طوفان الأقصى..والثّورة الجزائرية – الحلقة الثّانية.
معمر حبار
تاريخ النشر: 17/10/23 | 18:29من ربح حرب المصطلحات فقد ربح الأرض، والحرب:
من المصطلحات التي استعملها الصهاينة هذه الأيّام مصطلح “الأجانب؟! “، ويقصد به كلّ ماليس صهيوني محتلّ مغتصب وكأنّه صاحب الأرض، ومالكها.
الحقيقة أنّ الصهيوني أجنبي لأنّه محتلّ مغتصب لفلسطين، وكلّ محتلّ مغتصب فهو أجنبي، وغريب ولا يمكن وصفه بصاحب الدار. وهذا الذي يجب التّعامل به، والحثّ عليه، واستعماله في الكتابات، والخطب، والحديث اليومي.
تغيير أسماء المدن الفلسطينية المحتلّة من طرف الصهيوني. وتغيير أسماء الأحرار الذين يدافعون عن أرضهم، وعرضهم من مجاهد، وشهيد إلى “إرهابي؟ !”. ومن أسير بالنسبة للعدو إلى “مختطف؟ !”، و”رهينة؟ !” تندرج ضمن مصطلحات الصهاينة التي يريد فرضها بكلّ الوسائل.
أطلق الاستدمار الفرنسي على الجزائريين مصطلح “أهالي؟!” واعتبر المجرمين، وحثالة أوروبا، والمحتلّين المستدمرين المغتصبين بـ “أصحاب الأرض؟ !”. وأطلق مصطلح “ٙ فٙلاٙڤٙة؟ ![1]” على المجاهدين، والشهداء.
لايعرف الصهاينة حرمة مدني، ولا وجود لمدني لدى الصهاينة:
مايجب التّاكيد عليه أنّ الصهاينة المحتلّين لفلسطين كلّهم جنود يستدعون لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين، ونشر الهلع، والفزع، والنّسف، والحرق، والتّدمير في صفوف المدنيين الفلسطينيين، والسكنات الفلسطينية كما يحدث الآن مع صدمة طوفان الأقصى.
المجتمع كلّه عسكري ولا وجود لمدني صهيوني. والصقور الفلسطينية تواجه عسكر مدجّج بالأسلحة، والصواريخ الحارقة النّاسفة ولا علاقة له بالمدنيين، لأنّه لايوجد ضمن الصهاينة مدني.
من عظمة الثّورة الجزائرية أنّها تعاملت مع المستدمرين المجرمين الفرنسيين على أنّهم غزاة محتلّ مغتصب للجزائر. لأنّهم ليسوا مدنيين بل جنود مجرمين بلباس مدني يملكون السّلاح، ويقتلون الجزائريين المدنيين من أطفال، ونساء، ويستولون على أراضي الجزائريين الخصبة، ويجبرونهم على التهجير حتّى أمسى الجزائر يعمل أجيرا لدى المستدمر، وفي أرضه، ودون ثمن، وطيلة حياته المهدّدة بالقتل، والتّعذيب، والتّهجير، والإهانة في كلّ دقيقة من حياته الغالية.
لهذه الأسباب فإنّ القنابل التي وضعها المجاهد الجزائري في المطاعم، والمقاهي، والملاهي التي كان المستدمر الفرنسي يرتادها لاتعتبر إطلاقا، وأبدا عمليات ضدّ “المدنيين؟ !”. لأنّ المستدمر محتلّ مغتصب، وكلّ محتلّ فهو جندي قاتل محتلّ يعامل معاملة الجندي المحتلّ المغتصب. ونفس الأمر يقال للصقور الفلسطينية: إنّكم تواجهون جندي صهيوني محتلّ مغتصب وليس مدني، لأنّه لاوجود لمدني لدى الصهاينة، بل كلّهم جنود محتلّين مجرمين مغتصبين. فوجب التّعامل معهم على أنّهم كذلك، لأنّهم كذلك.