طوفان الأقصى..والثّورة الجزائرية
معمر حبار
تاريخ النشر: 12/10/23 | 10:37مقدم المحبّ لفلسطين والفلسطينيين:
ميزات، وفضائل الصقور الفلسطينية عبر طوفان الأقصى كثيرة، ومتعدّدة، ومتنوّعة. ومنها الشبه فيما بينها وبين الثّورة الجزائرية في عظمتها، وأنّها امتداد للثّورة الجزائرية في عمقها، وبأساليب تطلّبها الظّرف الجديد، والحصار الطويل، وخيانة بقايا العرب، ومساندة الغرب المطلق، والتّطور الملحوظ وبأساليب محلية في السّلاح، وطرق الكرّ والفرّ، ومنها:
اختراق الأبطال للسياج، والجدر:
ظنّ الصهاينة أنّ لاأحد يستطيع أن يقترب من السّياج، والجدر العالية المضروب على الأراضي الفلسطينية المغتصبة. لكنّ الصقور الفلسطينية اخترقت السّياج، وحلّقت فوق الجدر، وباغتت المغتصبين، وعادت سالمة غانمة تحمل الغنائم من جنود الصهاينة.
ووضع الاستدمار الفرنسي السّياج ليخنق الثّورة الجزائرية عبر خطّ المجرم موريس، وخطّ المجرم شال. لكن فشل سعيه حين تمّ اختراق السّياق من طرف المجاهدين بوسائل محلية بدائية. ونجحت الثّورة الجزائرية في الإفشال التّام للسّياج رغم الأرواح العزيزة الغالية التي سقطت وهي تخترق السّياج بأجسادها العارية.
نريد الكلّ:
أعلنتها الصقور الفلسطينية بصريح العبارة: نريد الكلّ. أي كلّ فلسطين المحتلّة، ودون تقسيم ولا تفتيت.
ومن عظمة الثّورة الجزائرية أنّها خاضت حربا ضدّ ثاني قوّة أطلسية لأجل استرجاع كلّ الجزائر ودون تقسيمها، ولا تفتيتها. وحاول الاستدمار الفرنسي أن يقسّم الجزائر إلى شمال وجنوب، ومنح بعض المناطق لبعض الجهات، وإنشاء دولة للمستدمرين لاتتحكّم فيها الجزائر. وفي المقابل أصرّر الرّجال على وحدة الجزائر كاملة غير ناقصة وإلاّ رجعنا للغة البارود. فما كان للاستدمار الفرنسي إلاّ الرّضوخ وهو الذي يملك النّار، والحديد. ونعمة وحدة الجزائر التي نعيشها اليوم بفضل إصرار الرّجال على وحدة الجزائر كاملة.
وحشية الصهاينة من علامات نصر الفلسطينيين:
مايتعرّض له إخواننا، وأبناؤنا الفلسطينيين من تدمير للسكنات المدنية، وقتل مبرمج للأطفال، والنّساء يدلّ بوضوح أنّ الصهاينة أعجز من أن يواجهوا الصقور الفلسطينية. وتلك طبيعة المحتلّ المغتصب.
سبق للثّورة الجزائرية، وبعد كلّ عملية يقوم بها الرّجال إلاّ ويقابلها المستدمر الفرنسي بحرق القرية، وسجن أهلها، وتعذيبهم أشدّ العذاب، وسرقة كلّ مالديهم، وما لايخطر على البال كسرقة البيض، والحمير، والماعز، وحلي النّساء، وسفك الدّماء، والعبث بالأموات، وتشويه صورة المجاهدين.
تهجير “وْلِيدْ البْلاَدْ” وتوطين المغتصب المحتلّ:
أوصى قادة الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين بعدم الخروج منها، والتّمسك بالمغتصبات أثناء اقتحامها من طرف الصقور الفلسطينة. وفي الوقت نفسه ينسفون السكنات المدنية، ويقتلون الأطفال، والنّساء، ويقطعون الماء، ويحبسون الهواء عن الفلسطينيين لإجبارهم على الهجرة، ومغادرة أرضهم المحتلّة.
انتهج الاستدمار الفرنسي ومنذ اليوم الأوّل لاحتلال الجزائر إلى الأرض المحروقة لإجبار الجزائريين الرّافضين للاحتلال إلى الهجرة، ومغادرة أراضيهم وممتلكاتهم. فسيطر على الأراضي الخصبة، وترك للجزائريين الجبال الوعرة، والأراضي القاحلة.
لاأحد يتحكّم في الصقور الفلسطينية:
من عظمة الصّقور الفلسطينية أن لاأحد يتحكّم فيهم، ولا أحد يملي عليهم قرارات ضدّ رغباتهم رغم الضّغوط الكبيرة التي يتعرّضون لها يوميا، وباستمرار. ويملكون لوحدهم دون غيرهم ساعة إشعال النّار، وكيفية تسييرها، وطرق المباغتة، وصدّ العدوان.
من عظمة الثّورة الجزائرية أنّها فجّرت الثّورة بمفردها، وبرجالها دون الاستعانة بأحد، ودون انتظار أحد، ولم يتحكّم فيها أحد. مع الاعتراف الدائم، والمستمرّ لكلّ من ساند الثّورة الجزائرية.
الحثالة تعين الصهاينة:
أسرعت حثالة الغرب للمشاركة في نسف، وقتل الفلسطينيين دعما للصهاينة، وخوفا من زوالها.
وسبق للاستدمار الفرنسي أن استعان بحثالة أوروبا من قطاع الطرق، واللّصوص، وأصحاب السّوابق، وكلّ من له سمعة سيّئة لاحتلال الجزائر، ونهب خيراتها، والاعتداء على ممتلكات الجزائريين. ومنحتهم القوّة، والدّعم، والسّلاح، والسّلطة حتّى أمسوا قوّة لاتحاسب على جرائمها، وتلبى كلّ مطالبها الإجرامية.
الأربعاء 26 ربيع الأوّل 1445هـ، 11 الموافق لـ 11 أكتوبر 2023
الشرفة- الشلف- الجزائر
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار