مؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين

حسن عبادي/ حيفا -مدريد

تاريخ النشر: 17/10/23 | 18:32

شاركت برفقة زوجتي سميرة في المؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين
(التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى الفلسطينيين، إطار أوروبي فلسطيني مستقلّ وغير مموَّل،
تأسس في أوروبا، ويضم في صفوفه نشطاء فلسطينيين يقيمون في عدد من الدول ونشطاء حقوقيين
وبرلمانيين وحقوقيين أوروبيين مناصرين للشعب الفلسطينيين أخذوا على عاتقهم مناصرة ودعم
الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتديره اللجنة الاستشارية: د. خالد حمد/
ألمانيا، د. عبد الحميد صيام/ الولايات المتحدة الأمريكية، حمدان الضميري/ بلجيكا، علي أبو هلال/
القدس، أنس أبو سعدة/ هولندا، د. علي هدروس/ السويد وحسن عبادي/ حيفا) الذي عُقد في مدريد
/ إسبانيا يومي 30/9 و1/10/2023، وذلك تحت شعار الوقف الفوري للإهمال الطبي المتعمد
واسترداد جثامين الشهداء، وقام د. نضال الحاج (مسؤول اللجنة المنظّمة للمؤتمر/ إسبانيا) بافتتاحه
وتقديمه.
جاء انعقاد المؤتمر في ظل تصاعد انتهاكات حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية العنصرية
المتطرفة، لحقوق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، وتوجهها لسن وتشريع المزيد
من القوانين والقرارات العنصرية بحق الأسرى والمعتقلين، وخاصة قانون الإعدام وغيره من
القوانين الجائرة، وفي ظل تصاعد الاضرابات عن الطعام ومعارك الأمعاء الخاوية من أجل
الحرية والكرامة، واستمرار انتهاج سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرات والأسرى المرضى
ورفض تقديم العلاج المناسب والضروري لهم، إلى جانب استمرار جريمة احتجاز جثامين الشهداء
والتي تترك جرحا ومعاناة متواصلة لذويهم.
شهد المؤتمر حضورا أوروبيا ودوليا واسعا ومتميزا بمشاركة نخبة من البرلمانيين والمحامين
والحقوقيين وممثلي الأحزاب وحركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني. وعدد آخر من
الحقوقيين في الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم، الذين شاركوا
بفعالية في المؤتمر وبمشاركة أسرى محررين، وعدد من ذوي الأسرى في سجون الاحتلال
الإسرائيلي، ونخبة من الإعلاميين والصحفيين، وأعضاء الاتحاد النسائي الأوروبي الفلسطيني
والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية (أمل حمد وسلوى رشماوي/ ألمانيا، ديسبينا خريستو/ إسبانيا،
وسميرة عبادي/ فلسطين) وكانت ميلاد وليد دقة صغرى المشاركين.

