المجازر المتبادلة
هادي زاهر
تاريخ النشر: 04/11/23 | 13:35مجازر كثيرة ارتكبت في هذه البلاد بدأتها الحركة الصهيونية من اجل السيطرة على هذه البلاد ونحن لا نستطيع ان نستطيع أن نستطيع ان نستعرض جميعهاi في هذه العجلة ولكن سنقف عند بعضها وهنا نقول إنه لا لزوم لارتكاب مجزرة مقابل كل مجزرة، كما حدث مؤخرا بين حماس وإسرائيل لأنه عندها لن تتوقف المجازر وسنبقى عرضة للانتقام المتبادل، من هنا نقول ان الحل الأمثل هو ما قررته الجمعية العامة والقرارات الشرعية الدولية بضرورة التسوية بدلا من إصرار كل من الأطراف على الحصول على كل شيء، ما ارتكبته حركة حماس غير مقبول البته، لا سيما وان الكثير من الأبرياء ذهبوا ضحية، مما أتاح المجال امام إسرائيل للإبادة الجماعية في سبيل تنفيذ مخططاتها والأخذ بثأرها اضعاف مضاعفة، قبل وبعد، حصار 18 عامًا قصف برا وجوا وبحرا بصورة دائمة، وتعالوا لنستعرض بعض المجازر التي ارتكبتها إسرائيل وهذا في صميم العقلية الإسرائيلية، لا نقول ذلك من منطلق شخصي وإنما كحقيقة على ارض الواقع وكبحث علمي مستند إلى الواقع نفسه، حيث كان قد قال دافيد بن غوريون: “إن الوضع في فلسطين سيُسوى بالقوة العسكرية” وذلك بهدف حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل من أرضهم وإحلال اليهود مكانهم.
مجزرة دير ياسين: لقد قتلت العصابات الصهيونية الأهالي وكان ذلك مع رجوع طلاب المدارس سأل الجندي القائد: ماذا سنعمل مع الأطفال فأجابه القائد، لقد شاهد الأطفال كيف قتلنا اهاليهم لذلك من الضروري قتلهم لان الحقد علينا سينمو في نفوسهم ويكونوا أعداء شرسين لنا عندما يكبروا.
مجزرة طنطورة كُلف لواء “ألكسندروني” بالمهمة، قام بإخراج الفلم عن المجزرة الفنان الإسرائيلي ألون شفارتس الذي وثق إفادات بعض الجنود الذين ارتكبوا الجريمة ووصفوا كيفية كان القتل الجماعي الذي راح ضحيته 230 مواطنا من القرية، يعترف جندي بان الجيش قام بوضع المواطنين في البراميل ثم أطلقوا عليها النار، ليرشح الدم من الثقوب التي أحدثها الرصاص، اييم ليفين قال: أحد أفراد الوحدة ذهب إلى مجموعة وقتلهم جميعا وهم يرفعون أياديهم فوق رؤوسهم، عامي تسور كوهين، يقول وهو يقهقه: “كنت قاتلاً، قتلت حتى من كانت أيديهم مرفوعة إلى الأعلى، لم اعرف عددهم، كان في الرشاش 250 طلقة”.
قرية أبو شوشة: وكانت هذه المجزرة فجر 14 أيار1948، لقد امر الجيش إطلاق النار على كل ما يتحرك.
مجزرة قبية: طوقت وحدتان عسكريتان من قوات الإسرائيلية في 14 تشرين الأول، بقيادة أريئيل شارون، قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية. وبعد قصف مدفعي مكثف استهدف المساكن، اقتحمتها القوات المدججة بأحدث الأسلحة مطلقة النار بصورة عشوائية على المدنيين العزّل، وعمد بعض الجنود إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل، فنسفتها فوق ساكنيها.
مجزرة خان يونس: نفذ جيش في 3 تشرين الثاني/ 1956 مجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس، فراح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً، بعد أن قامت قواته بتجميع بعضهم في الساحات العامة وإطلاق وابل من الرصاص عليهم. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى، أي في 12 تشرين الثاني، نفذت وحدة من الجيش مجزرة وحشية أُخرى، راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في المخيم نفسه.
