شارون انسحب منها ونتنياهو نورط فيها… غزة ومواجهة السيوف الحديدية
أحمد حازم
تاريخ النشر: 21/10/23 | 17:27في الثاني عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2005 أعلن الكيان الصهيوني الانسحاب من قطاع غزة بقرار من رئيس الحكومة آنذاك، أرئيل شارون، حيث تم بموجبه إخلاء المستوطنات ومعسكرات الجيش من القطاع المحاصر، و4 مستوطنات أخرى متفرقة في شمالي الضفة الغربية. هذا الانسحاب جمّلته دول الاحتلال بصياغة أخرى للتخفيف من حدة تداعياته وأعطته اسم “خطة فك الارتباط”.
انسحاب شارون كان نتيجة معركة “أيام الغضب” التي فشل فيها من تحقيق أهدافه بمنع الصواريخ وعمليات المقاومة التي تُطلق من قطاع غزة تجاه المستوطنات الواقعة في محيط غزة الذي يسمونه “غلاف غزة”. وبالرغم أن الانسحاب لم يلق موافقة العديد من حزبه “الليكود” الا انه فعل ذلك، وخطوته كانت عقلانية لأنه عرف ان الانسحاب وترك غزة بحالها هو الأفضل.
نتنياهو لم يتعلم من شارون ولم يفهم ولم يأخذ العبر من وراء انسحابه. بمعنى ان غزة من الصعب ان تقهر. ست حروب شنتها إسرائيل على غزة منذ العام 2008 وكل حرب اعطيت اسما وكل حرب تم تحديد أهدافها. الحروب انتهت وغزة بقيت.
وزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن ووزير دفاعها لويد أوستن، وصلا إتل أبيب ولحق بهما الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما يعني ان الحرب على غزة ليست إسرائيلية فقط انما بدعم معنوي امريكي، وإلّا كيف نفهم وجود أهم ثلاث شخصيات أمريكية في اسرائيل وقت الحرب وكيف نفهم تحريك حاملة الطائرات الامريكية جيرالد فورد الى المنطقة؟ هذا يعني بكل وضوح ان الأمريكيين جاهزين للتدخل عسكريا اذا ما توسع نطاع الحرب ليشمل مشاركة جهات أخرى. ألم يقل بلينكن الأسبوع الماضي: اننا نحمي ظهر تل أبيب؟”
مراسل الشؤون العسكرية في موقع “واينت” العبري يوسي يهوشوع، يقول إن اسرائيل ورغم الدعم الأميركي غير المسبوق، “ستكون قبالة تحديدات كبيرة أمام المجتمع الدولي، والأصوات التي تدعو لوقف الحرب على غزة التي تعيش كارثة إنسانية، ويبقى السؤال عما إذا كانت اسرائيل ستحقق أي إنجاز أو هدف من الحرب:”
الإذاعة العبرية الرسمية (كان 11)، كشفت مساء الخامس عشر من الشهر الحالي عن وثيقة تظهر أهداف الحرب على قطاع غزة، والتي صادق عليها كابينيت الحرب. والأهداف الواردة في الوثيقة تتضمن أربعة بنود: “إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية، إزالة التهديد من القطاع، بذل أقصى الجهود لحل قضية الرهائن وآخرها حماية الحدود والمواطنين”. فهل تستطيع دولة الاحتلال تحقيق هذه الأهداف؟
الاجابة وردت في حديث لصحيفة “يديعوت أحرونوت” مع رئيس الحكومة الاسبق، ايهود باراك، الذي قال فيه: ” لا نستطيع القضاء تماماً على حماس فهي حركة تحمل ايدولوجيا متجذرّة في قلوب انصارها وعقولهم”. وماذا يقترح باراك في هذا الموضوع؟ يقول باراك: ” الخطوة العملية المهمة تتمثل في القضاء على قدرات حماس العسكرية في القطاع”. لكن باراك يعترف بأن هذا الأمر ليس سهلا اذ يقول:” هذه مهمة معقدة جداً ولكن علينا التركيز عليها”.
باراك على حق في قوله. فلو أمعنا النظر في هذه الأهداف لوجدنا أن جيش الاحتلال حتى كتابة هذه السطور أي بعد أسبوعين من الحرب الضروس على غزة، لم يحقق أي هدف من الأهداف الأربعة التي حددها في حربه على غزة باستثناء القتل والتدمير.
ولكن في حال أقدم الجيش على اجتياح قطاع غزة، ماذا يقول باراك؟ ” ننوي نزع سلاح حماس ونأمل بأن نكون قادرين على اعادة السلطة الفلسطينية الى هناك او أي جهة اخرى”. يعني وجود خياران بالنسبة لباراك: فإما تسليم القطاع لسلطة عباس، وإما لجهة أخرى لم نفهم ما هو المقصود منها.
وأخيراً… الكاتب الإسرائيلي جدعون ليقي، يقول في تحليل له بصحيفة “هأرتس”: إن “نتنياهو يتحمل مسؤولية كبيرة جدا عما حدث، وعليه أن يدفع الثمن”.