هل يفعلها بن سلمان ويسمح بتدنيس مكّة والمدينة؟
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/09/23 | 17:29ملف العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني، هو على ما يبدو الحدث الرئيس في الاعلام الغربي ولا سيما الأمريكي والإسرائيلي. أخبار كثيرة تنشر وتقارير تلفزيونية وإذاعية عديدة يتم بثها، وتملأ أيضاَ المواقع الإلكترونية، ومحللون يجتهدون في توقعاتهم حول هذا الموضوع. لكن كل ذلك نسمعه ونقرؤه من الجانب الأمريكي والإسرائيلي فقط، بمعنى أن الأخبار والتحليلات هذه، تستند الى تسريبات معظمها تنشر عبر صحفيين إسرائيليين في صحف أمريكية.
الاعلام السعودي يلتزم الصمت حول تطبيع بلده مع دولة الاحتلال. لكن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان خرج عن المألوف وتحدث للمرة الأولى عن مساعي التطبيع. ففي مقابلته مع محطة فوكس نيوز الاميركية، قال بن سلمان “إن المملكة تقترب من بحث العلاقات مع إسرائيل، لكن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات”.
للوهلة الأولى، يظن المراقب لتطورات الأمور في هذا الشأن، أن موقف بن سلمان من القضية الفلسطينية
يأتي انطلاقاً من غيرته عليها، وهذا خطأ كبير. لماذا؟ بن سلمان لا يريد أن يتقدم خطوة في هذا الموضوع مثلما فعلت دول “اتفاقات ابراهام” أي استثناء الفلسطينيين من اتفاقات التطبيع. فهو يريد إشراك الفلسطينيين بتطبيعه مع إسرائيل لكي يكونوا شهودا على عملية التطبيع وبموافقتهم. بالمحصلة السعودية من ناحية مبدئية عندها الجهوزية والرغبة في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، ولكنها تريد أثمانا لذلك، والقضية الفلسطينية هي من تلك الاثمان، ليس حباً بالفلسطينيين بل لمآرب سياسية ولحاجة في نفس يعقوب. بمعنى آخر بن سلمان يريد جر الفلسطينيين إلى مستنقع سياسي جديد كشهود على محاولة انهاء قضيتهم حسب الطريقة السعودية.
نحن متفقون على أن كل عملية تطبيع مع إسرائيل مهما كانت خلفياتها هي عملية سيئة ولا يمكن القبول بها، لأن اسرائيل بالتالي هي المستفيدة فقط من كل عملية. قد يكون التطبيع السعودي الإسرائيلي بعيد المنال، لكن كل شيء جائز في عالم متقلب، فما بالك اذا كان الأمر يعود لإسرائيل ومصالحها.
نحن متفقون أيضاً على أن السعودية هي زعيمة العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين فيها. ولذلك، كثيراً ما يتحدث الإسرائيليون عن الأهمية الكبيرة والمميزة للتطبيع معها. هذا التطبيع لو حصل قد يغير بالفعل وجه الشرق الأوسط لما يحمله من مخاطر عديدة وسيكون له نتائج دراماتيكية – استراتيجية على مستوى الإقليم والعالم بأسره.
اسمعوا ما تقول القناة 12 العبرية: تجاوز القضية الفلسطينية كأحد المعضلات أمام تطبيع إسرائيل مع دول المنطقة، ستكون من أبرز الفوائد التي ستحصل عليها اسرائيل جراء اتفاقية التطبيع مع السعودية، والتي ستكون دافعاً للتطبيع مع دول إسلامية كبيرة”. كلام في منتهى الوضوح.
المحلل السياسي الصديق رجا طلب أحد كبار المحللين السياسيين في الأردن يقول في مقال له في جريدة الرأي الأردنية:” النتيجة المباشرة في حال تمت الصفقة الكبرى ستكون بداية لنهاية الصراع العربي الإسرائيلي وما تبعه من نفور إسلامي من التعامل مع إسرائيل وسوف تنضم أغلبية الدول العربية لتطبيع علاقاتها بإسرائيل، وسنشهد خطوات تطبيع لدول إسلامية كبرى كانت «تتحرج أو تتردد» من التعامل مع إسرائيل”.
وأخيراً… هل يفعلها بن سلمان ويضرب بعرض الحائط كل شيء ويسمح لأحفاد هرتزل بتدنيس مكة والمدينة مقابل مصالح سياسية معينة؟ ننتظر
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط،