سامي يونس .. قصة وطن

مهداة من الشاعر جميل بدويه – كفرقرع

الى عميد الاسرى سامي يونس – عاره

مع كل الفخر والحب

والدي..ابا نادر

يا شيخ..الصامدين..يا رمز الصابرين

والدي ..ان جاز لي ان اقول ..

فابي من بين الغائبين..

سامي يونس يا عالي الجبين

يا رافع الهام في العالمين

يا سليل ايوب وطه والتابعين

كيف مرت ثلاثون عاما

في سجون الغاصبين

وراح من العمر ثلاثون

كيف يعد المرء في الظلمة ثلاثين

ثلاثون عاما معناها حياة انسان

بدا يذوق طعم احلام السنين

بدا خطوة اولى وصفحة اولى

بعد سعي في العلم او بعد كد السنين

قل يا ابا نادر..كيف كنت في ظلمة الزنازين!!

وامضيت السنين الثلاثين

وكيف توقفت هناك عن عد السنين

واصبحت اليوم ابن الثمانين

سامي يونس..قصة ان تكون او لا تكون

ان تهون او لا تهون…

هل غيرتك السنون!!

عجبا..ما غيرتك الاعوام ابدا

الا في جسد سيفنى بعد حين

اعجبني فيك الصبر والاباء والعزة

وبالحق لا تلين

عجبا ما غيرتك السنون

ثلاثون في عمر السجون

ثلاثون عاما عدها السجان كل يوم في دفاتره

عجبا من كان السجين !!

اظنه انه هو السجين ..!

السجانون يحرسون..لكنك كنت في حراسة رب العالمين

ابا نادر..ما معنى انك ما زلت ابيا بعد تلك السنين

معناه ان الحرية كانت في داخلك

في روحك في وجدانك ..في خيالك

حسبك..سامي انك كنت مالك نفسك

فكثيرون لا يملكون الحرية..خارج السجون

وكثيرون لا يعرفون الحرية..كثيرون !

فماذا علمتك السنون

وانت بعمر ابي..وانت والدي..وانت اخي

علمنا شيئا للسنين

فلديك الخبرة ولدينا الحنين

اكتب لك لا لاذكرك…

لا لافض بكاره جرح السنين

ولكني اكتب لنفسي..وللآخرين

واكتب للاعوام القادمة..وللذين..

قصة شيخ ما غيرته السنون

قصة رجل لم اره من قبل ..!

سمعت عنه في الصحافة وعلى السنة الناس في الميادين

جمعتنا المشاعر في قصيدة او قصيدتين

جمعتنا الافكار…جمعنا الاصرار..جمعنا الاحرار

وجمعتنا قرية في قريتين … كفرقرع وعاره

وواد يسمى “وادي عاره”

يجف بعد الشتاء بشهرين

لان الوكيل عليه هو شتاين

ووكيلنا انا وانت رب العالمين

لن اطيل ..فاني ارى في العيون دمعتين

وستفيض العيون ان اكملت..وان ابحرت في رحلة شيخ

لا اعرف..اازيده حزنا..ام ازيده فرحتين

ابا نادر يافخر وادي عارة

ويا مشعل درب السائرين

نحبك وتحبنا..وتحملنا امانة..الحرية

فالحرية عهد ودين

سامي يونس…شعري اليك قضاء لبعض دين