رصاصهم يخجل من هيبتكم
شعر: د زياد محاميد
تاريخ النشر: 30/09/23 | 20:23الى الشهداء في ذكرى هبة اوكتوبر القدس – ٢٠٠٠ :
“أقمار تضيء عتمة دربنا في الوطن الجريح ..
******
.. هو رصاصَهُم…
يخجًل أمام هيبتِكُم
وكحل بارودِهم..
يختنق إنفعالا..
أمام نور وسامتكم،
وقبضة القاتل ترجف أمامو حضوركم،
يا شهداء الهبة العظمى
يا شهداء الهبة العظمى
*******
أيها الشهداء …
يا خيط الدم الممدود من النكبة إلى النكبة،
يا صرخة القلب الموجوع
من الهبة إلى الهبة
يا كفا..مرفوعا يتحدى رشاشات الرهبة،
أنتم أسود المرحلة….
نارهَم .. انتم إخترقتموها..لكن
سقطتم واقفين..
عند قمة الوثبة.
**********
أيها الشهداء …
يا من ينتصبون بشموخ الشيوخ.
والسنديان والغار،
نحن فهمنا الرسالة ..
بدمكم.. سطرتم حروفها
” أبدا لن نساوم… ولن ننهار
لا نخاف..لا نجبن..
أمام بارود ونار ..
واقفين..نهتف..نقاوم .. ليلا ونهار..
وإن سقطنا..
نسقط .. واقفين..كالأشجار ”
************
هو جمالكم الكنعاني ..
يصب قوالب في قبور الشهادة الشماء
فيا لروعه الشموخ ..في سفوحك يا روحاء *..
ويا لجمال لحظه الشهادة ..على ضفاف الوادي
ويا لروعة الموت عشقا جنونيا ..لترابك يا بلادي
*********
من الأزيز الساخن ..تولد زغاريد شهادة
و لحظة السقوط الحر أرضا..
صارت تاريخ الولادة
ومن حفنة تراب في الكفوف الدامية..
تولد مراسيم السيادة..
وصوتكم الهادر في المدى..
“يا وطني!!” يصير تراتيل عبادة
من الوادي إلى الروحاء..يطلع الصدى
لأناشيد العز والمجد والإرادة..
*****
من حناجركم … يطلع صهيل الأرض
وفي قبضاتكم ..حفنة تراب..
لكم صك شهادة..
حينها…ينحني الزهر إجلالا لكم ..
ويصير العشب لرؤوسكم وسادة ..
*****
أيها الشهداء ..
ما أروعكم..تنزفون..
ولا تصرخون
إلا بوجه مجرم جائر..كذاب
وما أجملكم ..
عندما تغرسون أصابعكم عميقا في التراب
وحين تنطلق صيحاتكم للسحاب..
وما أروعكم ..
حين أوصيتم..بعشق الأرض للأحباب..
أيها الشهداء …
ما أطهركم .. .وما أكرمكم
رويتم أرضنا ..بدمكم
فتكرم بكم …
الشجر والحجر والتراب
وما أجملكم ..
لقلوبنا أعدتم شرف الانتساب ..
لأرض..لوطن…خلناه خراب..
وأنتم اليقين …لعشق فلسطين
وأنتم موت الهزيمة فينا….
وأنتم في عيوننا نهاية السراب.
—————-
* روحاء= أرض الروحة
أم الفحم ـ