مجزرة صبرا وشاتيلا: وقعت هذه المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك بين 16 و18 أيلول 1982، بعد اجتياح جيش، بقيادة أريئيل شارون للعاصمة بيروت، حيث تعرض المخيم لحصار ثم قصف متواصل خلّف سقوط حوالي 3500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزل،
مجزرة الحرم الإبراهيمي: نفذها الطبيب باروخ غولدشتاين في مدينة الخليل فجر 25 شباط/ 1994، بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي ذهب ضحيتها 29 مصلياً،
مجزرة جنين: في الفترة بين 1 و11 نيسان 2002، اقتحمت آلاف القوات الإسرائيلية مدينة جنين للقضاء على المقاومة، وقامت حينها بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، ومنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات الطبية إلى أهالي المدينة. وقد استشهد في هذه المجزرة أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين العزل.
مجزرة كفر قاسم: وفي 29 تشرين الأول 1956، كان جنود من حرس الحدود على موعد مع مجزرة جديدة رهيبة، وهذه المرة في قرية كفر قاسم، فرضت قيادة جيش صباح ذلك اليوم حظراً مفاجئاً للتجول على أهالي منها كفر قاسم، التي كان سكانها عائدين مساء إلى بيوتهم من حقولهم في أثناء موسم الزيتون، ولم يكونوا حينها يعلمون بموعد بدء سريان الحظر، ولدى عودتهم من قطف الزيتون امرهم الجنرال يسخار شدمي المواطنين بالوقوف صفا واحد وامر جنوده بعبارته المشهورة ” احصدوهم” وبعد ان خرج الموضوع إلى الاعلام تمت محاكمته وقد غرم بدفع قرشا واحدا؟! وذهب ذلك على سبيل السخرية من محاكمات قرقوشية كالقول مثل قرش شدمي.
مجزرة المسجد الأقصى: وقعت هذه المجزرة حينما حاول متطرفون يهود، يُطلق عليهم اسم “أمناء جبل الهيكل”، وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، وذلك في 8 تشرين الأول 1990، فقام أهالي مدينة القدس بمحاولات لمنعهم من تدنيس المسجد، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم جرشون سلمون ونحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا الأقصى لأداء صلاة فيه، وتدخّل حينها جنود الاحتلال الموجودون بكثافة داخل الحرم القدسي، وأمطروا المصلين بوابل من الرصاص، من دون تمييز بين طفل وامرأة ما أدى إلى استشهاد نحو 21 فلسطينياً، وكان قد تم احراق المسجد في 21 آب 1969.
مجازر إسرائيل لم تتوقف عند حدود البلاد، هناك من اقترح قتل الأطفال العرب من اجل ان تنهار معنويات أهاليهم فقامت إسرائيل بقصف مدرسة بحر البقر في مصر، وكانت قبل قيام الدولة قد قامت الحركة الصهيونية بنسف كنيس مسعود شمطوف اليهودي على المصلين اليهود في العراق من اجل دفع اليهود العراقيين إلى الهجرة إلى ارض الميعاد، وقد اعترف بذلك شلومو هلل الذي كان قد اشغل منصب وزير الشرطة.
الحرب والسلام: قال المنظر الصهيوني الأول بنيامين هرتسل: إذا لم يكن هناك عدو للشعب اليهودي فعلينا ان نخلق العدو كي يتوحد شعبنا لان طموحاتنا عريضة وقد ينشب حرب فيما بيننا إذا لم يكن هناك عدو يجمعنا.
قتل الأطفال: لقد حولت الصهيونية الصراع إلى حرب دينية وقد يستغرب البعض إذا قلنا بان قتل الأطفال في صميم الفكر التوراتي: ففي السفر التوراتي (21: 14-23) يأتي ذكر الأطفال (هيئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملؤوا وجه العالم مدناً، فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية)
اما في سفر صموئيل الأول (12: 15-4) يتكرر الأمر ولكن بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً)
وهكذا.. بدم بارد وبروح عدوانية لا تعرف الرحمة يسقط الأطفال معطرين بدمائهم. يسقطون وتنهي نور حياتهم.
الاخوة الأعزاء لا نريد ان نسترسل فالمجال لا يمكن أن نغطيه إلا من خلال بحث مستفيض يصدر في كتاب فمعذرة على هذا الاقتضاب على امل ان تتنازل الحركة الصهيونية التي تحكم إسرائيل عن طموحاتها الجهنمية التي تعكر أجواء الكون.