أكتوبر المصري وأكتوبر الغزي والعبور واحد
أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/10/23 | 15:44بعد خمسين سنة بالتمام والكمال يعود شهر تشرين اول المسمى “أكتوبر” بحلة نضالية جديدة، تاركا وراءه أرض فرعون وحل على أرض فلسطين بإخراج ومضمون فلسطيني. فإذا كان أكتوبر المصري في العام 1973 قد شهد تحطيم وعبور خط بارليف على أيدي جنود الجيش المصري فإن أكتوبر الغزي شهد عبورا وتوغلا داخل اسرائيل.
ضحكت بصوت عال عندما سمعت نتنياهو يقول في كلمته (المتلفزة) والتي يصف فيها عملية طوفان الأقصى بـ “هجوم قاتل مفاجئ ضد دولة إسرائيل ومواطنيها”. ولا أزال أسخر من تحليلات الصحافة العبرية التي تركز أيضاً على عنصر المفاجأة. وهذا تبرير غير منطقي للفشل والضعف، لأنه من المعروف منطقيا وفي العلم العسكري (وأنا لا أفهم بالعسكر ولا بالأمن) أن جيش أي دولة يجب أن يكون على استعداد لأي حدث على مدار الساعة.
المحلل السياسي الأردني رجا طلب أحد كبار المحللين السياسيين في الأردن، يقول في مقال له في صحيفة “الرأي” الأردنية: “أن المقاومة الفلسطينية استحضرت روح «اكتوبر» المصرية وطبقت أهم عاملين في تلك الحرب ألا وهما: عنصر الخداع الاستراتيجي وعنصر المباغتة.
الجنرال ايلي زعيرا الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية «امان» أصدر في العام 1996 كتاب (حرب يوم الغفران… الواقع يحطم الأسطورة) يتحدث فيه عن الواقع الحقيقي لإسرائيل وعن مدى الضعف البنيوي في المجال العسكري والأمني – الاستخباري فيها. ويبدو ان الجنرال على حق لأن عملية “طوفان الأقصى” كشفت بالفعل الفشل الأمني والاستخبارات لـ “لجيش الذي لا يقهر” حسب قولهم.
على كل حال فإن عملية “طوفان الأقصى” التي يعتبرها نتنياهو حرباً وليست مجرد عملية، هي في حقيقة الأمر أكبر حجماً وتأثيرا ومفعولاً على جميع الاصعدة من عملية 11 سبتمبر عام 2001 ضد البرجين في نيويورك. لكن هذه العملية لم تشهد إنزال صواريخ على مستشفى وقتل من فيها كما جرى في غزة، علماً بأن الجيش الإسرائيلي يحاول رد التهم الموجهة إليه بقصف المستشفى الأهلي المعمداني موجهًا إياها لحماس وصواريخ المقاومة. يعني حسب رأيهم: فلسطيني يقتل الفلسطيني.
ما يدعيه الجيش الإسرائيلي يذكرني بما قاله المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، في محادثات مغلقة مع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، خلال مداولات حول الجريمة المستشرية في المجتمع العربي: “هذه طبيعتهم. يقتلون بعضهم البعض.” بحسب ما جاء في تسريبات أوردتها القناة 12 الإسرائيلية،
وأخيـراً… مراسلة شبكة “سي إن إن” الأميركية سارة سيندر، نشرت تغريدة على موقع “إكس” قالت فيها، إنها تأسف لنقلها مزاعم عن “قطع رؤوس أطفال إسرائيليين” خلال بث مباشر في بداية عملية طوفان الأقصى. وقالت “كان يجب أن أكون أكثر حذرا في كلامي. أعتذر”. على الأقل اعتذرت عن ترداد الكذب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط،