تكريم الفنّان سليم ضو بأمسية ثقافيّة في حيفا
من علي هيبي
تاريخ النشر: 07/10/23 | 11:35غصّت قاعة المسرح في “بيت الكرمة” مساء الثّلاثاء الفائت والموافق لِ 3/10/2023 بحضور غفير ونوعيّ ولافت من أهالي حيفا والمدن والقرى المجاورة، جاءوا تلبية لدعوة مؤسّسة “محمود درويش للإبداع” في كفر ياسيف، وذلك لتكريم الفنّان المتعدّد المواهب والأدوار، المبدع المتألّق دومًا، ابن قرية البعنة الجليليّة، الفنّان سليم ضو، ووسط حضور كبير من الفنّانين السّينمائيّين والمسرحيّين والأدباء والمثقفّين والنّاشطين في مجالات مختلفة، وقف الكاتب عصام خوري مدير المؤسّسة مفتتحًا الأمسية، مستهلًّا بالشّكر والتّرحيب بالحضور المميّز وبالفنّان المحتفى به وكذلك حيّا المتكلّمين: النّاقد د. نبيه القاسم، الكاتب سليم سلامة والفنّان عامر حليحل، وقد تطرّق في كلمته الافتتاحيّة إلى مسيرة سليم ضو في البعنة منوّهًا بالأب “أبو عيسى” جميل ضو ووالدته، وما لهما من أيادٍ بيضاء في تربيته، وقد بدت عليه منذ نعومة أظفاره ميوله للفنّ والتّمثيل، وهو طفل صغير في ديوان أبيه في البعنة. وممّا ذكره: “إنّ سليم نشأ في بيئة تحبّ الفنّ وفي مناخ ثقافيّ وأدبيّ وفنّيّ”. كانت المداخلة الأولى للنّاقد د. نبيه القاسم، فكانت استعراضًا مفصّلًا لمراحل النّمو الإنساني والفنّيّ في رحلة سليم المريرة والمثيرة في السّينما والمسرح والتّلفزيون، وقد أشاد د. القاسم بأعماله المسرحيّة ونجاحه في أداء الأدوار المعقّدة والمتعدّدة، وقد قال في معرض حديثه: “إنّ مسيرة ضو الفنّيّة كانت طافحة بالدّموع والبسمات، بالنّجاحات والإخفاقات القليلة”، ومن ثمّ أشار لكثير من مرحله التّعليميّة فمن البعنة إلى كفر ياسيف إلى باريس، وقد كان ضو ملك التّقليد في المدرسة للمعلّمات ولبعض النّماذج القرويّة، وقد تطرّق إلى أدواره النّاجحة مثل: مسرحيّديّة “صاغ سليم” الّتي عرضت حوالي 80 مرّة، برفقة الموسيقيّ الفنّان حبيب شحادة، وهي على حدّ تعبير القاسم قصّة حياة سليم ولكنّها تعكس سيرة حياة كلّ فلسطيني في بلادنا، وقد بدأ ينتج مسرحيّات منذ 1975، وأشار كذلك إلى تألّقه في الأدوار السّينمائيّة والمسلسلات التّلقزيونيّة، غير غافل عن إخفاقه في مسلسل “فوضى” والّذي انسحب منه بعد العرض الأوّل
أمّا المداخلة الثّانية فكانت من نصيب الكاتب سليم سلامة، الّذي أشار إلى شخصيّة سليم الفنّان المتميّز، مشيرًا إلى أنّ أحد أسباب نجاح سليم هو صدقه الحياتيّ والفنّيّ، وقد نوّه بتعدّد مواهبه الفنّيّة، وذكر سلامة أنّ أحبّ أعمال ضو إلى قلبه مسرحيّة “صاغ سليم” سنة 2011 والفيلم السّينمائيّ “أفانتي بوبولو” سنة 1986 ومشاركته في المسلسل البريطانيّ “التّاج”، ولم ينسَ الإشارة إلى نجاحه في مسلسل “شغل عرب” من تأليف سيّد قشّوع. مسك ختام المداخلات كانت مداخلة الممثّل الفنّان عامر حليحل الّذي كان تلميذًا وزميلًا للفنّان سليم ضو، وقد شارك في كثير من الأعمال الّتي أخرجها أو أنتجها أو مثّل فيها، وقد امتازت مداخلته بالحميميّة النّابع من صميم القلب، وذلك لعلاقته المتينة مع ضو، الّتي لم تكن علاقة عمل فقط، وقد أشاد بعمله المسرحيّ “إضراب مفتوح” وكذلك في مسرحيّة “حلّاق بغداد” من إخراج الفنّان مكرم خوري، وكافّة أدواره، ولكنّه ركّز في نهاية مداخلته إلى شخصيّة سليم ضو المعلّم في موضوع المسرح في جامعة حيفا، حيث كان أحد طلّابه الكثيرين عربًا ويهودًا، وأشاد حليحل بصدق ضو ومحبّته وكرمه وهي قيم يحتاجها العمل الفنّيّ أكثر ربّما من العلم والمهنيّة.وقد قدّم الفنّان الموسيقيّ حبيب حنّا وصلة فنيّة شاركه الغناء فيها الفنّان سليم ضو الّذي غنّى أغنية “ولو” لوديع الصّافي بتنوّع صوتيّ فريد. هذا بعد تقديم شريط مصوّر قُدّمت فيه بعض أعمال ضو وأدواره وقد شدّ الجمهور ذلك الشّريط، وبخاصّة تألّق ضو في معظم الأدوار السّينمائيّة.أمّا مسك ختام الكلام فكانت كلمة رقيقة شاعريّة جاءت من أعماق العاطفة الحميمة عند سليم ضو الإنسان والصّديق والفنّان الرّائع، وقد شكر كلّ من حضر من جمهور ومتكلّمين، وخصّ بالذّكر أصدقاءه عبر مسيرته الفنّيّة الشّاقّة، وشكر مؤسّسة محمود درويش للإبداع لهذه اللّفتة الجميلة، وخصّ بالشّكر مديرها عصام خوري وأعضاء إدارتها. وفي نهاية اللّقاء كان لا بدّ من تقديم درع رمزيّ من المؤسّسة كشهادة تكريم وتقدير للفنّان المتميّز سليم ضو، قدّمه له الكاتب فتحي فوراني والشّاعر علي هيبي عضوا إدارة المؤسّسة، وقد تلا مضمونه أمام الحضور الشّاعر علي هيبي.