حرب الطرق وحرب الاجرام وحرب غزة
أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/10/23 | 18:40توجد حرب شوارع، (والمقصود هنا حوادث الطرق) في كل دول العالم بما فيها الدول الأوروبية، وأيضا الشمال الأوروبي الذي يضم الدول الاسكندينافية التي تعتبر شعوبها من أرقى شعوب العالم رقيا وحضارة كما علمونا. على كل حال لنبقى في بلادنا، ونبحث عن قتلانا جراء حوادث الطرق.
في إسرائيل أسفرت حوادث الطرق خلال العام المنصرم عن مقتل 348 شخصا، والعرب هم النسبة الأكبر من الضحايا. وحسب تقرير رسمي، على ذمة الهيئة الوطنية للسلامة على الطرق، فإن 30% من القتلى كانوا من المشاة، كما أن الرجال كانوا في كل حوادث العام الماضي الأكثر نسبة في حوادث الطرق بمعدل أعلى بكثير من النساء (%78) من الوفيات. وقد بلغ ضحايا حوادث الطرق داخل المجتمع العربي في العام الماضي ما نسبته % 32من إجمالي وفيات هذا النوع من الحوادث في إسرائيل ككل، على الرغم من أن حصتهم من السكان (21%).
في ترتيب المخالفات المرورية التي تسببت في وقوع حوادث الطرق، يأتي عدم إعطاء الأولوية للمشاة في المرتبة الأولى بنسبة (% 16) من الحوادث، وعدم اتباع إشارات المرور مسؤول عن %13 والسرعة المفرطة في المرتبة الثالثة بنسبة% 10، ثم عدم الحفاظ على مسافة آمنة بين السيارات، وأخيرا التنقل بين الحارات وعدم التزام اليمين.
الحرب الثانية التي يعيشها مجتمعنا العربي هي حرب عصابات الاجرام، والتي أودت لغاية الآن بحياة 211 ضحية. “المركز العربي لمجتمع آمن” يقول في تقرير له حول هذا الموضوع أنه ” منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى كتابة هذا المقال، فتكت حوادث الإجرام والعنف بـ 12 ضحية من المجتمع العربي”.
قبل الحرب على غزة وقبل عملية “طوفان الأقصى”، كنا نشهد يوميا حالة قتل وقي بعض الأحيان أكثر حتى وصل العدد الى خمسة قتلى في يوم واحد وقي بلدة واحدة ومن عائلة واحدة. في الأسبوع الأول من الحرب هدأت حركة القتل، واعتقدنا خطأً بأن العصابات استفاق ضميرها وأوقفت قتل البشر ما دامت الحرب الأخرى مشتعلة في غزة. صحيح أن ضمير العصابات قد استفاق ولكن ليس لوقف القتل بل لإعادة فتح الشهية للقتل. والله أعلم ما تخبئه لنا عصابات الإجرام حتى نهاية العام الجاري الذي يمكن تسميته “العام الأسود” للمجتمع العربي. نحن نعيش الآن مرحلة في غاية الصعوبة على جميع الأصعدة. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا نحن فاعلون للحد من تصاعد الجريمة والعنف في مجتمعنا العربي؟
صحيح ان غزة لا تنتمي جغرافياً لإسرائيل، لكنها جزأً من فلسطين التاريخية التي احتلتها اسرائيل عام 1948 وشظايا صواريخ كل حرب تشنها إسرائيل على غزة، والصواريخ التي يطلقها الجانب الآخر على مستوطنات ومدن اسرائيلية، يشعر بها فلسطينيو الـ 48 الذين حولتهم السياسة إلى “عرب إسرائيل”. والدليل على ذلك مقتل 22 مواطنا عربيا في النقب بسبب هذه الحرب.
وأخيراً… تستطيع إسرائيل فرض ” قانون طوارئ” لكم الأفواه التي تنتقد إسرائيل وقادتها، لكنها لا تستطيع فرض قانون طواريء لاقتلاع الإحساس الداخلي من قلوب “عرب إسرائيل” تجاه أبناء وطنهم تاريخياً.