حزب الله وموقف اللاموقف… الدم مقابل الدم في جنوب لبنان
أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/10/23 | 15:16بعد أيام قليلة من القصف على غزة، خرج إلينا حزب الله ليبشر العرب، بأنه سيدخل الحرب إذا قام الجيش الإسرائيلي باجتياح غزة. رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين قال إن “على نتنياهو أن يعلم بأنّ هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب… نحن لسنا على الحياد ولن تؤثر الاتصالات في الكواليس التي جرت معنا من قبل دول كبرى ودول عربية ومبعوثين من الأمم المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر، يطلبون منا ألا نتدخل في المعركة”.
لغاية كتابة هذه السطور لم يقتحم الجيش الإسرائيلي غزة لكن القصف الإسرائيلي في يومه السابع عشر
اودى بحياة أكثر من أربعة آلاف غزي ولا يزال حزب الله ينتظر الاقتحام. ما قاله صفي الدين ينفذ فعلاً ولكن على طريقة متعارف عليها عسكريا بين طرفين متنازعين، بمعنى ان ما يجري حاليا في جنوب لبنان من تبادل للقصف ومن عمليات عسكرية يحدث ضمن إطار “قواعد الاشتباك” في سياق القرار الدولي 1701 الصادر عام 2006 عن مجلس الأمن الدولي. صحيح أننا نشهد تطورات خطيرة وسقوط قتلى من الجانبين اللبناني والإسرائيلي في تلك المنطقة الجغرافية من لبنان لكن كل ذلك يبقى في إطار احترام قواعد الاشتباك.
فماذا تعني قواعد الاشتباك المعروفة باللغة الإنجليزية (Rules of Engagement) في العلوم العسكرية تعني: القواعد التي تلتزم بها قوات طرفي القتال عند استعمال القوة في خضم العمليات العسكرية. وكالة “رويترز” ذكرت في السابع عشر من الشهر الحالي نقلاً عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله إن “قواعد الاشتباك في الشمال (على الحدود مع لبنان) شديدة الوضوح،” وهذا يعني ان .طريقة المعركة التي يديرها حزب الله في الجنوب واضحة المعالم وتدار بطريقة الدم مقابل الدم.
هذه المعادلة يعمل حزب الله في اطارها، بمعنى إذا قصف الجيش الاسرائيلي يقصف حزب الله وكل فعل له رد فعل. يعني لغاية الآن يمكن تسمية ما يدور في جنوب لبنان بالمناوشات المقبولة من الطرفين. الجنرال اللبناني المتقاعد مروان شربل الذي شغل سابقا متصب وزير الداخلية في لبنان، يرى أن “قواعد الاشتباك تعني بقاء العمليات محصورة في حدود الفعل وردّ الفعل بالحجم نفسه”
حزب الله وعلى ما يبدو يظهر التمسك بقواعد الاشتباك ولا يريد حرباً شاملة مع إسرائيل. أورنا مزراحي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلية التابع لجامعة تل أبيب، تقول:” أن طبيعة أنشطة حزب الله تعكس رغبة نصر الله في الإبقاء على قواعد اللعبة ويحرص على أن يكون عدد الضحايا متساوياً في كلا الجانبين”
وأخيراً… واضح أن حزب الله ومن خلال “موقف اللاموقف” أمام خيارين: إما التدخل في الحرب وتدمير بيروت مثل غزة كما هدد نتنياهو، وإما الإبقاء على “قواعد الاشتباك” وإبعاد لبنان عن الدمار كما نصحته جهات غربية وعربية. الكرة في ملعب نصر الله
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط.