُهَاجَمَةِ هَذَا الْكَلْبِ
وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ وَتَخْلِيصِ النَّاسِ مِنْ شُرُورِهِ،
وَبَـيْـنَمَا كَانَ الْكَلْبُ يَمْرَحُ فِي الْأَمَاكِنِ الَّتِي
احْـتَـلَّهَا، فِي شِبْهِ احْتِفَالٍ بِذَلِكَ إِذْ تَرَصَّدَ لَهُ
مَحْمُودٌ بِبُنْدُقِيَّةٍ وَصَوَّبَ طَلْقَةً أَصَابَتِ الْكَلْبَ فِي
رِجْلِهِ وَلَكِنَّ الْجُنْدِيَّ صَابِرَ كَانَ مَاهِراً فِي
التَّصْوِيبِ فَـأَصَابَ الْكَلْبَ بِطَلْقَةٍ فِي مُخِّهِ كَانَتِ
الْقَاضِيَةَ ، وَمِنْ يَوْمِهَا وَأُمُّهُ الْفَاجِرَةُ تَـبْـكِيهِ،
وَلَكِنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ كَانَتْ قَدْ سَيْطَرَتْ عَـلَى مِسَاحَةٍ
وَاسِعَةٍ مِنَ بَيْتٍ عَرِيقٍ لِأَبـْـنَـاءِ عُمُومَةِ هَذِهِ
الْعَائِلاَتِ ، وَمِنْ يَوْمِهَا وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ تَـنْـفُـثُ
سُمَّهَا وَتـُرِيدُ السَّـيْـطَـرَةَ عَـلَـى تِلْكَ الْعَائِلاَتِ
وَإِذْلاَلِهَا بِالْمَكْرِ وَالْحِيلَةِ وَالدَّهَاءِ ، كَثِيراً مَا
تُظْهِرُ مَفَاتِنَهَا وَزِينَـتَهَا لِلْإِيقَاعِ بِالشَّـبَابِ الْأَهْوَجِ
مِنْ تِلْكَ الْعَائِلاَتِ وَلَمَّا لَمْ تَجِدْ فَائِدَةً مِنْ هَذَا
كُلِّهِ، أَخَذَتْ تُشْعِلُ النِّيرَانَ فِي أَجْزَاءٍ كَثِيرَةٍ مِنْ
هَذَا الْـبَـيْـتِ، كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ عَرَفُوا أَمْرَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ
طَالِـبِـيـنَ مِنْهَا إِطْفَاءَ النَّارِ وَالْعَوْدَةَ إِلَى صَوَابِهَا
وَالْمَرْأَةُ لاَ تُرِيدُ الْإِبْقَاءَ عَـلَـى شَيْءٍ فِي الدَّارِ
دُونَ حَرِيقٍ,تَمَادَتِ الْفَاجِرَةُ فِي غَـيِّـهَا دُونَ رَادِعٍ
حَـتَّـى اتَّفَقَ أَهْلُ الْـبَـلَدِ عَـلَـى أَنْ يُخَصِّصُوا مَكَاناً
لِتَدْرِيبِ شَبَابِهِمْ عَـلَـى السِّلاَحِ وَتَزْوِيدِ هَؤُلاَءِ
الشَّـبَابِ بِالْمَالِ وَبِجَمِيعِ مَا يَحْـتَاجُونَهُ حَـتَّى
يَسْـتَطِيعُوا أَنْ يُخْـرِجُوا تِلْكَ الْمَرْأَةَ الْفَاجِرَةَ مِنَ
الْـبَـلَدِ,قَالَ (يَاسِينُ) أَحَدُ أَبْـنَـاءِ الْـبَـلْـدَةِ
الطَّـيِّـبِـيـنَ ، إِنَّ الَّذِي بَعَثَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ إِلَى تِـلْـكَ
الْمَـنْـطِقَةِ أَكْـبَرُ الْعِصَابَاتِ الدَّوْلِيَّةِ الَّـتِـي تُسَـخِّـرُ
هَذِهِ الْمَرْأَةَ لِـتُـسَـاعِـدَهَـا عَـلَـى إِشْعَالِ الْـفِـتْـنَـةِ
بَيْنَ شُعُوبِ الْمَنَاطِقِ الْغَنِيَّةِ بِالثَّرْوَاتِ الطَبِيعِيَّةِ
حَـتَّى يَـتَسَـنَّى لَهَا نَهْبُ الثَّرْوَاتِ وَالْحُصُولُ عَلَى
كُلِّ الْمُمَيِّزَاتِ، سَوَاءً بِالتَّرْغِيبِ أَوْ التَّرْهِيبِ،
طَوَاعِيةً أَوْ بِالْإِكْرَاهِ وَالاِحْتِلاَلِ
يَا امَرْأَةً أَشْعَلَتِ الْفِتْنَةْ=عُودِي لِلْحِنْكَةِ وَالْفِطْنَةْ
كُونِي رَاحِمَةً أَوْلاَدِي=وَمُغَادِرَةً أَرْضَ بِلاَدِي
يَا فَاجِرَةُ وَأُمَّ كِلاَبْ=عَبَثُوا بِتُرَابِ الْأَجْدَادْ
رَدَّ مُـنْـتَصِرٌ: وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ لَنْ تَـتْـرُكَ بِلاَدَنَا
إِلاَّ بِالْقُوَّةِ الْجَبْرِيَّةِ ، وَالاِتِّحَادِ فِيمَا بَـيْـنَـنَـا،
وَعِنْدَمَا نَـمْـتَـلِـكُ الْجُيُوشَ الْقَوِيَّةَ الَّتِي تَخُصُّـنَا
وَحْدَنَا!!!