حرب غزة وتهجير الشعب الفلسطيني
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 16/10/23 | 13:26الاثنين 16 تشرين الأول / أكتوبر 2023.
كل المحاولات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أمر مرفوض ولا تهاون أو تفريط في حقوق الشعب الفلسطيني تحت أي ظرف من الظروف، ونستغرب موقف المجتمع الدولي الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتجاهل حقوق الفلسطينية وخاصة في ظل استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوانه وإعلان الحرب على قطاع غزة وتشديد الحصار وقطع الكهرباء والمياه والغذاء والوقود في جريمة واضحة ضد الإنسانية ومخالفا للقانون الدولي الإنساني .
لا يزال المبدأ الذي استقر عليه المجتمع الدولي، وهو حل الدولتين، غير محقق وعلى المجتمع الدولي أن يواجه الإخفاق على مدى النصف قرن الماضي، ويقدر أن هذا الوضع ليس ملائما ولا يتسق مع مبادئ حقوق الإنسان التي يقال إنها من الركائز الرئيسية للأمم المتحدة ولا بد من المجتمع الدولي المنحاز للاحتلال أن يدرك أن عدوانه لن يؤدي إلا لإشعال المنطقة بأكملها .
يجب على المجتمع الدولي العمل على مواجهة الجرائم التي ترتكبها عصابات جيش الاحتلال ووضع حد للكوارث الإنسانية في قطاع غزة التي تتصاعد يوميا نتيجة المجازر والتدخل العاجل لاحتواء ووقف التصعيد والأزمة والعمل على استعادة الاستقرار في منطقة تعاني على مدى سنوات طويلة من عدم الاستقرار وتواجد قوات الاحتلال على الأراضي العربية الذي أدى إلى فقدان الأمل وانسداد الأفق السياسي بعد ما يقرب من نصف قرن .
حقوق الفلسطيني ليست أقل من حقوق أي إنسان آخر ويجب التعامل معها من دون ازدواجية ولا بد من العمل على وقف جميع التدخلات العسكرية بكل اشكالها التي تؤدي إلى ما نشهده الآن من جرائم يرتكبها جيش الاحتلال بشكل لا يتسق مع القانون الدولي الإنساني أو مبادئ الحفاظ على حقوق الإنسان .
استمرار الاحتلال في ممارسات قمعه التعسفية واستهداف الضحايا الأبرياء بسبب العدوان المستمر والمتجدد منذ عدة أيام ومحاصرة الشعب الفلسطيني منذ 76 عاما، وفرض إجراءات قاسية عليه لا مثيل لها في العالم كالحصار البري والبحري والجوي للضفة والقطاع بهدف تركيع الشعب الفلسطيني الصامد ودفعه إلى الموت البطيء، في ظل استمرار عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وأهمية إنهاء الحصار المفروض عليه، لوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني المتضرر حيث يتواصل حصار أكثر من مليوني إنسان في غزة التي أصبحت سجنا كبيرا لشعب يناضل من أجل حقوقه المشروعة .
أعمال المقاومة المشروعة ضد الاحتلال لا يمكن أن تبرر ما يقوم به جيش الاحتلال من عملية إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة وأن تجاهل الغرب لمقتل مئات الفلسطينيين في عمليات القصف المتواصلة ضد المدنيين في غزة هي عنصرية فاضحة ومرفوضة وان محاولات سلطات الاحتلال إقناع الفلسطينيين بالنزوح خارج أراضيهم التي هي حق أصيل وتاريخي بالنسبة لهم، لا يمكن ان تمر كون ان الشعب الفلسطيني يقف على قلب رجل واحد ويتمسك بحقوقه التاريخية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ .
التصعيد الأخير في الأرض الفلسطينية المحتلة هو نتيجة للاحتلال الإسرائيلي غير القانوني المستمر منذ سبعة عقود، وقمع الفلسطينيين الأبرياء والانتهاك الصارخ لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا بد من التحرك لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا قرارات الأمم المتحدة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للعيش على حدود ما قبل عام 1967، وأن تكون القدس عاصمتها .