استمع المؤتمر لرسائل ولشهادات حية من الأسيرات والأسرى ممّن تعرضوا للاعتقال والتعذيب في
سجون الاحتلال الإسرائيلي (عنان الشلبي وأماني حشيم وأسامة الأشقر)، بالإضافة لكلمة اللجنة
الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، وشهادات ذويهم حول معاناتهم
(ألقتها سناء-زوجة الأسير وليد دقة-وأنهتها بمقولة وليد: “للحبل طرفان… وإنّ ما أكسبه من الحبل
عندي يخسره من الحبل عنده… أرى النور ولا أراك”.) والتي كان لها عميق الأثر لدى المشاركين
بالمؤتمر الذين عبروا عن استنكارهم للممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى والأسيرات وعزمهم
على التضامن اللامحدود مع قضيتهم العادلة، كما ناقش إبداعات الأسرى الفكرية والثقافية والأدبية،
وغيرها من الموضوعات التي تُعنى بشؤونهم.
أقيم في قاعة المؤتمر معرض للوحات التي شاركت في يوم الأسير 2023؛ الأسير جمال أمين
هندي (سجن نفحة)، وليد قشاش (عكا)، يوسف الحليقاوي (غزة)، محمد الركوعي (الشام)، علاء
حوشية (قطنة/ القدس) ورائد قطناني (عمان) وكذلك ملصق لعائلة الأسير وليد دقة، ومن الجدير
بالذكر أنّ لوحة الفنان علاء حوشية ستكون غلاف كتاب “تصدّع الجدران” للكاتب فراس حج محمد،
الذي يتناول أدب الحريّة.
كما وتخلّل المؤتمر معرض فنّي بمشاركة العشرات من الفنّانين أشرف عليه الفنان نضال عبد
الهادي، بحضور بعض الفنانين: مريم وودس، هينك فان دريل، منى عمر وغيرهم، وكذلك
معرض خاص شمل مجموعة من صور لأسرى، حيث عبّرت كلّ مجموعة منها عن قضايا
الأسرى ومنها قضيّة المرضى، والأسيرات، والأطفال، والمؤبدات أشرف عليه أمجد النجار
(رئيس وحدة الإعلام والعلاقات العامة– نادي الأسير)، وكان حضور مميّز عبر الرسومات
والصور للأسيرة المقدسيّة إسراء جعابيص.
هذا وكانت لي مداخلة رئيسة حول تجربتي وأدب الحرية وتناولت مبادرتي “لكلّ أسير كتاب”
وكذلك مشروع “من كلّ أسير كتاب”؛ (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/ أو
مؤسسّة) وتم الاتفاق مع د. كارمن رويز على ترجمتها للغة الاسبانيّة ونشرها وتعميمها في مجلة
ثقافية واسعة الانتشار (سأقوم بنشرها بعد صدور المجلة الاسبانية).
وقد أكد المؤتمر في ختام أعماله ضرورة تضافر وحشد كافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية
من أجل نشر وفضح وإدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين، وخاصة
النساء والأطفال والمعتقلين الإداريين، والعمل على تكثيف الجهود على الصعيد الدولي لوقف
معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، بالتنسيق والتعاون مع الهيئات المعنية بشؤون
الأسرى في الوطن وكافة الهيئات الدولية الحقوقية المختصة، وتدويل قضية الأسرى والإسراع
في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتسليط الضوء على معاناة الأسرى
المرضى، ولتوفير العلاج الطبي الملائم لهم لإنقاذهم من خطر الموت الذي يهدد حياتهم عبر العديد
من الحملات الوطنية والعربية والدولية، ومواصلة الحملة الدولية التي أطلقها التحالف الأوروبي
لمناصرة الأسرى بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية والعربية ذات الصلة لدعم نضالات المعتقلين
الإداريين، وإطلاق حملة دولية لإدانة سياسة الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الشهداء الأسرى
باعتبارها جريمة حرب، وتطوير الجهد الإعلامي للتحالف والتنسيق المشترك مع الهيئات المعنية
بشؤون الأسرى داخل الوطن لفضح وإدانة جرائم الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين، وتثمين وتقدير
الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي للأسرى والأسيرات، ونشر إصداراتهم، وتقدير الجهود التي يبذلها

المحامي الحيفاوي حسن عبادي ومشروعه “من كلّ أسير كتاب”، ودعوة كافة المؤسسات المعنية
بتقديم الدعم لهذه الجهود الإبداعية للأسرى.
وفي ختام أعماله عبّر المؤتمر عن شكره وتقديره للجنة تنسيق التحالف في إسبانيا، ولكل اللجان
والأعضاء والأصدقاء والمشاركين في المؤتمر على جهودهم التي أدت الى إنجاحه.
إن التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين وهو يختتم أعمال مؤتمره الثامن ليعبّر عن
مساندته ودعمه للأسرى في سجون الاحتلال، ويؤكّد من جديد أنه سيواصل جهوده من أجل تدويل
قضية الأسرى في كافة المحافل الدولية، ومن أجل ملاحقة حكومة الاحتلال وقادتها الذين يرتكبون
الجرائم بحق الأسرى. ويعبّر التحالف عن عزمه على مواصلة جهوده من أجل تعزيز وتطوير
علاقاته مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والبرلمانات في أوروبا وغيرها من دول
العالم؛ لمتابعة قضايا الأسرى، حتى يتم تحررهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى هامش المؤتمر تم الاتفاق مع ناشر اسباني أن نعمل سويّا على إصدار كتاب باللغتين
العربية والاسبانية بمشاركة 20-25 أسير والعمل على ترجمة كتابات الأسرى للإسبانية، وكذلك
الأمر للهولنديّة.
هذا وعملنا على أن تكون غالبيّة المشاركين من النشطاء الأجانب، وكلّ منهم تعهّد أن يكون سفيراً
لقضيّة أسرانا في دولته.
فوجئت حين كرّمني التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين بدرع التحالف والمؤتمر وقال د.
خالد حمد (المنسّق العام للتحالف): “نعتزّ ونفخر بزميلنا المحامي الحيفاوي حسن عبادي على
جهوده في التواصل الدائم مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، ونشيد بمشروعه “لكل
أسير كتاب” وجهوده المثمرة بنشر وطباعة مؤلفات الأسرى وإبداعاتهم الثقافية والأدبية”.
الحرية للأسرى والشفاء العاجل للأسرى المرضى والمجد للشهداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة