مجازر وقتل جماعي وخرق فاضح للقانون الدولي
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 25/10/23 | 7:09الأربعاء 25 تشرين الأول / أكتوبر 2023.
يجب العمل من قبل المجتمع الدولي من اجل إيجاد خطوات جادة وضغط دولي حقيقي لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني واستمرار دخول المساعدات الإنسانية، وأهمية ضمان العمل في اتجاه الحل السياسي للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين .
تتصاعد خطورة ما يجري في الأراضي الفلسطينية واستمرار القصف على قطاع غزة وفي تطور لاحق تعرض مخيم جنين ومدينة طول كرم في الضفة الغربية للقصف من قبل جيش الاحتلال مما يشكل تصعيدا خطيرا باستخدام الطائرات الحربية بما ينتج عنه من ضحايا من المدنيين الفلسطينيين وترويعهم بمن فيهم الأطفال والنساء، ومحاولة تعميم نموذج قصف قطاع غزة على مناطق في الضفة الغربية المحتلة .
حجم الجرائم والمجازر التي ترتكبها دولة الإجرام تستدعي تدخلا عربيا ودوليا عاجلا من المؤسسات الدولية، خاصة مؤسسات الأمم المتحدة والأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف وإعلان روما، لتفعيل دورهم من خلال إجبار دولة الاحتلال على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، ورفع الحصار، وضمان الأمن الغذائي والطبي بما يوفر الحماية للمدنيين والمنشآت المدنية والطبية والأماكن التي يلجأ إليها المدنيون، والإسراع في فتح ممر إنساني لإجلاء الجرحى وإدخال المستلزمات والطواقم الطبية والمساعدات الإنسانية .
حكومة الاحتلال القمعية المجرمة تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج التدمير الحاصل في قطاع غزة وتهجير سكانه وتطورات الأوضاع في الضفة الغربية بما يرافقه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستمرار عدوانها على الضفة الغربية المحتلة، والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية عن عدم تحركه حتى الآن لوقف هذا القتل والدمار الإسرائيلي ضد غزة وأهلها .
تواصل قوات الاحتلال تدمير المنازل والابراج فوق رؤوس ساكنيها كما حصل في تدمير أكثر من 22 برجا سكنيا بواقع 44 شقة في كل برج في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة، بالإضافة الى مئات الأبراج والمنازل تم تدميرها وتضررها كذلك استهداف الكنائس والمساجد وقصف المستشفيات وتهديد أكثر من خمسة مستشفيات بالتدمير ولحتى الان استشهد أكثر من 5100 شهيد ضمن إحصائيات أولية قابلة للزيادة كل ساعة وإصابة أكثر من 15000 إلف جريح اغلبها إصابات خطرة وتفرض إسرائيل منذ عام 2007 حصارا على قطاع غزة، إلا أن حكومة الاحتلال أعلنت بعد يومين من اندلاع العدوان الاخير، فرض “حصار كامل” يشمل قطع إمدادات المياه والكهرباء ومنع إدخال الوقود، ما تسبب بانقطاعات واسعة في الاتصالات وانقطاع خدمات الانترنت حيث يغرق قطاع غزة في الظلام .
وفى ظل استمرار الحرب الظالمة يجب العمل والتحرك على الصعيد الفلسطيني وأهمية استمرار الدبلوماسية الفلسطينية وأنشطتها ليس فقط لفضح أبعاد هذا التدمير وتداعياته على حياة المدنيين الفلسطينيين، باعتباره انتهاكا جسيما للقانون الدولي، لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لإدانة العدوان ووقف الحرب فوراً، والتأكيد للمجتمع الدولي على أن معالجة جذور الصراع وحله من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين هو الكفيل بتحقيق أمن واستقرار المنطقة برمتها .
حان الوقت لوقف العدوان والتدخل من قبل المجتمع الدولي وعدم السماح بالاستمرار في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ضمن عدوانها العسكري ضد السكان المدنيين في ظل غياب التحرك الدولي والمساءلة والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبذل جهد دولي حقيقي لإحياء عملية السلام ومفاوضات تفضي لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية .