عندما يتم تفعيل الرقابة الذاتية
أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/11/23 | 14:06الطاقم الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل صادق على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعلان حالة الحرب ضد غزة منذ السابع من الشهر الماضي بموجب البند 40 من القانون الأساسي للحكومة. إعلان حالة الحرب تعني وضع إسرائيل وسكانها ومرافقها المدنية تحت قانون الطوارئ، وتكليف قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي بالتصرف وفق متطلبات الحرب، وتشمل تدابير إعلان الحرب سلسلة من الإجراءات بينها تقييد النشر في وسائل الإعلام.
أنا شخصياً أتصفح يومياً العديد من المواقع العربية والغربية ومن بينها اللبنانية والخليجية ومواقع الصحف الانجليزية والألمانية كوني اجيد اللغتين قراءة ولفظا وحوارا. لكن موقع “العرب” هو أول موقع أقوم بتصفحه، لأني أكتب فيه بشكل يومي منذ سنوات.
خلال تصفحي لموقع “العرب” لفت نظري خبر نشره الموقع في الخامس من الشهر الجاري يقول:” منصور عباس يطالب عضو الكنيست إيمان الخطيب ياسين بالاستقالة من القائمة بعد تصريحاتها عن احداث غلاف غزة”. الخبر لم يكن نقلاً عن منصور عباس مباشرة بل اعتمادا على مصادر لم يذكرها الموقع، المعروف بمصداقيته.
يا ساتر. ليش يا دكتور متصور زعلان من السيدة إيمان؟ يقول رئيس الموحّدة:” لأنها شككت في أحداث 7 أكتوبر وقالت في حديث لقناة الكنيست إنهم “لم يذبحوا أطفالا ولم يتم اغتصاب أي امرأة. وإذا حدث ذلك، فهذا أمر مخز”.
منصور عباس اعتبر تصريحات ايمان ياسين خطيرة جدا قد ترقى الى فضيحة، ولم يعجبه ما قالته زميلته في الحركة وفي الكنيست، فسارع هو شخصيا لتطبيق قانون الطوارئ على زميلته قبل أن تطبقه السلطات المختصة، بمعنى انه اتخذ اجراءً عقابيا بحقها من خلال مطالبتها بالاستقالة. رقابة ذاتية قبل الرقابة الرسمية. عضو الكنيست ايمان ياسين رأت ان الحل الوحيد للخروج من هذا “المأزق” هو الاعتذار عسى ان يكون لها حبل نجاة للتراجع عن مطلب الاستقالة. وهذا ما حصل:
في الخامس من هذا الشهر ليلاً اعتذرت إيمان خطيب ياسين عن أقوالها، ولا ندري إذا كان الاعتذار قد تم نتيجة قناعة أم نتيجة ضغط. وجاء في الاعتذار: “لقد أخطأت، أنا نادمة وأعتذر، ولم يكن لدي أي نية للتقليل أو إنكار المجزرة المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر والأعمال الفظيعة ضد النساء، الأطفال والمسنين الذين قُتلوا في الجنوب”.
وفاضت قريحتها استنكارا، بقولها:” لقد عبرت منذ اليوم الأول عن موقف واضح بشأن إدانة واستنكار هذه الأعمال الشنيعة ضد اليهود والمواطنين العرب في إسرائيل في ذلك السبت الأسود، ومن المناسب التأكيد على ذلك مرة أخرى، خاصة في هذا الوقت”. برافو عليكي يا شطّورة.
وأخيراً… هنا، في حالة ايمان ياسين، تستحضرني أغنية للمغنية اللبنانية نانسي عجرم، تقول فيها:” اللي بيسمع كلمة إمو شو منقلو: شاطر شاطر”.