مخرجات القمة وحرب الإبادة الإسرائيلية
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 13/11/23 | 14:20الاثنين 12 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
القمة العربية الإسلامية المشتركة المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض أدانت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري خلاله ورفضت توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة .
ومن أولويات القمة العربية أكدت على أهمية كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود بشكل فوري ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية وضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها .
وفي خطوة مهمة طالبت القمة العربية التوقف عن تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال التي يستخدمها جيشها والمستوطنون الإرهابيون في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته ومستشفياته ومدارسه ومساجده وكنائسه وكل مقدراته وأهمية ان يتخذ مجلس الأمن قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنع إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه، وقطع سلطات الاحتلال الكهرباء وتزويد المياه والخدمات الأساسية فيه، بما فيها خدمات الاتصال والانترنت باعتباره عقابا جماعيا يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي، وضرورة أن يفرض القرار على إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال الغاصب .
وفي ظل العدوان والسيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وإعادة احتلال مدينة غزة وتشريد أهلها وإجبارهم على الرحيل تحت القصف والقتل والإبادة أكدت القمة على التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، وأن الشرط المسبق للسلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين على خطوط 4 من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
لا بد من العمل على استمرار التحرك العربي لضمان تنفيذ قرارات القمة العربية وضرورة استمرار تحرك المجتمع الدولي فورا لإطلاق عملية سلمية جادة وحقيقية لفرض السلام على أساس حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في تجسيد دولته المستقلة المتصلة جغرافيا .
وبالتأكيد فأن استمرار تجاهل الشعب الفلسطيني وحقوقه من قبل المجتمع الدولي وعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية على مدار ما يزيد على 75 عاما، وعدم التصدي لجرائم الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وسياساته الممنهجة لتقويض حل الدوليتين، هو الذي أدى إلى تدهور الوضع بصورة خطيرة .
حكومة الاحتلال تعمل على تكريس حلولها العسكرية والأمينة حلول وتعمل على تقويض حل الدولتين، واستبدالها بتعميق الاستيطان، وسياسات الضم، والتطهير العرقي والتمييز العنصري في الضفة والقدس، وحصار قطاع غزة، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في ظل تجسيد الحضور الوطني وقوة الموقف الفلسطيني الواحد الموحدة حيث يتواصل الصمود البطولي والتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية .
وفي ظل ما يشهده قطاع غزة من مؤامرات إسرائيلية جديدة وتخبط واضح في سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة أكدت القمة العربية على رفضها المطلق لكل محاولات الاحتلال او اي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والتأكيد على أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب ان تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الجغرافية ضمن حدود الدولة الفلسطينية التي يجب ان تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية .